سياسة

اعتقال مقاتلين ليبيين يتدربون سرًا في جنوب أفريقيا يثير القلق من تصعيد جديد للصراع الليبي

أثار اعتقال 95 مقاتلًا ليبيًا كانوا يتدربون سرًا في معسكر بجنوب أفريقيا جدلاً واسعاً حول الجهة التي تقف وراء إرسالهم وأهداف التدريب العسكري، وسط مخاوف من تصعيد الصراع الليبي إلى مستوى جديد، وقد اعتقلت السلطات في جنوب أفريقيا هؤلاء المقاتلين في 26 تموز/ يوليو في مدينة وايت ريفر، على بعد 360 كيلومترًا شرق جوهانسبرغ، بعد أن تبين أنهم يتلقون تدريبات عسكرية رغم دخولهم البلاد بتأشيرات دراسية.

وأوقفت السلطات تشغيل المعسكر، الذي تديره شركة “ميليتس دي سيكيوريتي سيرفيسز”، حتى استكمال التحقيقات، ورغم إسقاط التهم عن المتدربين وترحيلهم في أغسطس، تبقى التساؤلات قائمة حول الجهات التي أرسلتهم والدوافع وراء وجودهم في جنوب أفريقيا.

ويرى المحللون أن اكتشاف هذا التدريب يفتح الباب أمام تساؤلات واسعة حول مدى انتشار معسكرات تدريب المقاتلين في جنوب أفريقيا واحتمال وجود مرافق أخرى مماثلة.

وقد نفت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، ومقرها طرابلس، أي صلة لها بالمقاتلين المعتقلين، فيما أشارت تقارير إعلامية إلى أن هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى مجموعة 20/20 التابعة للواء طارق بن زياد، الذي يدعمه خليفة حفتر ويقوده ابنه صدام، هذه المجموعة معروفة بارتكاب انتهاكات خطيرة تشمل التعذيب، الاغتصاب، الاختطاف، والقتل، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.

وأثارت الحادثة حالة من الخوف لدى سكان المنطقة المجاورة لمعسكر التدريب، حيث أشارت وسائل الإعلام المحلية إلى وقوع حوادث سطو مسلح واغتصاب قد تكون مرتبطة بهؤلاء المقاتلين، ووفقًا لشهادات السكان، فإن بعض المقاتلين شوهدوا يترددون على مناطق المدينة وكانوا يتصرفون بعدوانية، ما أثار قلق السكان المحليين الذين أبلغوا السلطات.

وفي تصريح لوسائل الإعلام المحلية، أوضح جوليان رادمير من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، أن هناك مؤشرات على أن مجموعة المقاتلين كانت تخطط للتدريب داخل ليبيا، لكن تم رفض دخولهم من قبل مدربين محليين، ما دفعهم للسفر إلى جنوب أفريقيا، وأكد رادمير أن هذه التدريبات تأتي في سياق استعدادات متزايدة لصراع محتمل قد يشتعل في ليبيا قريبًا.

وبعد محاولة فاشلة للسيطرة على طرابلس عام 2019 بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، يبدو أن خليفة حفتر يعيد ترتيب أوراقه وربما يخطط لهجوم جديد، وقد دفعت هذه التطورات بالمراقبين إلى دق ناقوس الخطر، محذرين من أن اكتشاف هذا المعسكر في جنوب أفريقيا قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع للاستعداد لهجوم عسكري جديد على العاصمة الليبية.

وفي سياق متصل، أعرب طارق المجريسي، الخبير في شؤون ليبيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، عن قلقه الشديد من تصاعد حدة الصراع في ليبيا، وأشار إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت انقسامات عميقة بين الهيئات السياسية وزيادة في حدة التنافس العسكري، مع تحرك قوات حفتر باتجاه الغرب، وتزايد المخاوف من عودة الاشتباكات إلى طرابلس.

وتبعًا لمراقبين فإن هذه التطورات تثير مخاوف من أن ليبيا قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من العنف، ما قد يؤدي إلى تعقيد الأزمة الليبية وإطالة أمد الصراع، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يحول الصراع الليبي إلى أزمة إقليمية ودولية ذات تداعيات خطيرة على الاستقرار في المنطقة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى