بعدما رفض الجيش عرضها.. الإمارات تكثف انخراطها في الحرب السودانية إلى جانب “الدعم السريع”

حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على معلومات تفيد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة عرضت في آذار/ مارس الماضي، عقب استعادة الجيش السوداني للخرطوم، الدخول في مفاوضات مباشرة مع القيادة العسكرية في السودان.
وبحسب المعلومات، يقضي العرض الإماراتي ببقاء ميليشيا الدعم السريع ككيان محدود التأثير وتابع للجيش، في محاولة لإعادة ضبط موازين القوى بطريقة لا تقصي “حميدتي” نهائيًا، ولكن تضعه تحت السيطرة المؤسسية للقوات المسلحة.
غير أن رفض الجيش السوداني لهذا العرض أدى إلى تغيير جذري في نهج أبوظبي، إذ انتقلت من استراتيجية الدعم غير المباشر إلى الانخراط بالتورط المباشر، ومنذ هجوم الدعم السريع على بورتسودان، تضاعفت وتيرة شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية القادمة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع، وفقًا لمصادر مطلعة على خطوط الإمداد.
وتشير التحليلات إلى أن بعض الضربات التي استهدفت بورتسودان ربما نُفذت بطائرات مسيرة انطلقت من دارفور وكردفان، لكن المعلومات الاستخبارية وإحداثيات الأهداف قد تكون جاءت من طائرات مسيرة أو سفن حربية إماراتية متمركزة قبالة السواحل الصومالية، خاصة من ميناء بوصاصو في إقليم بونتلاند، الذي يُعد مركزًا لوجستيًا إماراتيًا غير معلن في القرن الإفريقي.
وفي هذا السياق، أكد دبلوماسيون غربيون أن أبوظبي، بعد رفض الجيش السوداني لمقترحها، عمدت إلى تفعيل خطوط إمداد عسكرية بديلة، من أبرزها قوافل شاحنات تمر عبر موانئ مومباسا في كينيا متجهة إلى جنوب السودان ودارفور مرورًا بأوغندا، رغم التحفظات الأمنية من قبل بعض المسؤولين الكينيين الذين لا يستطيعون الاعتراض علنًا في ظل موقف الرئيس الكيني ويليام روتو الداعم لهذه القنوات.
وفي المقابل، تراجعت أهمية المعبر التشادي نتيجة الضغوط السياسية والأمنية التي يواجهها نظام الرئيس “محمد إدريس ديبي”، بينما أصبحت ليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان نقاط عبور مفضلة لتوريد الأسلحة والمعدات إلى الدعم السريع، في خريطة إمداد معقدة تعكس تصعيدًا نوعيًا في الموقف الإماراتي وتحولًا في تكتيكاتها داخل الملف السوداني.