المستشارون ورجال الأعمال… العمود الفقري وراء العلاقات السعودية الصينية “الجديدة”
كشفت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أنه في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والصين نموًا غير مسبوق في مختلف القطاعات، بدءًا من الطاقة والبنية التحتية وصولاً إلى التكنولوجيا الحديثة والحوسبة السحابية، ويعود الفضل في هذا النمو إلى الدور الحيوي الذي يلعبه المستشارون ورجال الأعمال من كلا الجانبين، حيث يعملون خلف الكواليس على تعزيز قنوات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وقد شهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى بين المسؤولين السعوديين والصينيين، فعلى سبيل المثال، قام رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ بزيارة رسمية إلى الرياض في الفترة من 10 إلى 11 أيلول/ سبتمبر، حيث التقى بكبار المسؤولين السعوديين لتعزيز التعاون الثنائي، وفي المقابل، قاد وزير الصناعة والموارد المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف وفدًا سعوديًا رفيع المستوى في زيارة إلى الصين في وقت سابق من الشهر نفسه، وهو مؤشر واضح على أهمية العلاقات المتبادلة بين البلدين.
بينما كان التعاون بين البلدين يتطور على مدار السنوات الماضية، خاصة في مجال الأعمال، فإن التعاون الحالي أصبح أكثر استراتيجية وموجهًا من أعلى مستويات الحكومة في كلا البلدين، وتبرز هنا أهمية المستشارين ورجال الأعمال الذين يلعبون دورًا مركزيًا في الحفاظ على هذا الزخم ودفع المشاريع الثنائية إلى الأمام.
دور المستشارين في تعزيز العلاقات
ومن بين الشخصيات البارزة التي تساهم في تعزيز العلاقات السعودية الصينية، يظهر اسم المستشار ورجل الأعمال محمد بن محفوظ، و يعتبر بن محفوظ واحدًا من أهم المستشارين الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بحكم منصبه كمستشار لوزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، يعتبر بن محفوظ جزءًا لا يتجزأ من الفرق التفاوضية التي تعمل على تنفيذ مشاريع التعاون الثنائية.
ويقوم بن محفوظ بحضور كافة الاجتماعات الرسمية بين المسؤولين السعوديين والصينيين، ويدير مناقشات مع ممثلين من المقاطعات الصينية التي تستهدف الاستثمارات السعودية، ليس هذا فقط، بل كان له دور رئيسي في تنظيم زيارة وفد من مقاطعة هوبي الصينية إلى الرياض في نوفمبر الماضي، والتي شملت شركات كبرى مثل دونغفنغ وبي جي آي، كما ساهم في تنظيم ندوة في الرياض في يناير الماضي حضرها مسؤولون من مدينة تشنغدو الصينية، مما يعزز دوره الحيوي في تنسيق الأنشطة الاقتصادية بين البلدين.
بن محفوظ: رجل الأعمال والمستشار
ولا يقتصر دور محمد بن محفوظ على كونه مستشارًا حكوميًا فحسب، بل يمتد ليشمل مصالحه التجارية الخاصة، فهو يدير عدة شركات تربط المستثمرين السعوديين بالكيانات الصينية. إحدى هذه الشركات هي شركة “رويال هاوس للاستثمار” (RHI) التي مقرها في هونغ كونغ، والتي يمتلك فيها بن محفوظ 50٪ من الأسهم بالشراكة مع الأمير مشعل الفيصل آل سعود، وهو أحد أفراد الأسرة الحاكمة، والأمير مشعل له خبرة واسعة في الأعمال التجارية الدولية، بدءًا من اليونان وصولاً إلى فلوريدا، حيث يعمل أيضًا مستشارًا لأوركسترا ميامي السيمفونية.
وقد تم تأسيس شركة “رويال هاوس للاستثمار” في عام 2015، وكان لها دور كبير في تعزيز العلاقات التجارية بين السعودية والصين منذ ذلك الحين، وتظهر الصور المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي بن محفوظ إلى جانب وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، مما يبرز الثقة الكبيرة التي يتمتع بها هذا المستشار في الأوساط الحكومية والاقتصادية على حد سواء.
أرامكو في قلب العلاقة
باعتبارها إحدى أكبر الشركات النفطية في العالم، تلعب شركة أرامكو السعودية دورًا رئيسيًا في العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والصين، ويشغل قطاع الطاقة مكانة محورية في العلاقة الاقتصادية بين البلدين، حيث تعتبر السعودية ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين.
محمد بن محفوظ كان له دور محوري في تطوير مشاريع الطاقة المشتركة بين السعودية والصين خلال عمله في شركة أرامكو، وأحد أبرز هذه المشاريع هو مصفاة فوجيان، التي تم إنشاؤها في إطار شراكة بين أرامكو وشركة سينوبيك الصينية وشركة إكسون موبيل الأمريكية.
وتعتبر هذه المصفاة، التي افتتحت في عام 2007، واحدة من أكبر الاستثمارات المشتركة بين البلدين في قطاع الطاقة. يظل هذا المشروع واحدًا من أهم رموز التعاون السعودي الصيني في مجال النفط والطاقة، ويبرز الدور الكبير الذي تلعبه أرامكو في تعزيز العلاقات الثنائية.