أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن مجموعة الدفاع الفرنسية تاليس تعتزم الحصول على عقد بقيمة 850 مليون يورو لتزويد الرياض بأنظمة دفاع جوي متقدمة، ولتعظيم فرصها، قامت تاليس بقطع علاقاتها مع الشبكات التاريخية الفرنسية في المملكة التي فقدت شعبيتها.
وتأمل مجموعة الدفاع الفرنسية تاليس في توقيع عقد بقيمة 850 مليون يورو في يوليو لتزويد قوات الدفاع الجوي الملكية السعودية بأنظمة دفاع جوي، و تشمل الصفقة نظام أرض-جو متوسط المدى (SAMP/T، المعروف باسم مامبا)، ورادار Shikra II (رادار GM200)، وصاروخ متعدد المهام خفيف الوزن (LMM) من إنتاج شركة Thales UK.
ويُمثل الفوز بالمناقصة عودة الشركة الفرنسية إلى سوق الدفاع الجوي السعودي، الذي تهيمن عليه منذ فترة طويلة الصناعة الأمريكية عبر نظام صواريخ باتريوت من شركة Raytheon (الآن RTX). تسعى السلطات العسكرية السعودية الآن إلى تنويع مورديها، كما يتضح من استحواذها على KM/SAM II من شركة LIG Nex 1 الكورية الجنوبية.
عملية طويلة
عودة تاليس المحتملة إلى السوق السعودي هي تتويج لعملية طويلة بدأت بإعادة هيكلة داخلية للشركة في الخليج، في أيلول/ سبتمبر، استقال برنارد رو من منصب الرئيس التنفيذي لشركة تاليس في أبو ظبي ليتولى منصب رئيس المقر الإقليمي الجديد في الرياض، و أصبح إنشاء مقر رسمي في السعودية التزامًا غير معلن لمصنعي الدفاع الأجانب الراغبين في توقيع صفقات مع الجيش السعودي.
وبجانب نقل مقرها الرئيسي، كانت تاليس تخطط بهدوء لاستراتيجيتها من خلال قطع علاقاتها مع عائلة بقشان، التي كانت تهيمن على شبكات الأعمال الفرنسية السعودية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، و أصبحت عائلة بقشان غير مرغوب فيها في عقود الأسلحة السعودية منذ صعود شبكات الملك سلمان بن عبد العزيز، التي لم تأخذ في الاعتبار عائدات عقود الأسلحة التي تُسلم للعشائر المتنافسة، وخاصة أبناء وزير الدفاع السابق سلطان بن عبد العزيز.
الانتقال من الوزارات
نتيجة لذلك، قامت تاليس بنقل مكاتبها من مبنى مملوك لعائلة بقشان في منطقة الوزارات بالرياض إلى شمال العاصمة، و كان الموظفون قد نبهوا رئيس المجموعة في الرياض، باسكال ليسولنييه، لعدة سنوات بشأن الإيجار المرتفع المدفوع لأصحاب الأراضي في بقشان.
كانت مكاتب تاليس السابقة تقع في نفس المبنى الذي يوجد به البنك السعودي الفرنسي (BSF)، وهو فرع سعودي سابق لبنك كريدي أجريكول، ولا يزال البنك الفرنسي، الذي قدم الجزء الأكبر من الائتمان للعقود الفرنسية الكبرى في السعودية، موجودًا في المبنى حاليًا.
وتعتزم تاليس المضي قدمًا من خلال مشروعها المحلي المشترك SAMI Thales Electronic Systems، الذي تم إطلاقه في 2020 مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، وتم إنشاء الشركة السعودية للصناعات العسكرية من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 2017 لإقامة شراكات مع مجموعات دفاع أجنبية، وتأمل تاليس أن تعزز هذه القناة الجديدة فرصها في الحصول على المزيد من العقود.
وعلاوة على عقد الدفاع الجوي المأمول، وقع باتريس كين، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس، صفقات أخرى، مثل واحدة تقدر بنحو 40 مليون يورو لإنشاء مركز القيادة والسيطرة (C2) في العلا، ومع ذلك، فإن هذه الصفقة معرضة للخطر منذ اعتقال عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا، في كانون الثاني/ يناير وسط مزاعم بالفساد.
