مع تشديد واشنطن القيود على صادرات التكنولوجيا الفائقة… الصين تكثف الإنفاق لاستبدالها ببدائل محلية
كشفت وكالة “رويترز” الأمريكية للأنباء، في تقريرها المدفوع، اليوم الخميس 26 تشرين الأول/ أكتوبر، عن معلومات خاصة، تفيد بأن “الصين كثفت الإنفاق لاستبدال التكنولوجيا الغربية ببدائل محلية مع تشديد واشنطن القيود على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى منافستها، وذلك وفقا لمناقصات حكومية ووثائق بحثية وأربعة أشخاص مطلعين على الأمر”.
وقالت الوكالة الأمريكية، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “الصين أنفقت مبالغ كبيرة على استبدال أجهزة الحاسوب، ومن المحتمل أن يكون قطاعا الاتصالات والقطاع المالي هو الهدف التالي، كما حدد الباحثون المدعومون من الدولة أيضًا أن المدفوعات الرقمية معرضة بشكل خاص للقرصنة الغربية المحتملة، وفقًا لمراجعة عملهم، مما يجعل الدفع لتوطين هذه التكنولوجيا محتملًا”.
وأضافت “رويترز” في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أن “عدد المناقصات المقدمة من الشركات المملوكة للدولة والهيئات الحكومية والعسكرية لتأميم المعدات تضاعف إلى 235 من 119 في الـ12 شهرًا بعد أيلول/ سبتمبر 2022، وفي الفترة ذاتها، بلغ إجمالي قيمة المشاريع الممنوحة المدرجة في قاعدة البيانات 156.9 مليون يوان، أو أكثر من ثلاثة أضعاف العام السابق”.
لكن محللين يقولون إن افتقار بكين إلى القدرات المتقدمة في تصنيع الرقائق يمنعها من استبدال المنتجات بالكامل ببدائل مصنوعة محليًا بالكامل، كما قالت كندرا شيفر، رئيسة أبحاث سياسات التكنولوجيا في شركة تريفيوم الاستشارية ومقرها بكين، إن جهود الاستبدال المحلية السابقة تعثرت لأن الصين لم يكن لديها المهارات الفنية اللازمة لتحقيق التوطين حتى الآن، وإلى حد ما لا تزال لا تمتلكها، وفقًا لما نقلته “رويترز” في تقريرها.
وبحسب “رويترز”، قال باحثون في مجال التكنولوجيا، مثل مو جيانلي من الأكاديمية الصينية للعلوم، وهي أكبر منظمة بحثية تديرها الدولة في البلاد، إن الحكومة الصينية تشعر بقلق متزايد بشأن اختراق القوى الأجنبية للمعدات الغربية.
وأشارت “رويترز” إلى أن الصين لم توقع على بنود منظمة التجارة العالمية التي تحكم المشتريات العامة، ولذلك فلا يبدو أن جهود الاستبدال تنتهك الاتفاقيات الدولية، وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، وقد نفذت الولايات المتحدة قواعد مماثلة تمنع الشركات الصينية من المشاركة في عطاءات القطاع العام.
وتعود جهود الصين لبناء نظام حاسوبي مستقل إلى خطتها الخمسية لتطوير العلوم والتكنولوجيا لعام 2006 على الأقل، والتي أدرجت قطاعات أشباه الموصلات وأنظمة البرمجيات كأولويات وطنية.