خاص | اتساع رقعة المعارك بين تنظيم الدولة وقوات النظام في البادية السورية
أفادت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الخميس 13 حزيران/ يونيو، أن “البادية السورية شهدت اتساعًا لافتًا لبقعة المعارك الدائرة بين قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة له ضدّ مقاتلي تنظيم الدولة الذي صعّد من وتيرة هجماته في الآونة الأخيرة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من جنود قوات النظام والضباط برُتب مختلفة”.
وقالت المصادر الخاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، إن “الأسبوع الماضي شهد انطلاق الحملة العسكرية الأضخم لقوات النظام في حمص، متمثلة بكل من الفرقة الحادية عشر- الفرقة الثامنة عشر دبابات، بالإضافة للتعزيزات البشرية التي وصلت من قبل ميليشيا “لواء القدس” قادمة من ريفي حلب الشمالي وحماة الجنوبي، اللذان تشهد جبهاتهما ركودًا على مستوى المعارك ضدّ فصائل المعارضة السورية المسلحة”.
وحصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على صور خاصة للحظة وصول التعزيزات العسكرية للواء القدس إلى محيط مدينة تدمر:
وأضافت المصادر أن “المعارك تركزت في بدايتها بمحيط جبل العمور جنوب شرق مدينة تدمر، قبل أن تمّتد لبادية السخنة وسبخة الموح شمال شرق تدمر بعمق البادية السورية، الأمر الذي تزامن مع استهداف السلاح الحربي السوري والروسي لعدّة مواقع بغارات جوية ليلية ضمن المربع المحيط بمدينة تدمر، المعقل الرئيسي للميليشيات المدعومة من قبل إيران، وفي مقدمتها الحرس الثوري الإيراني الذي ما يزال ينأى بنفسه عن المعارك الدائرة في المنطقة، على الرغم من الخسائر البشرية التي يتكبدها حليفه السوري”.
ورصدت المصادر في حمص “وصول ما يقارب 32 جثة لمقاتلي ميليشيا لواء القدس إلى مستشفى حمص العسكري (عبد القادر شقفة) بالإضافة لخمسة ضباط من مرتبات الفرقة الحادية عشر، المسؤولة عن تمشيط البادية السورية بالدوريات الراجلة والسيارات المصفحة، بحثا عن أوكار ونقاط تمركز عناصر تنظيم الدولة”.
ونعت وسائل إعلامية موالية للنظام السوري، يوم الإثنين الماضي، النقيب باسل سجيع مسعود، الذي ينحدر من قرية بابسقا بريف محافظة اللاذقية، بالإضافة للنقيب محمد الحسن، وإصابة خمسة أخرين من العناصر خلال المعارك الدائرة ببادية تدمر وذلك إثر استهداف إحدى الدوريات بقذيفة RBG من قبل مقاتلي التنظيم، وفق المصادر.
في سياق متّصل، أفاد أحد عناصر ميليشيا لواء القدس لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، بوجود “حالة من التململ في صفوف عناصر القدس على خلفية زجّهم ضمن الخطوط الأولى بمواجهة مقاتلي التنظيم من قبل العقيد غسان العلي المسؤول المباشر عن قيادة المعارك بريف حمص الشرقي”.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة إلى أن “عناصر لواء القدس هددوا بالانسحاب من المعارك في حال لم يتم أخذ سلامتهم بعين الاعتبار ومشاركة جميع التشكيلات العسكرية بمختلف الرتب ضمن المعارك الدائرة في البادية”.
ولفت في الوقت ذاته إلى أن “العقيد غسان يسير على ذات الخطى التي اتبعتها قيادة الحرس الثوري الإيراني سابقا، وذلك باستخدام العناصر المتطوعين ضمن الميليشيا كوقود حطب للحرق أمام هجمات التنظيم لتفادي وقوع عناصرهم بالكمائن، الأمر الذي خلق شرخا بين المقاتلين الموجودين على جبهة واحدة، بالوقت الذي تستلزم المعركة تكاتف جميع التشكيلات والانصهار ضمن بوتقة واحدة للوصول إلى الهدف المنشود بإنهاء خطر التنظيم الذي يعرف تماما كيفية استغلال خبرة مقاتليه بالتضاريس خلال عمليات الكرّ والفرّ التي يجريها ضدّ جميع التشكيلات”.
من جهة أخرى، قُتل وأصيب ما يزيد عن 12 مدني من رعاة المواشي بهجوم مسلح شنه مجهولون يعتقد بانتمائهم لتنظيم الدولة، على أطراف قرية أبو إيلة التابعة إداريا لناحية جبّ الجراح بريف حمص الشمالي الشرقي، الأمر الذي دفع بقوات عسكرية من مرتبات الفرقة 25 للتوجه إلى المنطقة في محاولة منها لتمشيط المنطقة التي تشكل تهديدا فعليا للحاضنة العلوية باعتبار أن مكان الهجوم لا يفصله سوى بضعة كيلومترات عن قرية المسعودية مسقط رأس المستشارة السياسية لبشار الأسد بثينة شعبان، وفق مصادرنا.
وبحسب المصادر، فعلى الرغم من توجيه أصابع الاتهام لمقاتلي التنظيم بالوقوف وراء الهجوم المسلح على رعاة المواشي إلا أن مصادر أهلية أكدت استغلال إيران للمعاك الدائرة بريف حمص، لافتة إلى أن الهجوم يقف وراءه عناصر تابعون لمليشيا “لواء فاطميون الأفغاني” المدعوم من قبل إيران، وذلك في محاولة من الأخير للتغلغل ضمن المناطق والقرى العلوية وخلق حالة من الفوضى والرعب بين المدنيين، الأمر الذي يسهّل عملية دخولهم إلى المنطقة وفرض هيمنتهم عليها على غرار ما يحصل بريف حمص الشرقي.
تجدر الإشارة إلى أن الغارات الجوية الروسية والسورية التي استهدفت مناطق متفرقة من ريف حمص الشرقي تسببت بتشكل موجة من النزوح لدى الأهالي، لا سيما أبناء عشيرة بني خالد الذين غادروا منازلهم وأماكن تواجدهم تخوفا من أن تطولهم غارات خاطئة تودي بحياتهم، وفقًا لمراسلنا.
وأعدت “بوليتكال كيز | Political Keys” خريطة توضح مواقع الاستباكات بين تنظيم داعش وميليشيا لواء القدس في محيط مدينة تدمر: