لتعزيز التكامل العملياتي مع الولايات المتحدة.. مصر تشتري نظام رادار أمريكي بعيد المدى
أشارت معلومات اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” إلى استمرار مصر في تنفيذ خطط ممنهجة لتعزيز قدراتها العسكرية عبر تطوير أسطول مقاتلاتها واقتناء الصواريخ البعيدة المدى وتعزيز إمكانياتها البحرية.
وفي هذا الإطار، تم الكشف عن صفقة استراتيجية وافقت بموجبها الولايات المتحدة الأمريكية على بيع نظام الرادار بعيد المدى AN/TPS-78 للقاهرة، بقيمة تصل إلى 304 ملايين دولار.
مصادر مطلعة أكدت أن الصفقة، التي نُفذت عبر شركة نورثروب غرومان الأمريكية، تضمنت تسليم الرادار المتطور إلى جانب تجهيزات مكملة تشمل أنظمة تشفير، وأنظمة GPS مؤمنة، وقطع غيار، وبرمجيات، وبرامج تدريب موسعة للعسكريين المصريين.
المعطيات التقنية للرادار توضح أنه نظام ثلاثي الأبعاد متنقل عالي الأداء، مصمم للمراقبة الجوية في بيئات عملياتية معقدة، مع قدرة كشف تهديدات جوية لمسافة تصل إلى نحو 444 كيلومترًا.
يتمتع النظام بمرونة في الانتشار، إذ يمكن نقله عبر طائرات C-130 أو المروحيات، وتشغيله خلال فترة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة من قبل فريق مكون من أربعة أفراد.
تقديرات ميدانية ترى أن الصفقة ستمثل نقلة نوعية في قدرة الدفاع الجوي المصري على التعامل مع التهديدات الجوية الحالية والمتوقعة، مع الإشارة إلى أن الصفقة لا تُحدث إخلالًا في توازن القوى العسكري في الشرق الأوسط، وفق تقييمات متطابقة.
تحليل الخبراء يؤكد أن أهمية الصفقة تتجاوز مجرد اقتناء الرادار، وتشمل تعزيز المنظومة الكاملة المصاحبة له بما يضمن مستويات عالية من الجاهزية التشغيلية.
العميد محمود محيي الدين، الباحث في شؤون الأمن القومي، أشار إلى أن التفاهمات الاستراتيجية مع واشنطن، لاسيما مع التهديدات المستجدة في البحر الأحمر ونشاط الجماعات المسلحة، تفرض على مصر ضرورة امتلاك منظومات متطورة تتوافق مع المعايير الأمريكية لضمان تبادل المعلومات والعمل المشترك.
وأفادت التقديرات بأن الولايات المتحدة عادةً ما تتحفظ في تبادل المعلومات الرادارية مع أنظمة غير أمريكية الصنع مثل الفرنسية أو الروسية، مما عزز حاجة مصر للحصول على رادارات أمريكية حديثة لتعزيز التكامل العملياتي، خصوصًا في بيئات حساسة مثل البحر الأحمر.
وتؤكد مصادر متابعة أن مصر كانت قد حصلت سابقًا على رادارات بعيدة المدى من مصادر فرنسية وروسية وصينية، غير أن إتمام هذه الصفقة مع الولايات المتحدة يعزز مكانة الشراكة الاستراتيجية ويفتح آفاقًا لزيادة التفاهم العسكري في مناطق العمليات الحيوية.
رصد التحركات السياسية أوضح أن السرعة في موافقة واشنطن على إتمام الصفقة تعكس إدراكها لأهمية الحفاظ على التحالف الاستراتيجي مع القاهرة، خاصة وسط تطورات إقليمية دقيقة.
وحول الانعكاسات المحتملة إقليميًا، تشير التحليلات إلى أن التخوف الإسرائيلي من تعزيز القدرات المصرية يبقى محدودًا، خاصة في ظل الأوضاع الداخلية المضطربة التي تمر بها إسرائيل وتراجع مستوى التخطيط الاستراتيجي لديها.
ويبدو أن القاهرة ملتزمة باتفاقات السلام الممتدة منذ 47 عامًا مع تل أبيب، وتواصل في المقابل تعزيز قدراتها العسكرية لضمان حماية أمنها القومي الذي يواجه تهديدات متعددة الاتجاهات.
في ضوء هذه المعطيات، تتعزز القناعة بأن مصر القادرة على التحرك بقوة في محيطها الإقليمي تظل دولة صاعدة، بينما الانكفاء يضعف مكانتها ويعرض أمنها الوطني لمخاطر مضاعفة.
