كينيا تجدد إستراتيجية “مكافحة الإرهاب” بالتزامن مع انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي من الصومال
حصلت «بوليتكال كيز | Political Keys» على معلومات خاصة تفيد أنّ مسؤولي الأمن في كينيا يخططون لزيادة مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستخدمها الجماعات “الإرهابية” بشكل متزايد، وذلك بعد انخفاض عدد الهجمات المنفذة في كينيا إثر تلك المراقبة.
يعقد المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في كينيا (NCTC) مشاورات في جميع أنحاء البلاد لتحديث إستراتيجيته لمكافحة الأيديولوجيات “المتطرفة”، وتهدف خطة اللعبة التي سيتم وضعها بحلول شهر أيار/ مايو إلى مكافحة الأساليب والتقنيات الجديدة التي تستخدمها تلك الجماعات لتجنيد الأعضاء.
بالإضافة إلى التحدث مع مجموعة من الخبراء، اتصل المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بصناع القرار الأمنيين الرئيسيين في وزارة الداخلية، وجهاز المخابرات الوطنية، ووحدة شرطة مكافحة الإرهاب، ومديرية الاستخبارات الجنائية، التي تعد جزءًا من جهاز الشرطة. بحسب المعلومات.
وسائل الإعلام الجديدة، مخاطر جديدة
وقالت مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، روزاليند نياويرا، لـ Africa Intelligence، إن “السلطات بحاجة إلى تكثيف مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي مثل TikTok، والتي تستخدمها الجماعات المتطرفة بشكل متزايد لتطرف أهدافها، ولا تأخذ الإستراتيجية الوطنية الحالية، التي تم وضعها في عام 2016، هذه الظاهرة في الاعتبار إلا بشكل هامشي، حيث تحدد الإنترنت ووسائل الإعلام كمساحة محتملة للتطرف، إلى جانب المؤسسات الدينية الإسلامية ومخيمات اللاجئين والسجون ومراكز الاحتجاز”.
ويريد المركز الوطني لمكافحة الإرهاب أيضًا إشراك المجتمع المدني بشكل أوثق في تبادل المعلومات وأفضل الممارسات في الحرب ضد “الإرهاب”.
وتتوقع كينيا تهديدات جديدة من جماعة الشباب الإسلامية المسلحة، التي تنشط بشكل رئيسي في الصومال، حيث من المقرر أن تكمل قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، البعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال، انسحابها بحلول كانون الأول/ ديسمبر، ومن المتوقع أن يصاحب رحيل القوة، التي تضم وحدة كينية كبيرة، بناء قواعد عسكرية جديدة وزيادة المراقبة على حدود كينيا الطويلة مع الصومال.
وكانت نيروبي استضافت الشهر الماضي اجتماعًا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF)، وهو منصة تضم 32 دولة ومنظمة تعمل على مكافحة الإرهاب.
انضمت كينيا إلى المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يشترك في رئاسته الاتحاد الأوروبي ومصر، العام الماضي، وتولت قيادة مجموعة عمل شرق أفريقيا إلى جانب الكويت. كما يتعاون المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب مع اتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب، الذي يجمع العديد من المنظمات الدولية.
البقاء في حالة تأهب
ولم تتخلى الحكومة عن حذرها، على الرغم من انخفاض الهجمات في البلاد بين عام 2022 ومنتصف عام 2023، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي 2024 الذي نشره معهد الاقتصاد والسلام. وقال المركز البحثي إن كينيا انتقلت من منطقة خطر عالية إلى متوسطة الخطورة خلال تلك الفترة، على الرغم من استمرار انعدام الأمن في مقاطعات مانديرا ولامو وغاريسا وواجير المتاخمة للصومال. ولا تزال الحدود بين البلدين، التي كان من المقرر إعادة فتحها العام الماضي، مغلقة بسبب ارتفاع مستوى المخاطر.
كما انخفض عدد الاعتقالات في كينيا للإرهابيين المشتبه بهم، من 135 إلى 29 بين عامي 2019 و2022، وفقًا لمركز حقوق الإنسان ودراسات السياسات المستقل في البلاد. وعززت الأجهزة الأمنية تنسيقها في مراقبة المواقع التي تعتبر حساسة.