خاص | بعد خسائره المتتالية… النظام السوري يعيد تنظيم قواته شرق حمص لمواجهة مقاتلي داعـ.ش
أفادت مصادر خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن خسائر قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة له تتوالى ضمن حملة التمشيط البرية التي أعلنت انطلاقتها مطلع الشهر الفائت ضدّ مواقع تمركز مقاتلي تنظيم داعش بين باديتي حمص وتدمر.
ووفقًا للمصادر فإن هذه الحملة تأتي وسط حالة من التكتم الإعلامي من قبل وسائل الإعلام الموالية، التي تحجب الأعداد الحقيقية للقتلى بهدف الحفاظ على الروح المعنوية لعناصرها المشاركين في الحملة، التي حظيت بدعم جوي من سلاح الجو الحربي الروسي والسوري.
وأضافت المصادر أن المعارك في ريف حمص الشرقي -خاصة في مناطق جبل العمور والمحسا، بالإضافة لبادية تدمر والبيارات وأطراف السخنة- شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم ضباط رفيعو المستوى.
وقد عجزت قوات النظام والميليشيات الرديفة، وعلى رأسها “لواء القدس”، عن إنهاء خطر التنظيم، الذي أثبت مقاتلوه قدرتهم على التعامل مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ما منحهم عنصر المفاجأة والقدرة على نصب الكمائن.
غرفة عمليات مشتركة لتنسيق المعارك والهجمات في البادية السورية
وأكد أحد القادة الميدانيين من الفرقة الثالثة في تصريح خاص لـ “بوليتكال كيز” أن قوات النظام أنشأت مؤخرًا غرفة عمليات مشتركة من ضباط الفرق الحادية عشرة والثامنة عشرة والثالثة والخامسة والعشرين، بالإضافة لمندوب عن ميليشيا لواء القدس، وتهدف هذه الغرفة إلى التخطيط لعمليات الهجوم والتمشيط البري في البادية السورية الممتدة بين ريف حمص الشرقي وريف دير الزور الغربي بعد خسائر متلاحقة بسبب عشوائية الهجمات.
وأشار القائد إلى أن غرفة التخطيط العسكري اتخذت من مدينة تدمر مركزًا رئيسيًالضباطها، المسؤولين عن إطلاق أوامر العملية العسكرية لجميع التشكيلات، بالإضافة لإنشاء ممر اتصال مع المطارات العسكرية في مدينة تدمر ومطار التيفور وقاعدة مطار حميميم الروسية.
إعادة انتشار وتمركز لتقليل مخاطر الهجمات المضادة
وتابعت المصادر أن الخسائر المتتالية دفعت غرفة العمليات المشتركة لإصدار قرار بإعادة هيكلة النقاط العسكرية في بادية تدمر والسخنة، وبناء متاريس ونقاط مراقبة متقدمة لتحذير القوات في حال شن التنظيم أي هجوم مضاد، و أصدر قائد الغرفة العميد حسان العلي توجيهات تمنع مطاردة أي هدف معادٍ بشكل منفرد دون الرجوع إلى المسؤول المباشر.
وأوعز العلي بتشكيل طوق ناري حول المدن الرئيسية تدمر، البيارات، السخنة، والدوة الزراعية، لتكون نقطة ارتكاز للتشكيلات المقاتلة وضمان عدم وقوعها في كمائن التنظيم، وتم اعتبار منطقة جبل العمور هدفاً معادياً حتى تتم السيطرة على جميع التلال المحيطة به.
وقد حصلت ”بوليتكال كيز | Political Keys” على مجموعة من الصور للخط الناري بمحيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي:
مقتل ضباط وعناصر في كمين للتنظيم
وقد أكد مراسل بوليتكال كيز في حمص مقتل اللواء عبد الرحمن قاسم حورية من الفرقة الثالثة، بالإضافة إلى العميد ماجد يوسف موسى والرائد علي يوسف خضور والملازم أحمد رزق والملازم إسماعيل حمدان من الفرقة 25، وعدد من العناصر في كمين داخل حقل ألغام في بادية تدمر.
وأسفرت المعارك بين ميليشيا لواء القدس ومقاتلي التنظيم في منطقة جباب حمد عن مقتل أكثر من 33 عنصرًا من لواء القدس، ما دفعه لإخلاء ثلاثة مقرات كان يعتمد عليها كنقطة انطلاق لحملة التمشيط.
وتجدر الإشارة إلى أن الميليشيات الإيرانية، التي تسيطر على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي ومناطق شمال شرق سوريا، لم تشارك حتى الآن في العمليات العسكرية ضد التنظيم.
وقد أعدت ”بوليتكال كيز | Political Keys” خريطة توضح المعلومات التي وردت بالتقرير: