السودانسياسة

خاص | للحديث عن آخر التطورات السياسية والعسكرية السودانية… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًا مع الأمين العام لحزب الأمة السوداني

أجرت «بوليتكال كيز | Political Keys» حوارًا خاصًا مع الأمين العام لحزب الأمة القومي “الواثق البرير نجري” للحديث حول آخر التطورات العسكرية والسياسية في السودان وعن أسباب فشل المفاوضات الجارية الآن بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.

وعن موقف حزب الأمة من العمليات العسكرية في البلاد وتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع ودخول الحرب شهرها الثامن دون أي حل، قال “نجري” إنّ حزب الأمة القومي حذر من مخاطر التوتر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، منذ انقلاب 25 أكتوبر وبذل جهودًا حثيثة لمنع وصول الوضع إلى مرحلة الانفجار وأصدر عدة بيانات أكد فيها على ضرورة الحل السلمي للخلاف بين الطرفين وكانت قيادته في حالة تواصل مستمر مع قيادة الجيش و”الدعم السريع” حتى آخر اللحظات قبل اندلاع الحرب، وعندما اندلعت أعلن الحزب موقفه الرافض لها وطالب بضرورة وقفها وسعى للتواصل مع الطرفين واقترح منبر جدة الحالي عبر خطاب رسمي للملك سلمان يوم 18 نيسان/ أبريل، بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب ولايزال يواصل جهوده ضمن القوى الوطنية من أجل إنجاح عملية الحوار الجارية في منبر جدة للوصول لسلام شامل واستعادة الاستقرار والتحول الديمقراطي في البلاد.

ماهو دور “الجبهة المدنية” في إيقاف الصراع الدائر؟

وعن موقف “الجبهة المدنية” من إيقاف الحرب ودورها في ظل الصراعات الدائرة بين الطرفين أكد الأمين العام للحزب أنّ “الجبهة المدنية لإيقاف الحرب” هي تحالف عريض يضم عدة كيانات (قوى سياسية – مجتمع مدني – مهنيين ونقابات – لجان مقاومة – مبادرات وطنية وشخصيات قومية) ويهدف هذا التحالف لإيقاف الحزب وتحقيق السلام واستعادة الانتقال الديمقراطي وإعادة الإعمار لما دمرته الحرب، وهو ما يزال في مرحلة استقطاب أكبر عدد من المكونات السودانية لاستكمال مشروع وحدة القوى المدنية وسيعقد مؤتمر تأسيسي في نهاية كانون الثاني/ يناير القادم لاستكمال عملية البناء المؤسسي بمشاركة واسعة من كل المكونات والولايات وقد أصدر خريطة طريق وإعلان مباديء لإيقاف الحرب وتأسيس حكم مدني ديمقراطي مستدام.

ولدى سؤاله عن رأيه بالحل الأنجح لإيقاف الحرب والاقتتال الدائر في البلاد اعتبر “نجري” أنّ الحرب الحالية هي حرب عبثية بكل المقاييس كما وصفها قادة طرفيها ولا حل عسكري فيها ولذلك ليس هنالك مخرج غير الحل التفاوضي المفضي لسلام حقيقي وتأسيس نظام مدني ديمقراطي، وتابع: “نحن نعمل في هذا الاتجاه بدعم الجهود الوطنية والدولية الساعية لذلك عبر منبر جدة التفاوضي ونتواصل مع الطرفين لدعمهم للوصول لإتفاق ينهي هذه الحرب اللعينة”.

توسع رقعة الحرب في السودان وزيادة حالة النهب والسلب في عموم البلاد

وعن مدى تأثير الحرب في انتشار حالات السلب والنهب أوضح الأمين العام أنّ “الحرب معروفة نتائجها، القتل، والتشريد، والدمار والسلب والنهب وللأسف هذا ما حصل في السودان والمؤسف حقا أن هذه الحرب كانت منزوعة الأخلاق وما أحدثه من انتهاكات يتنافي مع كافة الأعراف التي تؤكد على أولوية حماية المدنيين والمنشأت المدنية ولكن حرب 15 نيسان/ أبريل ارتكبت فيها كل أنواع الانتهاكات ولم يراعَ فيها حماية المواطنين وممتلكاتهم ولذلك نحن في حزب الأمة القومي أصدرنا بيانات واضحة منذ بداية الحرب أدنّا فيها الانتهاكات من الطرفين”.

وأكدنا على إدانتنا للانتهاكات التي طالت المدنيين من احتلال للمنازل ونهب الممتلكات واغتصاب واعتقالات وإخفاء قسري وقصف جوي للمنشآت لاسيما الإنتهاكات المروعة التي وقعت في ولاية غرب دارفور وطالبنا بلجنة تحقيق مستقلة في كل الانتهاكات وتحديد المتسببين فيها وكذلك في من تسبب في اندلاع الحرب وتقديم المنتهكين للعدالة.

وعن مدى صحة وقوف قيادات من الإسلاميين وراء عرقلة التفاوض بين الطرفين اعتبر “بجري” أنّ “النظام السابق عمل منذ اليوم الأول للثورة على قمعها بالاغتيالات والاعتقال والتعذيب وبعد انتصار الثورة تحول إلى عرقلة مسار الانتقال بداية من فض الاعتصام وما تلاه من انتهاكات ومرورًا بتقويض الحكم المدني عبر انقلاب 25 كانون الأول/ أكتوبر بمشاركة طرفي الحرب الحاليين وحلفائهم وانتهاء بإشعاله لحرب 15 نيسان/ أبريل التي كان هدفها الأساسي قطع الطريق أمام العملية السياسية التي كانت تهدف لمنع اندلاع الحرب وإنهاء الإنقلاب وإستعادة الحكم المدني الديمقراطي، بعد تزايد حدة الخلاف بين طرفي المكون العسكري.

هل رفض طرفا الصراع اللقاء مع قوى “الحرية والتغيير”؟

وعن رد طرفي الصراع على طلب قوى “الحرية والتغيير” اللقاء مع قائد الجيش السوداني و”الدعم السريع”، أشار الأمين العام لحزب الأمة أنّ قوى “الحرية والتغيير” عقدت اجتماعًا في القاهرة في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم وأصدرت خارطة طريق لإيقاف الحرب أرسلت للطرفين بخطابات رسمية وأعلنت عن استعدادها لعقد اجتماعات مع قيادة الطرفين لمناقشة الخريطة ومبادئ وقف الحرب والوصول لاتفاق ينهي الحرب، وانتقلت هذه الخريطة لتقدم حيث تمت إجازتها بعد تعديلها وبنائها لتكون معبرة عن التحالف الأوسع (تقدم) ونحن على تواصل مع الجانبين ليس هنالك رفض منهما المقترح اللقاءات وربما تحصل لقاءات مباشرة في أي وقت للتشاور حول الخريطة وكيفية إنجاح العملية التفاوضية الجارية في جدة.

وعن رأيه في الحركات المسلحة لدعم الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع ولماذا تحركت في هذا التوقيت، قال “بجري”، “في تقديري إننا بحاجة لمحاصرة الحرب وتضييق نطاقها قدر الإمكان لأنها أصبحت مهدد لوحدة البلاد ونرى أن دعم أجندة استمرار الحرب سيطيل من أمدها ويزيد من معاناة الشعب السوداني، ولذلك المهم هو أن يصطف الجميع خلف راية لا للحرب والعمل على إيقافها بأسرع ما يمكن ومن هذه الناحية كان موقف حركات الكفاح المسلح في الحياد جيدًا وساهم في تقليل حدة الصراع، ونأمل أن يواصلوا في هذا الموقف ونعمل على تنسيق الجهود لإيقاف الحرب مع الأطراف المدنية والدولية لأن هذه هي الأولوية والموقف الوطني الصحيح.

ماهو مدي تأثير الاشتباكات علي الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور؟

دارفور تشهد معاناة كبيرة جدًا نتيجة الصراع وانتشار رقعة الحرب وفقًا للبجري، وهي “أكثر مناطق البلاد التي شهدت حركة نزوح واسعة لاسيما في غرب دارفور وللأسف حتى الآن لم تتمكن المنظمات والجهود الإنسانية من توصيل المساعدات للمتضررين مما يفاقم من معاناتهم ولذلك نحن ناشدنا طرفي الحرب بضرورة الالتزام بتعهداتهما في البروتوكول الإنساني الموقع في جدة، وفتح الممرات الآمنة وتسهيل وصول المساعدات للمتضررين ونعمل عبر للتواصل من الداعمين الدوليين لتكثيف المساعدات لتخفيف الضرر على أهلنا المتأثرين في الداخل وفي معسكرات النزوح بالخارج”.

ماهي المحاور التي تدور فيها الاشتباكات في إقليم دارفور؟

وعن المحاور التي تدور فيها الاشتباكات في إقليم دارفور، أوضح الأمين العام للحزب أن “هذا سؤال متعلق بالوضع الميداني في مناطق الصراع المتاح من المعلومات ما يصدر من الجانبين وما تتناقله وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لأنه ليس هنالك جهة مستقلة تحقق في الأوضاع على الأرض ولكن المهم بالنسبة لنا هو أن تتوقف الحرب في كافة المحاور وأن يعاد الإستقرار في كافة ربوع الوطن حتى يتمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم ومعالجة آثار الحرب لأننا نعتقد أن الجميع خاسر في هذه الحرب والخاسر الأكبر هو الوطن والشعب”.

وعن رأيه في القوى السياسية الحالية ومستقبل البلاد في ظل انهيار المفاوضات الجارية الآن، أكد “بجري” أنه “رغم حالة الإحباط التي انتابت المواطنيين من تعثر المفاوضات والبطء الذي لازمها ولكني متفائل وعلى قناعة بأن الطرفين لا حل لهما غير الوصول لإتفاق لإنهاء الحرب ودور القوى السياسية والمدنية مهم للدفع باتجاه إنجاح العملية التفاوضية والتأسيس لحوار شامل يخاطب جذور الأزمات ويضع أسس بناء دولة مدنية ديمقراطية ويضع ملامح مشروع وطني كامل يعبر عن كل مكونات الشعب السوداني بكل تنوعة وينهي حالة التشظي والاستقطاب الضار ويحقق السلام العادل والشامل”.

من هي القوى السياسية التي تدعم “الدعم السريع” والتي تحدث عنها “البرهان”؟

وعن مدى دقة حديث قائد الجيش السوداني “البرهان” عن وجود قوة سياسية تدعم قوات الدعم السريع في الحرب ضد قوات الجيش، أكد “بجري” أنّ هذا “سؤال يجب أنّ يوجه لقائد الجيش وهو من عليه أن يسمى هذه القوى السياسية التي يتهمها ولكن أنا في تقديري نحن بحاجة للخروج من الخطابات التجريمية غير المستندة على دلائل لأننا عايشنا مثل هذه الخطابات في عهد النظام البائد الذي كان الرئيس البشير يصف القوى السياسية بالعمالة والارتزاق ويعمل اغتيال الشخصيات عبر هذه الاتهامات الكيدية وظلت هذه الخطابات والاتهامات تهدف للاقصاء والانتصار للذات وقد أثبتت خطأها وبؤسها، ومن المؤسف أن هذه المدرسة لاتزال مستمرة رغم فشلها وتحقيقها لعكس مقاصدها”.

وأردف: “نعتقد أن الأزمة الراهنة تتطلب التسامي فوق الجراحات والتعاطي معها بقدر من المسؤولية الوطنية بعيدًا عن الانتصار للذات على حساب الوطن والشعب”.

لماذا تم تعيين “رمطان المطاطرة” مبعوثًا للأمم المتحدة في السودان؟

وعن قرار الحكومة السودانية سحب بعثة “يونتامس” وتعيين الجزائري “رمطان العمامرة” مبعوثًا للأمين العام الأمم المتحدة في الخرطوم، أوضح الأمين العام، أنّ “بعثة “يونيتامس” هي بعثية سياسية إنسانية تم تعيينها بطلب من حكومة الفترة الانتقالية لدعم الانتقال المدني وتعزيز السلام وتوفير الدعم الإنساني والفني للوصول لتحول ديمقراطي مستدام والوضع الحالي رغم حاجة البلاد لاستمرار البعثة إلا أنه يحتاج لتعامل مختلف من الأمم المتحدة”.

وتابع: “للأسف حكومة الأمر الواقع لم تدرك خطورة إنهاء عمل البعثة لأنها تفكر فقط تحقيق موقف ذاتي لأطراف النظام البائد داخلها، ولكن الحقيقة أن القرار الأخير الصادر من مجلس الأمن قد أنهى وجود البعثة فقط ولكنه أبقي على المهام كلها وحولها إلى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وعين مبعوثًا خاصًا للأمين العام لمراقبة الوضع ورفع التقارير عن تطورات الأوضاع في البلاد ولذلك أعتقد أن دور الأمم المتحدة سيظل مستمرًا لدعم عملية السلام والتحول الديمقراطي وهو المطلوب”.

الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات جديدة بحق سودانين قوضوا عملية الانتقال الديمقراطي

فرصت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة سودانيين عملوا على “تقويض النظام والحكم المدني الديمقراطي في البلاد”، وبحسب “بجري”، فإنّ “هذه العقوبات للأسف أتت متأخرة نحن حذرنا من سعي النظام البائد لإعاقة الفترة الانتقالية وسعيه لتفجير البلاد واشعال الحرب الأهلية والتحضير لهذه الحرب مبكرًا ودعم استمرارها وكان من الممكن لهذه العقوبات لو صدرت مبكرًا أن تساهم في الحد من دعم الجماعات الساعية لعرقة الاستقرار في السودان ولاتزال منظومة النظام البائد بكل أجنحتها الاقتصادية والعسكرية تعمل لاستمرار الحرب وزعزعة الاستقرار ولذلك يجب أن تشمل هذه العقوبات كافة مصادر تمويل هذه الجماعات حتى تكون فعالة بالقدر الكافي الذي يساهم في الحد من فعاليتها ودعم الإستقرار في البلاد”.

ماهو مستقبل المفاوضات والحل السياسي والعسكري بين الأطراف السودانية؟

وعن مستقبل المفاوضات والحل السياسي في السودان، ختم “بجري” بالقول، “في تقديري أن المفاوضات الجارية ستحقق أهدافها في نهاية المطاف، خاصة وأنها تحظى بدعم داخل وإقليمي ودولي وتبذل الوساطة فيه جهودًا كبيرة لإنجاحها، والقوى السياسية ستعمل على دعمها وتكثيف التواصل مع الطرفين للوصول لاتفاق نهائي للحرب وتصميم عملية سياسية شاملة تحقق إنهاء الحرب وتحقق السلام واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي”.

من هو حزب الأمة القومي السوداني؟

تأسس حزب الأمة في شباط/ فبراير عام 1945 وهو أول حزب جماهيري سوداني تحت رعاية “عبد الرحمن المهدي”، وقد تشكل في البداية من كيان الأنصار (الصوفي المؤيد للفكرة المهدية) وزعماء العشائر وبعض المثقفين المنادين باستقلال السودان، وكان شعاره “السودان للسودانيين”. بدأت الاجتماعات لتأسيسه وصيغت لوائحه ودستوره وبرامجه في ديسمبر/كانون الأول 1944.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى