“شركة شروق للحماية والحراسات الأمنية”… حزب الله يعزز نفوذه في سوريا وبوليتكال كيز تكشف التفاصيل
قالت مصادر خاصة لـ «بوليتكال كيز | Political Keys»: إن ميليشيا حزب الله اللبناني تستمر بمحاولة التغلغل ضمن مفاصل الحياة الرئيسية في مدينة حمص وسط سوريا.
وتابعت المصادر، أن المليشيا نجحت بشكل نسبي بفرض هيمنتها العسكرية والأمنية على مناطق واسعة من الحزام الجغرافي الممتد من مدينة القصير ومنطقة القلمون جنوب المدينة مرورًا بمنطقة مستودعات مهين الاستراتيجية، ومناطق السخنة، والبيارات بريف حمص الشرقي وصولًا إلى المعقل الرئيسي لحزب الله وحليفه الحرس الثوري الإيراني داخل مدينة البوكمال شمال شرق سوريا.
ما الأسلوب الذي تتبعه المليشيات للتغلغل داخل حمص؟
وأضافت المصادر، أن أسلوبًا جديدًا انتهجته قيادة حزب الله اللبناني داخل مدينة حمص المعقل الرئيسي والثقل الأكبر للمكون السني وسط سوريا مستغلة حالة الفلتان الأمني الذي يعاني منه الأهالي بعدما شاعت لدرجة كبيرة ظاهرة السرقة والسطو المسلح بين أحيائها السكنية.
فضلًا عن عمليات الخطف بقصد طلب الفدية المالية من قبل متزعمي “العصابات” المدعومين من قبل رجال محسوبين على حزب الله اللبناني من جهة ورؤساء الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد من جهة أخرى، مستعينتًا بخبرة ضابط أمني لقيادة الحراسات الأمنية وسط حمص.
شركات أمنية خاصة لحزب الله في حمص
وأضافت المصادر الخاصة، أن حزب الله اللبناني افتتح شركة خاصة تحت مسمى (شركة الحراسات والخدمات الأمنية) ضمن حي الغوطة وسط حمص قبل عدّة أسابيع داعية جميع الفعاليات التجارية والشخصيات المقتدرة على الصعيد المالي للتوجه إليها لضمان تزويدهم بعناصر أمنيين لحماية معاملهم ومنازلهم، فضلًا عن توفير الحماية الشخصية للأفراد عن طريق تسيير دوريات “خاصة” من العناصر المدربين على الاشتباكات القريبة بمختلف الأسلحة البيضاء والحربية على حدّ سواء.
ولفتت إلى أن القيادة الرئيسية لشركة الحراسات والخدمات الأمنية أوكلت للعقيد سامر سويدان التابع لفرع الأمن السياسي بمدينة حمص مسؤولية إدارة المكاتب الأمنية داخل الشركة، وذلك نظرًا لامتلاكه الكفاءة اللازمة التي تخوله من التعامل مع الملفات الأمنية للعملاء الراغبين بالتعاقد مع الشركة، وذلك بعد غياب الثقة عن عناصرهم.
ضباط مخابرات يستعينون بـ”الحراسات الأمنية”
هذا ولم تقتصر مهام الحراسات الأمنية التي أسسها حزب الله تحت غطاء “أمني من قبل فرع الأمن السياسي” على حماية المدنيين فقط، إذّ كان من اللافت تعاقد عدد من الضباط التابعين لأفرع المخابرات السورية معهم بعدما غابت الثقة بعناصر المفارز الأمنية وفقًا لمصادر من داخل الشركة.
وقد أعدت«بوليتكال كيز | Political Keys» خريطة توضح مكان شركة شروق الحراسات الأمنية:
وأكدت المصادر، أن من بين الضباط المتعاقدين مع الشركة المقدم حسين حمدان رئيس قسم التحقيق بفرع الأمن العسكري /261/ بالإضافة لرئيس الدفاع الوطني في مدينة حمص ناصر رستم والذي على الرغم من ترأسه لما يقارب 450 عنصرًا ضمن الميليشيا، إلا أنه فضل التعاقد مع شركة الحراسات الأمنية لضمان سلامة أسرته من خلال وضع حاجز أمني على مدخل البناء بالإضافة لمرافقة العناصر لزوجته وأطفاله خلال تنقلاتهم ضمن مدينة حمص وخارجها.
وقد حصلت «بوليتكال كيز | Political Keys» على صور خاصة لشركة شروق الأمنية:
كيف يكمل حزب الله مخططه الرامي للتحكم بمفاصل الحياة بمدينة حمص؟
وفي سياق متصل: أكد المحامي “ز ج” والذي تحفظ عن ذكر اسمه -لأسباب تتعلق بالسلامة- أن ظاهرة الشركات الأمنية في مدينة حمص ليس الأول من نوعه إذّ أن العاصمة السورية دمشق تشهد بدورها انتشار عدّة شركات من أبرزها (شركة القلعة للحراسات الأمنية) الأمر الذي يؤكد مدى تدهور الوضع الأمني ضمن مناطق سيطرة النظام التي عجزت الأجهزة الأمنية المختصة عن توفير الأمان للمدنيين القابعين ضمن مناطق سيطرتهم.
وأضاف في معرض حديثه أن الخطوات التي يتذرع بها حزب الله اللبناني داخل أحياء مدينة حمص تنمّ عن مضيه بتنفيذ مخطط مدروس بشكل مسبق من أجل السيطرة على مختلف مفاصل الحياة (العسكرية والأمنية وحتى المعيشية ضمن مدينة حمص التي تشكل بالنسبة له بوابة الدخول إلى سوريا بعيدًا عن أي مسائلة قانونية) وفقًا لتعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبحسب معلومات خاصة فإن كلفة الحماية المالية (النقطة الواحدة المؤلفة من ثلاثة عناصر مسلحين تتراوح ما بين 3-5 مليون ليرة سورية بشكل شهر) يتعهد بموجبها رئيس قسم الحماية العقيد سامر سويدان بتقديم ملفات شهرية.
وتبعًا للمصادر فإن الملفات هي عبارة عن فيديوهات من كمرات مراقبة لدى المركز المحمي، بالإضافة لسجل أسبوعي عن تحركات جميع المتواجدين داخل الأبنية السكنية الخاضعة للحماية، بينما تم تحديد كلفة المرافقة الشهرية بنحو 4.5 مليون ليرة سورية تشمل جميع المصاريف باستثناء الرحلات خارج مدينة حمص.