أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تسعى لإتمام صفقة تتيح لها السيطرة الكاملة على مشروع مشترك لتصدير الذهب، كانت تديره مع شريك إماراتي، وذلك بعد تراجع في حجم الشحنات.
فقد بدأت الكونغو مشروع “بريميرا جولد دي آر سي إس إيه” في يناير 2023 بالتعاون مع “مجموعة بريميرا” المسجلة في أبوظبي، بهدف الحد من تهريب الذهب الذي يغذي الصراعات في مقاطعاتها الشرقية، وفي العام الأول، حققت الشراكة مبيعات بلغت 5 أطنان من الذهب المستخرج يدويًا، بقيمة حوالي 300 مليون دولار، و رغم ذلك، تراجعت المبيعات منذ ذلك الحين رغم الأهداف الأكثر طموحًا لعام 2024.
وأفاد خبراء الأمم المتحدة أن شروط التفضيل في عقد شركة “بريميرا جولد”، والتي تشمل دفع ضريبة بنسبة 0.25% مقارنة بـ 6% للمنافسين، منحتها احتكارًا فعليًا على الصادرات القانونية لما يُعرف بالذهب الحرفي، ومع ذلك، لم تكن هذه الشروط كافية لمواجهة الأسعار الأعلى في السوق السوداء، بينما فرضت اللوائح المصرفية قيودًا على المعاملات النقدية اليومية مع التجار الذين يفضلون العمل بالعملة الصعبة، وفقًا لتصريحات الشركة السابقة لبلومبرغ.
وستمثل عملية البيع نهاية فصل مثير للجدل في علاقة الكونغو مع الإمارات، التي تستخدم ثروتها من النفط والغاز لتوسيع نفوذها في إفريقيا، إلى جانب دعم الاستثمارات التعدينية من خلال مجموعة “بريميرا”، قدمت الإمارات أيضًا معدات وتدريبًا لجيش الكونغو الذي يقاتل عشرات الميليشيات في الشرق الغني بالمعادن.
وفي رد على استفسارات أُرسلت عبر متحدث باسم رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسكيدي، أفادت شركة “بريميرا جولد” بأن الكونغو ستشتري جميع الأسهم التي تملكها مجموعة “بريميرا” بسعر سيتم تحديده بعد المناقشات الجارية، وأوضحت الشركة أن الحكومة ستستمر في إدارة الشركة، بينما ستطور مجموعة “بريميرا” مشروعًا منفصلاً لتكرير القصدير والتنتالوم والتنغستن من المنطقة، وقد وقع الطرفان في الأصل عقدًا لمدة 25 عامًا للشراكة في الذهب.
ولم ترد مجموعة “بريميرا”، التي تمتلك 55% من “بريميرا جولد”، فورًا على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق، كما لم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على طلب التعليق، وتعد الإمارات الآن ثاني أكبر دائن ثنائي للكونغو بعد الصين، وفقًا لبيانات مكتب ديون الدولة الواقعة في وسط إفريقيا.
وعلى مدى ما يقرب من ثلاثة عقود، ساعد التهريب من شرق الكونغو في تمويل النزاعات المحلية والإقليمية، وتؤكد حكومة الكونغو أن الكثير من التهريب يتم عبر رواندا وأوغندا وبوروندي المجاورة، التي صدرت مليارات الدولارات من الذهب في السنوات الأخيرة رغم وجود مناجم قليلة لديها. وتنفي هذه الدول أنها تصدر الذهب المسروق.
وفي تقرير صادر في يناير، قال خبراء الأمم المتحدة إن عمليات “بريميرا جولد” “لم تقلل بشكل كبير من تهريب الذهب” وحذروا من “نقص الشفافية” حول مصدر بعض المعادن التي حصلت عليها الشركة. وقد نفت الشركة هذه الادعاءات.
ورغم الفوائد الضريبية، تراجعت الشحنات الشهرية للشركة إلى مصفاة مقرها أبوظبي ترتبط بمجموعة “بريميرا” بأكثر من 50% منذ نوفمبر، وفقًا لبيانات الشركة التي اطلعت عليها بلومبرغ، والآن، تتجه مجموعة “بريميرا” نحو التنجستن والقصدير والتنتالوم في شرق الكونغو، وهي معادن تستخدم على نطاق واسع في الأجهزة المحمولة، ولا تزال الشركة تخطط لبناء مصهر للمعادن “وفقًا لمتطلبات الربحية”، كما صرحت إدارة “بريميرا جولد” عبر رئاسة الكونغو.
