الصومالسياسة

بعد هروب “الجهاديين” من السجون في الصومال والنيجر… ما هي الأسباب والنتائج؟

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أنه خلال الأيام القليلة الماضية، شن “الجهاديون” هجومين داخل سجون في الصومال والنيجر، وبينما كان التمرد داخل السجن النيجيري ناجحًا، يبدو أن الهجوم على السجن الصومالي قد تم إحباطه، وومع ذلك، يسلط كلا الحادثين الضوء على التهديد المستمر لهروب “الجهاديين” من السجون في القارة وأهمية هذه العمليات للجماعات الجهادية.

وفي وقت سابق من اليوم، حاول أعضاء مشتبه بهم من حركة الشباب -فرع القاعدة في شرق إفريقيا- القيام بتمرد داخل سجن مقديشو المركزي، وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح كيف حصل السجناء على الأسلحة والمتفجرات، إلا أنهم شنوا هجومًا مفاجئًا على حراس السجن، مما أدى إلى اندلاع معركة عنيفة باستخدام الأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية.

وصرحت السلطات الصومالية منذ ذلك الحين بإحباط محاولة التمرد، حيث قُتل خمسة مهاجمين، كما قُتل ما لا يقل عن ثلاثة حراس سجن في الهجوم، وكان سجن مقديشو المركزي، الذي يضم العديد من السجناء من حركة الشباب وتنظيم داعش في الصومال، موقعًا لمحاولة هروب سابقة من السجن في عام 2020 والتي كانت مشابهة بشكل مخيف لمحاولة اليوم. وفي عام 2017، استهدفت حركة الشباب السجن بتفجير انتحاري في محاولة واضحة لخلق فرصة للسجناء للهروب.

وفي يوم الجمعة 12 تموز/ يوليو، تمرد سجناء يشتبه في أنهم جهاديون داخل سجن كوتو كالي خارج العاصمة النيجرية نيامي، وحصلوا على أسلحة من الحراس وهربوا من منشأة السجن، ولم يذكر المسؤولون النيجيريون بالضبط عدد السجناء الهاربين، على الرغم من أنه يُعتقد عمومًا أن العشرات خرجوا، بما في ذلك العديد من الجهاديين من تنظيم داعش والقاعدة.

ووفقًا للمعلومات فقد كان سجن كوتوكاليه هدفًا سابقًا لمحاولة هروب جهادية في عام 2016، كما حاول تنظيم داعش هروبًا من السجن هناك في عام 2019، حيث هاجم العشرات من المقاتلين السجن من الخارج، وتم تصوير هذه العملية لاحقًا في مقطع فيديو لتنظيم داعش على الرغم من صد هذا الهجوم.

أهمية هروب الجهاديين من السجون

غالبًا ما تكون عمليات هروب السجون بمثابة نعمة للجماعات الجهادية، بالإضافة إلى القيمة الدعائية الكبيرة لمثل هذه العمليات، يمكن لهذه الحوادث أن تزيد من صفوفها وتعزز القدرات من خلال تحرير المزيد من الأفراد المدربين تدريبًا عاليًا وتزويد المجموعات بإحساس جديد بالاتجاه بعد ظهور القادة والموظفين الرئيسيين.

ولهذه الأسباب فإن عمليات هروب السجون تشكل على وجه التحديد جزءًا رئيسيًا من الاستراتيجية العالمية الشاملة لتنظيم داعش وغالبًا ما تدعو إليها القيادة المركزية للمجموعة كجزء من سياسة “كسر الجدران” طويلة الأمد التي نشأت أثناء حرب العراق.

وفي السنوات الأخيرة، نفذت الجماعة أيضًا عمليات هروب كبيرة من السجون في شمال شرق سوريا، وشرق أفغانستان، وخارج العاصمة النيجيرية أبوجا، وعبر آسيا الوسطى، ومرتين في شرق الكونغو في مدينتي بيني وبوتيمبو، وفي الصومال نفذت حركة الشباب عملية هروب ناجحة من السجن في مدينة بوساسو الشمالية في عام 2020، وجاءت العديد من هذه الحوادث بعد أن دعا قادة داعش علنًا إلى مثل هذه العمليات.

وعلى الجانب الآخر، ركز تنظيم القاعدة أيضًا بشكل متزايد على قيام كوادره بتنفيذ عمليات هروب من السجون، وخاصة في إفريقيا، وبين عامي 2018 و2020، شنت جماعة دعم الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، فرعها الرسمي في غرب إفريقيا، العديد من عمليات هروب السجون في مالي وبوركينا فاسو.

وقد حظيت هذه العمليات بإشادة صريحة من القيادة العامة لتنظيم القاعدة (قيادتها العالمية الشاملة)، التي أخبرت أيضًا جماعة دعم الإسلام والمسلمين بمواصلة مثل هذه المحاولات.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى