السودانسياسة

خاص | للحديث عن واقع الصحافة في السودان خلال الحرب… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع نقيب الصحفيين عبد المنعم أبو إدريس

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 23 كانون الثاني/ يناير، حوارًا خاصًّا مع نقيب الصحفيين في السودان عبد المنعم أبو إدريس، للحديث عن واقع الصحافة والصحفيين خلال الحرب الدائرة منذ منتصف شهر نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال نقيب الصحفيين عبد المنعم أبو إدريس، إن “الصحافة كانت أول مستهدف في هذه الحرب، فالقتال دار من أول يوم في المنطقة التي تتركز فيها أجهزة الإعلام السوداني، فتم تدمير معداتها ونهب ما تبقى، فتوقف 90% من الإعلام السوداني، وتطورت الأحظاث فقتل خمسة من الصحفيين، أربعة في العاصمة وواحدة في دارفور، وظل الصحفيون والصحفيات يتعرضون للتوقيف في نقاط التفتيش من قبل طرفي النزاع على حد سواء، وتعرض العشرات منهم للضرب والإهان، والآن هم في مناطق القتال غير مسموح لهم بالحركة بحرية، إلا بموافقة القوة التي تسيطر على المنطقة، كما أنهم كبقية المدنيين نهبت منازلهم وممتلكاتهم”.

وأضاف نقيب الصحفيين أنه “منذ اليوم الأول، ظلت نقابة الصحفيين تطالب بعدم احتلال دور المؤسسات الإعلامية، وتحذر مما يمثله ذلك من انتهاكات، وأدانت النقابة احتلال الدعم السريع لمبنى الإذاعة والتلفزيون وتحويله إلى معتقل، كما دقت ناقوس الخطر بأن القتال في محيطهما يهدد أرشيفهما وما يمثله من إرث سوداني وينذر بذهابه للضياع، وصعدت الأمر إلى الأمم المتحدة عبر اليونسكو، ولكن تجاوب المنظمة الدولية لم يكن بالمستوى المطلوب، كما أن قوات الدعم السريع لم تستجب للمناشدة التى طالبتها بالخروج من مبني الإذاعة والتلفزيون”.

وتابع: “كما ذكرت، توقفت 90% من المؤسسات وتدمرت معداتها ونهبت، مما يهدد وجود الإعلام السوداني، حتى إن توقفت الحرب اليوم، ستكون هناك معضلة في غياب أجهزة الإعلام السوداني، وهذا سيعرض مئات الصحفيين والصحفيات ليكونوا بلا عمل مما سيخلف آثارا كارثية على البلاد”.

وأشار عبد المنعم أبو إدريس إلى أن “نقابة الصحفيين بدأت تتواصل مع منظمات إقليمية ودولية أطلعتها على الأمر وتسعى معها لإعداد خطة لإعادة إعمار هذه المؤسسات، والآن بدأت تحركات من خلال المبادرة الدولية لدعم حرية الإعلام السوداني وتضم منظمات أفريقية ودولية وتقوم حاليا بحصر حجم الخسائر عبر استمارة تم توزيعها على المؤسسات”.

وأشار قائلًا: “صحيح أن قوات الدعم السريع هي من قامت بأغلب الاعتقالات للصحفيين، بعضهم تم توقيفهم لأيام وبعضهم لساعات، لكن الآن ثلاثة من الزملاء رهن الاعتقال، اثنان منذ بدء الحرب والثالث منذ عدة أيام من منزله، لكن في الوقت ذاته أوقفت استخبارات الجيش عددًا من الزملاء والزميلات، وآخرهم زميل تم احتجازه لأربعة أيام في مدينة الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، وهي خارج نطاق الحرب، وفيما سوى الاعتقال، يتلقى الصحفيون والصحفيات رسائل تهديد من جهات مجهولة مما يجعل حياتهم في خطر بسبب الأوضاع التي نعيشها، نحاول ممارسة كل وسائل الضغط لوقف الاعتقالات والإفراج عن الذين يتم توقيفهم”.

وختم نقيب الصحفيين في السودان، عبد المنعم أبو إدريس، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “المؤكد لدى نقابة الصحفيين أن أربعة من الذين قُتلوا، قُتلوا في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وسابقا ذكرت عدة انتهاكات، أما الراحل الزميل أحمد عربي، فقد أدانت النقابة اغتياله ومازلنا نتحقق من الجهة التي اغتالته، فلدينا ثلاث روايات مختلفة، وفي حال تأكدنا من صحة أي منها لن نتوانى في إدانة من ارتكب الجريمة، ونطالب بتقديمه إلى العدالة، أما الزميل عبد الرحمن واراب فالنقابة أول جهة نبهت لاعتقاله ومازالت تطالب وتضغط للإفراج عنه”.

ومنذ منتصف شهر نيسان/ أبريل 2023، تشهد السودان حربًا أهلية طرفاها الرئيسيان الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وأودت الحرب في السودان بحياة أكثر من 12190 شخصًا، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد)، وتسببت بنزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.5 مليون شخص نزحوا إلى دول مجاورة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى