أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن أوكرانيا برزت كلاعب رئيسي في الصراع بين الجيش المالي والمرتزقة الروس ومتمردي الطوارق في مالي، فقد أكد مسؤول استخباراتي أوكراني كبير مؤخرًا أن أوكرانيا قدمت معلومات استخباراتية حاسمة للمتمردين، مما أسفر عن عملية عسكرية ناجحة قُتل فيها جنود ماليون ودُمرت مروحيات عسكرية.
والمتمردون الطوارق، المعروفون بانتمائهم -للقاعدة وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين- أعلنوا انتصارهم على القوات المالية ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، ووفقًا لأحد قادة الطوارق، فقد قُتل في الاشتباكات 54 من مرتزقة فاغنر وسبعة جنود ماليين، لكن العدد الدقيق للضحايا بين مقاتلي مجموعة فاغنر لا يزال غير مؤكد.
ويذكر أنه في أواخر الأسبوع الماضي، اندلع قتال عنيف بين الجنود الماليين ومرتزقة مجموعة فاغنر والمقاتلين الطوارق في شمال مالي، وأسفر الاشتباك عن خسائر كبيرة للجماعة الروسية، حيث قُتل العشرات من الجنود الماليين، وتم تدمير مروحيات مي-24 ومي-8 الوطنية، وكان من بين الضحايا قائد مجموعة فاغنر سيرجي شيفتشينكو ونيكيتا فيديانين، مالك قناة تيليجرام التابعة لفاغنر جراي زون.
وألمح أندريه يوسوف، المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، إلى دور أوكرانيا في العملية، قائلاً: “المتمردون تلقوا المعلومات الضرورية، وليس المعلومات فقط، مما مكن من عملية عسكرية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس”. وبينما لم يكشف يوسوف عن تفاصيل محددة، أكد أنه سيتم تقديم المزيد من المعلومات.
ووفقًا للمعلومات فقد طلبت مالي -التي تقاتل تمردات مختلفة في شمال البلاد منذ أكثر من عقد- المساعدة من مجموعة فاغنر الروسية بعد أن تولى المجلس العسكري السلطة في عام 2020، وفي أيار/ مايو من العام الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيس فاغنر في مالي، متهمة المجموعة باستخدام عملياتها هناك كقناة لنقل المعدات العسكرية للحرب في أوكرانيا.
ويُعتقد أن القوات الأوكرانية نشطة في السودان، حيث يُزعم أن مقاطع فيديو حصرية تُظهر القوات الخاصة الأوكرانية وهي تستجوب مرتزقة فاغنر الأسرى وتكشف عن مهمتهم للإطاحة بالحكومة السودانية، بالإضافة إلى ذلك، ورد أن الطائرات بدون طيار الأوكرانية استهدفت “مرتزقة روس” وحلفاءهم المحليين في السودان، مع وقوع هجمات مماثلة في ليبيا.
وتبعًا لمصادر في الخدمات الخاصة الأوكرانية، أن العملية في السودان كانت تهدف إلى تدمير المرتزقة الروس وشركائهم الإرهابيين المحليين، وزعمت المصادر أن العملية كانت على الأرجح من عمل القوات الخاصة الأوكرانية.
ويشار إلى أن مجموعة فاغنر، التي أسسها يفغيني بريجوزين -أحد شركاء فلاديمير بوتن- تعمل كقوة تدخل غير رسمية لموسكو في النزاعات في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها بريجوزين في الصيف الماضي والتي أدت إلى وفاته في انفجار طائرة غامض، فإن نفوذ فاغنر في أفريقيا لا يزال قائماً. تستمر روسيا في مواجهة “أثر أوكراني” في العديد من هزائمها في القارة الأفريقية.
وبحسب مراقبين فيؤكد تورط أوكرانيا في الصراع في مالي الأبعاد العالمية لمعركتها المستمرة مع روسيا، وبينما تواجه أوكرانيا روسيا في صراعها المستمر، فإن أصداء هذا الصراع وصلت إلى ما هو أبعد من أوروبا الشرقية إلى أفريقيا، هذا التورط يشير إلى توسع محدود ولكنه جدير بالملاحظة للصراع الأوكراني، حيث تُظهر أوكرانيا قدرتها على ضرب أهداف فاغنر في ساحات معارك أجنبية أخرى.
وختمت المعلومات عن محللين “إن تورط أوكرانيا في مهاجمة قوات فاغنر في أفريقيا يؤكد توسع نفوذها العسكري وقدراتها الاستخباراتية بعيدًا عن حدودها المباشرة، مما يعزز من تأثيرها في النزاعات الدولية”.
