التقى الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية المصرية، بالجنرال تشانغ دينقكيو في بكين، وهذا اللقاء، الذي جرى بدعوة من الجانب الصيني، يبرز التزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجال العسكري، ويأتي كخطوة لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين. ووفقًا لبيان رسمي صادر عن القوات المسلحة المصرية، فإن هذه الزيارة تؤكد رغبة مصر في توسيع شراكاتها العسكرية مع الدول الصديقة.
ووفقًا لمعلومات اطّلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فقد ركزت المناقشات بين الجانبين على تعزيز التعاون بين القوات الجوية في كلا البلدين، مع إيلاء اهتمام خاص لبرامج التدريب ومشاريع التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا المتقدمة، كما شملت الزيارة لقاءات مع شخصيات بارزة في الجيش الصيني، بما في ذلك نائب رئيس أركان القوات الجوية الصينية ومسؤولين في شركة CATIC وشركة NORINCO.
كما تضمنت الزيارة رحلة إلى قاعدة تانغشان الجوية، حيث شهد الفريق محمود فؤاد عبد الجواد عرضًا جويًا مذهلًا للطائرات المقاتلة الصينية من طراز J-10C، وخلال الزيارة، قدم الجنرال تشانغ دينقكيو درعًا تذكاريًا للفريق المصري أمام خلفية من المقاتلات الشبح الصينية المتقدمة J-20، ما يعكس حسن النية والتعاون الوثيق بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة في سياق تاريخ طويل من التعاون الدفاعي بين البلدين، الذي بدأ بتوقيع أول اتفاقية أسلحة في عام 1975، ومنذ ذلك الحين، قامت مصر بتنويع ترسانتها العسكرية بالمعدات الصينية، بما في ذلك الطائرات والغواصات والمدمرات.
تعتبر سياسة عدم التدخل التي تنتهجها الصين في صفقات الأسلحة عاملاً رئيسيًا في تعزيز شراكتها مع مصر، حيث تضمن عدم فرض شروط سياسية على صفقات الأسلحة وتجنب الإخلال بالتوازن العسكري الإقليمي، وهذه السياسة تشجع مصر على التوجه نحو الصين كمورد رئيسي لتعزيز قدراتها الدفاعية، كما تُبرز هذه التطورات التزام مصر بتنويع مصادر تسليحها وتعزيز شراكاتها الاستراتيجية في ظل التحولات العالمية والتحديات الإقليمية.
ووفقًا للمعلومات، فقد تشمل الخطوات المقبلة مفاوضات أكثر تفصيلًا حول تفاصيل صفقات الأسلحة ونقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة، وتسعى مصر من خلال هذه الشراكات إلى تحقيق توازن استراتيجي مع القوى الإقليمية الأخرى وضمان أمنها القومي في مواجهة التهديدات المختلفة.
