من هي “العقول المدبرة” وراء انتصار “باسيرو ديوماي فاي” في الانتخابات السنغالية؟
حصلت «بوليتكال كيز | Political Keys» على معلومات خاصة تفيد أنه في سباق الانتخابات الرئاسية السنغالية التي جرت في 24 آذار/ مارس، كانت هناك خطوط خفية تحركت خلف الكواليس، حيث تلاحقت العقول المدبرة وراء حملة المرشح باسيرو ديوماي فاي ومعلمه عثمان سونكو، فقد شهدت هذه الحملة تكتيكات محكمة وجهودًا استراتيجية مدروسة قادت إلى فوز مدوٍّ في الانتخابات.
وتمثلت أهمية هذه الحملة في التكامل الفعّال بين السياسة والتكنولوجيا، حيث استطاع فريق عمل مدعوم من تكنوقراطيين متمرسين ومهاجرين ذوي خبرة عالية أن يقود المرشحين إلى النجاح، فمن خلال جهودهم الجماعية، تمكنوا من تحديد مواضيع الحملة وتوجيه رسائلها بشكل متقن لاستهداف فئات معينة من الناخبين.
كما ساعد هذا المركز الصغير من الشخصيات الرئيسية، بما في ذلك المديرين التنفيذيين في القطاع الخاص وكبار موظفي الخدمة المدنية، في تطوير بيان الحزب، وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد، وقد بدأت جهودهم منذ عدة سنوات وكثفت جهودهم عندما تم ترشيح فاي كمرشح رسمي لـ PASTEF في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، مع إجبار سونكو على الانسحاب من الترشح لأسباب قانونية.
ومن أبرز الشخصيات التي شكلت نواة هذا الفريق المتميز، إيزيدور ضيوف، الذي جلب معه خبرته الطويلة في المحاسبة والتحليل الاقتصادي، حيث يعمل كمدير للتحول التكنولوجي في مكتب KPMG في باريس، وقد قدم العديد من المذكرات إلى قيادة PASTEF، كما تألقت شخصيات أخرى مثل بالا موسى فوفانا وأليون سال، الذين جلبوا معهما خبراتهما الواسعة في القطاعات المالية والسياسية، وساهموا في بناء استراتيجيات فعّالة للحملة.
ولم يقتصر دعم فاي وسونكو على الخارج فحسب، بل استفادوا أيضًا من دعم كبار الشخصيات في الخدمة المدنية السنغالية، مثل إليمان بوي وباب عمر ديالو، الذين قدموا توجيهاتهم ودعمهم القيم للفريق الانتخابي.
الدعائم الأساسية المستقبلية لإدارة فاي؟
فيما يتعلق بقضايا التنمية، استفاد فريق سونكو وفاي من خبرة لانسانا جاني ساكو، الذي ترأس الهيئة الوطنية للصرف الصحي في السنغال “ONAS” من عام 2017 إلى عام 2021، وكان ساكو حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بول فاليري في جنوب فرنسا، ويقود حاليًا لجنة الحوكمة واللوائح المؤسسية التابعة للرابطة الدولية للمياه، وهي منظمة غير حكومية مقرها لندن، كما طلب سونكو وتلميذه المشورة من مجموعة من الأكاديميين السنغاليين، مثل خادم بامبا دياني، يشتهر دياني، وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة الشيخ أنتا ديوب في داكار، بعمله في قطاع البنية التحتية.
لا يزال رئيس السنغال الجديد ومعلمه يعملان على تشكيل الحكومة المستقبلية للبلاد، إلا أن هذه الشخصيات الرئيسية، وأغلبها من خارج المجال السياسي، من الممكن أن تحتل مكانًا بارزًا داخل هذه الحكومة، وسيتعين عليهم العمل جنبًا إلى جنب مع المزيد من الشخصيات السياسية، المعروفة بشكل أفضل بين الجمهور السنغالي، والذين من المتوقع أيضًا أن يكونوا جزءًا من الفريق الوزاري لفاي، وفيما لم يتم تحديد أي تعيينات حتى الآن، ولكن أسماء بيرامي سولي ديوب، نائب رئيس PASTEF، والشيخ تيديان ديي، المرشح الرئاسي السابق الذي احتشد منذ ذلك الحين خلف فاي، يجرون جولات بالفعل
يشار إلى أنّ هذه النتائج تحمل معنى كبيرًا لمستقبل الحكم في السنغال، حيث يبرز دور التكنوقراطيين والمهاجرين في تشكيل السياسة وتوجيه مسار البلاد نحو التطور والازدهار، ومع استمرار عملية تشكيل الحكومة المستقبلية، يبقى لنرى كيف ستتكامل هذه العقول المدبرة مع الشخصيات السياسية المعروفة لتحقيق أهداف السنغال في المرحلة القادمة.