سياسة

مع تقدم مفاوضات جدة… هل سيستمر الدعم الروسي لـ”قوات الدعم السريع” في السودان؟

أفادت معلومات حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن روسيا ووكيلتها -مجموعة فاغنر- كانتا تتوددان إلى طرفي الصراع للبقاء تحت رعاية من سيصل إلى القمة، بينما يقاتل الجنرالات المتنافسون في السودان ليصبحوا القوة العسكرية الرئيسية في البلاد.

وروسيا من الداعمين المعروفين لقوات الدعم السريع، التي هي بحسب مراقبين -جماعة متمردة سودانية متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان- وتقوم مجموعة PMC Wagner الروسية بتوفير الأسلحة والتدريب لقوات الدعم السريع، ومع ذلك، قد يتغير هذا قريبًا عندما تناقش روسيا والسودان التعاون.

وقد وزار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف السودان في نيسان/ أبريل، في إشارة لدعم الجيش السوداني الذي يخوض حربًا مستمرة منذ عام مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

والتقى “بوغدانوف” وهو أيضًا ممثل خاص للشرق الأوسط وأفريقيا، بقائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” في مدينة “بورتسودان” على البحر الأحمر، وهي قاعدة للجيش ومسؤولي الحكومة منذ سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم في وقت مبكر من الصراع.

وقال “بوغدانوف” إن زيارته قد تؤدي إلى زيادة التعاون، وأعرب عن دعمه “للشرعية القائمة في البلاد ممثلة بمجلس السيادة”، بحسب بيان للمجلس الذي يرأسه البرهان.

وفي السودان، هناك حالة من عدم اليقين بشأن ولاءات روسيا وسط الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقد زار نائب وزير الخارجية الروسي السودان للإشارة إلى دعم الجيش، واجتمع مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وهدفت الزيارة إلى تعزيز التعاون ودعم الشرعية القائمة ممثلة بمجلس السيادة.

وتثير علاقات روسيا مع قائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” مخاوف خاصة بعد مزاعم تورط روسيا في تعدين الذهب غير المشروع والتضليل في السودان، بالإضافة إلى ذلك، أبدت روسيا اهتمامًا بقاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر في السودان وبدأت مؤخرًا تسليم وقود الديزل إلى السودان.

وقد يبدو أن روسيا ووكيلتها، مجموعة فاغنر، كانتا تتوددان إلى طرفي الصراع للبقاء تحت رعاية من سيصل إلى القمة، بينما يقاتل الجنرالات المتنافسون في السودان ليصبحوا القوة العسكرية الرئيسية في البلاد.

وقد تم تعليق خطة روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في السودان، والتي كانت ستمنحها الوصول إلى البحر الأحمر الاستراتيجي والمحيط الهندي، إلى أجل غير مسمى بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر في الدولة الإفريقية.

ووقع الرئيس السوداني السابق عمر البشير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية إنشاء المنشأة البحرية في عام 2019، كجزء من اتفاق تعاون عسكري أوسع يشمل مبيعات الأسلحة والتدريب، وكان الهدف من القاعدة، التي كانت ستستضيف ما يصل إلى 300 فرد روسي وأربع سفن حربية، أن تكون بمثابة مركز لوجستي للبحرية الروسية، مما يسمح لها بتشغيل السفن الكبيرة والغواصات النووية في المنطقة.

وعلى الرغم من أن قوات الدعم السريع (RSF) في السودان نفت أي روابط لها مع مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية روسية خاصة (PMC) متهمة بالعمل في العديد من مناطق الصراع حول العالم، ويأتي هذا النفي وسط تقارير تفيد بأن مجموعة فاغنر تعمل في السودان، ويُزعم أنها توفر الأمن لمناجم الذهب في منطقة دارفور.

يذكر أن قوات الدعم السريع، التي تم تشكيلها في عام 2013، هي قوة شبه عسكرية تشكل جزءًا من القوات المسلحة السودانية، وقد اتُهمت القوة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد المدنيين في منطقة دارفور وأجزاء أخرى من البلاد. ونفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات وأكدت التزامها بالحفاظ على الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في السودان.

ومن ناحية أخرى، فإن مجموعة فاغنر هي شركة عسكرية خاصة مرتبطة بالحكومة الروسية، وقد اتُهمت الشركة بالعمل في عدة مناطق صراع حول العالم، بما في ذلك سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، وقد اتُهمت المجموعة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وخضعت لعقوبات دولية.

وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية في السودان، وقد تم اعتماد القرار، المعروف باسم 2724، بأغلبية ساحقة، مما يشير إلى قلق المجتمع الدولي البالغ إزاء الصراع المستمر الذي أدى إلى أزمة إنسانية حادة.

ويأتي قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت حرج، يتزامن مع بداية شهر رمضان الماضي، ويؤكد توقيت القرار على الحاجة الملحة للسلام والاستقرار في المنطقة، خاصة خلال شهر يحمل أهمية روحية كبيرة للمجتمع الإسلامي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى