سياسةمصر

في خطوة لتعزيز تنويع مصادرها العسكرية… مصر تختار المقاتلات الصينية J-10C بديلًا عن F-16 الأمريكية

أعلنت مصر رسميًا أنها ستستبدل أسطولها القديم من طائرات F-16 الأمريكية بمقاتلات صينية من طراز J-10C “التنين القوي” (J-10C Vigorous Dragon)، بعد مناقشات استمرت على مدار الأشهر القليلة الماضية، ويعكس هذا القرار، الذي تم الإعلان عنه خلال أول معرض جوي دولي في مصر، رغبة القاهرة في تنويع مصادر معداتها العسكرية وتقليل اعتمادها على أنظمة الدفاع الأمريكية.

تُعد طائرة تشنغدو J-10C، التي دخلت الخدمة مع القوات الجوية الصينية منذ عام 2004، مقاتلة متعددة الأدوار مجهزة بمحرك واحد وأجنحة دلتا وتكوين كانارد، وتشتهر هذه الطائرة بقدرتها على المناورة وتعدد استخداماتها، وتوفر قدرات متقدمة بتكلفة تنافسية، مما يجعلها بديلاً جذابًا للطائرة الأمريكية F-16V، التي كانت مقترحة كترقية للأسطول المصري.

وقد تم تطوير J-10C بواسطة شركة تشنغدو لصناعة الطائرات (CAC)، وتتميز بأنظمة حرب إلكترونية متقدمة ورادار مسح إلكتروني نشط (AESA)، وتدعم الطائرة العمليات متعددة الأدوار مع حاويات الاستهداف، والقنابل الموجهة بالليزر، والصواريخ جو-جو، ودخلت J-10C الخدمة رسميًا في ديسمبر 2017، وتعمل حاليًا في كل من الصين وباكستان، بينما أعربت مصر عن اهتمامها بشراء 12 وحدة، ويرجع ذلك إلى تكلفتها المنخفضة مقارنة بالطائرات المقاتلة الغربية والروسية.

وتتميز J-10C بتصميم “دلتا-كانارد بلا ذيل”، مما يعزز قدرتها على المناورة والرفع الكلي، وهي مدعومة بمحرك توربوفان روسي من طراز Lyulka-Saturn AL-31FN، الذي يمكنها من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 2200 كم/ساعة ومدى يصل إلى 3200 كم، بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الطائرة على أجهزة إلكترونية حديثة، بما في ذلك مستشعر IRST والعديد من أجهزة الطيران المثبتة خارجيًا للملاحة والاستهداف ومهام الاستطلاع الإلكتروني.

وقد أفادت معلومات خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن هذا القرار يأتي في سياق إعادة التنظيم الجيوسياسي لمصر، التي انضمت مؤخرًا إلى كتلة البريكس إلى جانب الصين وروسيا والهند. في السنوات الأخيرة، حصلت مصر على معدات دفاعية من روسيا وفرنسا، بما في ذلك MiG-29M وDassault Rafale، وتُعد J-10C الصينية جزءًا رئيسيًا من ترسانة مصر المتنوعة.

ويعكس هذا التطور العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية المتنامية بين مصر والصين، وإن مشاركة الصين في معرض مصر للطيران في العلمين تشكل جزءاً من جهودها لتعزيز حضورها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد توسع النفوذ العسكري الصناعي الصيني في المنطقة، مدفوعًا بالعلاقات الاقتصادية المتنامية، خصوصًا في قطاع الطاقة.

ورغم اعتماد المقاتلات الصينية، تواصل مصر الحفاظ على علاقات دفاعية مع الولايات المتحدة، كما يتضح من الاتفاق الأخير لشراء طائرتي نقل من طراز C-130J Hercules من خلال برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكية (FMS) ومع ذلك، فإن التحول إلى J-10C يمثل تحولاً كبيرًا، حيث أصبحت طائرات F-16 الأمريكية التي شكلت العمود الفقري للقوات الجوية المصرية منذ الثمانينيات قديمة أمام أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.

وقد تأثر قرار مصر بشراء J-10C بعدة عوامل، منها فعالية التكلفة والقدرات القتالية المتقدمة، إضافة إلى المخاوف من السياسة الأمريكية في المنطقة، خاصة دعمها للعمليات الإسرائيلية في غزة، و أصبحت مصر ثاني دولة بعد باكستان تشغل J-10C، وتهدف لتعزيز قدراتها العملياتية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وتتطلع مصر أيضًا إلى طائرة J-31 الشبحية من الجيل الخامس لمواجهة F-35 الإسرائيلية، وتسعى مصر لتحديث قدراتها الجوية وتوازن القوى الإقليمي من خلال تنويع مصادر الدفاع، خاصة مع العقوبات المفروضة على روسيا والعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويذكر أن القوات الجوية المصرية تضم طائرات من مصادر متعددة، لكنها تسعى لتعزيز أسطولها لمواجهة التحديات الجديدة، بما في ذلك التفوق الجوي الإسرائيلي، والتعاون الدفاعي بين الصين ومصر يعود إلى السبعينيات، ويميزه سياسة الصين بعدم التدخل وأسعارها التنافسية، مما يسهم في تحديث القوات المسلحة المصرية وتنويع شراكاتها الدولية.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى