كينيا تتجه نحو الولايات المتحدة بدلاً من روسيا في مشروعها النووي
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن كينيا تسعى لتعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة لتطوير أول محطة للطاقة النووية في البلاد، متجهةً بعيدًا عن روسيا وشركاء دوليين آخرين، وتواصل الوكالة الوطنية للطاقة النووية والطاقة (NuPEA) جهودها لتحفيز المشروع، الذي يهدف إلى تشغيل محطة الطاقة بحلول عام 2036.
وعلى الرغم من هذه الجهود، يواجه المشروع معارضة قوية من المجتمع المحلي والمنظمات البيئية، خاصةً بسبب اختيار موقع المحطة المقترح في مقاطعة كيليفي الساحلية، لقربه من منطقة بحرية محمية.
وفي السنوات الأخيرة، وقّعت كينيا مذكرات تفاهم مع شركاء دوليين، بما في ذلك روسيا، التي وقعت اتفاقية مع شركة روساتوم لتدريب الموظفين عام 2016، ولكن منذ انتهاء هذه الاتفاقية، أصبحت كينيا تميل بشكل أكبر نحو الشراكة مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد قمة الطاقة النووية الثانية بين الولايات المتحدة وأفريقيا التي عقدت في نيروبي،
وشهدت القمة مشاركة مكثفة من الحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى حضور شركات أمريكية بارزة في مجال الطاقة النووية مثل “ويستنجهاوس” و”تيرا باور” التي أسسها بيل جيتس، مما يعزز مكانة الولايات المتحدة كشريك رئيسي لكينيا.
وعلى الرغم من أن حكومة الرئيس ويليام روتو لم تعلن بعد عن الموقع النهائي لمحطة الطاقة، فإن موقع كيليفي يظل الخيار المفضل لـ NuPEA، على الرغم من الجدل الدائر حوله، وتعرض الموقع لمعارضة حادة من قبل المنظمات البيئية التي انتقدت قربه من محمية بحرية، مما أدى إلى احتجاجات قُمعت بشدة من قبل الشرطة في مايو الماضي، وتتناول محكمة ماليندي البيئية حاليًا الشكاوى ضد المشروع، بينما تستمر NuPEA في النظر في مواقع بديلة مثل مقاطعة كوالي المجاورة.
وفي ظل تكلفة المشروع التي تقدر بحوالي 500 مليار شلن (3.8 مليار دولار)، تبحث كينيا عن نموذج تمويلي يعتمد على شراكات مع القطاع الخاص، خاصة في ظل تردد الجهات المانحة المتعددة الأطراف في تمويل مشاريع الطاقة النووية، ورغم أن التمويل ما زال يشكل تحديًا، إلا أن الحكومة الكينية تبدو منفتحة على خيارات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتقليل العبء على ميزانيتها.
وتأتي هذه التطورات وسط تنافس متزايد بين القوى الكبرى في مجال الطاقة النووية في أفريقيا، حيث تسعى الولايات المتحدة لتثبيت موقعها في مواجهة تقدم الصين وروسيا، فقد وقعت الصين مؤخرًا مذكرة تفاهم مع نيجيريا لتطوير قطاع الطاقة النووية، بينما تستمر روسيا في العمل على محطة الطاقة النووية في الضبعة بمصر، المشروع النووي الوحيد قيد الإنشاء حاليًا في القارة.
وفي الوقت الذي تخطو فيه كينيا نحو تحقيق أهدافها النووية، تتطلع دول أخرى في المنطقة، مثل رواندا، لإحراز تقدم في برامجها النووية، مع تحديد موقع محطة الطاقة المستقبلية في المقاطعة الشرقية المسطحة، بهدف التشغيل بحلول عام 2032، وهذه الديناميكية تشير إلى أن مستقبل الطاقة النووية في أفريقيا سيكون ساحة للتنافس الدولي الكبير.