سياسة

خطة توغو الأمنية… مواجهة “التمرد” عبر الحوار والتعزيزات العسكرية

كشفت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن السلطات التوغولية، التي هزتها هزيمة عسكرية كبيرة في شمال البلاد في تموز/ يوليو، أطلقت حملة للحوار مع السكان المحليين، بينما كثف الجيش عملياته لمكافحة التمرد.

وأثار الهجوم غير المسبوق على موقع عسكري في كبينكاندي قرب الحدود الشمالية في 20 تموز/ يوليو، والذي نفذه حوالي مائة مسلح من بوركينا فاسو وأسفر عن مقتل أكثر من عشرين جنديًا، صدمة في العاصمة لومي، وأعاد هذا التوغل الذي شنته الجماعات المسلحة من بوركينا فاسو النقاش حول فعالية جهود البلاد في مكافحة الإرهاب.

ومنذ ذلك الحين، بذل الرئيس فوريه غناسينغبي جهودًا لإعادة تأكيد حضور الدولة في المنطقة، إلا أنه فضل عدم الكشف عن تفاصيل هذه السياسة الأمنية التي تقوم على مبدأين أساسيين: التقرب من السكان المحليين عبر تعزيز الحوار بين قوات الأمن والسلطات في منطقة سافان الشمالية، وتعزيز مواقع الجيش وإعادة إطلاق عمليات مكافحة التمرد.

المشاورات الميدانية

وقد ترأس وزير الأمن كاليكست مادجولبا وفدًا رفيع المستوى من لومي لعقد سلسلة اجتماعات في المنطقة منذ 29 تموز/ يوليو، في أعقاب الهجوم، وضم الوفد وزراء ومسؤولين من المنطقة، مثل وزير العدل ميبامب ناهم تشوجلي ووزير الوصول كانفيتيني تشيدي عيسى، وجرت الاجتماعات في دابونج، وناكي إيست، ومندوري، وتاندجواريه، ومانجو، وغاندو.

وهدفت هذه المحادثات إلى إشراك السكان المحليين بشكل أفضل في جهود مكافحة الإرهاب من خلال تشجيعهم على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع هيئة الأركان العامة التوغولية حول تحركات الجماعات المسلحة.

كما تطرقت النقاشات إلى أوجه القصور في عملية كوندجوار العسكرية التي تشمل حوالي 2000 جندي، يشرف عليهم مدربون عسكريون أتراك، تم نشرهم بعد هجوم كبينكاندي.

تعزيز التعاون الإقليمي

وقد حرصت لومي أيضًا على تعزيز تعاونها مع بوركينا فاسو، وفي أيلول/ سبتمبر، أرسل غناسينغبي مبعوثًا إلى واغادوغو لإجراء محادثات مع زعيم المجلس العسكري البوركينابي إبراهيم تراوري، وفي 2022، حصلت توغو على إذن لنشر قواتها داخل بوركينا فاسو لتنفيذ عمليات ضد الجهاديين.

ويسعى المقدم لاتيمبي كومباتي، قائد عملية كوندجوار، إلى تعزيز الدفاعات العسكرية في المنطقة الشمالية بإضافة وحدات من كتيبتي التدخل السريع الأولى والثانية، وقد تم تعزيز هذه القوات بطائرة هليكوبتر هجومية ثانية، كما استؤنف حفر خنادق على طول الحدود مع بوركينا فاسو بعد توقف دام عدة أشهر.

وقد بدأت هذه الإجراءات تؤتي ثمارها، حيث نجح الجيش في صد عدة محاولات توغل من قبل الجماعات المسلحة منذ هجوم كبينكاندي، مدعومًا بزيادة استخدام طائرات الهجوم التركية بدون طيار من طراز بايكار تي بي 2.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى