عقب قضية السيناتور مينيندز الذي ارتشى من مصر… صحيفة غربية تكشف حالة مماثلة في الكونجرس لصالح دولتين عربيتين
كشفت صحيفة “إنتلجنس أونلاين”، في تقريرها المدفوع، اليوم الثلاثاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر، عن معلومات خاصة، تفيد بأن “عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جوش هولي، قدم دعمًا أكثر رسمية لأهداف تجهيزات القوات العسكرية في القاهرة وبغداد، من السيناتور بوب مينينديز الذي يتصدر عناوين الأخبار هذه الأيام بسبب دعمه لمصر”.
وقالت الصحيفة الاستخباراتية، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “أحدث المستندات تكشف عن مساهمة جوش هولي السابق في الكونغرس في التواصل مع أعلى مسؤولي الأمن القومي في هيل والبنتاغون وجهات أخرى في واشنطن، تركز أعماله على تعزيز العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر وكذلك العراق”.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أنه “إذا تم تأكيد الاتهامات التي كشفت عنها وزارة العدل مؤخرًا ضد بوب مينينديز في المحكمة، فإن مصر لم تكن لديها مؤيد أكثر فعالية في واشنطن من هذا السيناتور المصاب بالأزمات من ولاية نيو جيرسي، ولكن جوش هولي، الذي يقدم خدمات الدعاية بطرق أكثر تقليدية، قام بجهود متواصلة نيابة عن القاهرة أيضًا، وذلك وفقًا لنماذج إفصاح الدعوة المُقدمة في 13 تشرين الأول/ أكتوبر”.
وبحسب “إنتلجنس أونلاين”، كان هولي سابقًا موظفًا في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب، وشركته “هولي ستراتيجيز” تدعم مصر كمقاول فرعي لشركة “براونستين هيات فاربر شريك”، وهذه الأخيرة قامت بدعاية وزارة الخارجية المصرية منذ عام 2008 وهي الشركة الوحيدة المسجلة حاليًا لدعاية مباشرة نيابة عن الحكومة المصرية.
ووفقًا لـ”إنتلجنس أونلاين” فإنه في الأصل، قام هولي بالاتفاق على العقد للعمل على عقد براونستين هيات في عام 2021، ووفقًا للعقد، تدفع شركته 10,000 دولار شهريًا مقابل تقديم نصائح استراتيجية لصالح القاهرة والعمل على تعزيز مصالحها في واشنطن، وتظهر الكشافات الأخيرة لهولي أنه قام بتعزيز مصالح عميله لدى عدد كبير من الأفراد، بما في ذلك أعضاء الكونغرس، وموظفي هيل، ومسؤولي البنتاغون.
اتصالات شخصية + مساهمات سياسية = وصول
وأشارت الصحيفة إلى أن هولي افتتح مكتبه في العصر الحديث قبل ست سنوات بعد مغادرته مجموعة بوديستا، التي قدمت سابقًا ضغوطًا نيابة عن القاهرة، في أعقاب انهيار تلك الشركة، ويمثل في الأساس مقاولي الأمن القومي، بمن فيهم “بي إي إي سيستمز” و”لوكهيد مارتن”، ولكن لديه عملاء أجانب أيضًا، بما في ذلك العراق والمغرب بالإضافة إلى مصر.
وأكدت الصحيفة أنه مثل معظم مجموعات الضغط، هولي هو مساهم سياسي متواصل، حيث تكشف إفصاحاته المتعلقة بالدعاية، التي تم تقديمها بموجب قانون تسجيل وكلاء الأجانب (FARA)، عن تبرعات سياسية بقيمة 25000 دولار أمريكي لعدد من أعضاء الكونجرس الذين يشغلون مناصب مؤثرة في اللجان التي توجه وتراقب سياسة الدفاع والسياسة الخارجية الأمريكية.
كما تبرع هولي أيضًا للجنة الكونغرس الجمهوري الوطني والعديد من لجان العمل السياسي ذات المنفعة المحتملة لعملائه الأجانب والمحليين، وكان أهمها لجنة العمل السياسي للأمن الأمريكي التابعة لعضو الكونجرس الجمهوري مايك روجرز، الرئيس الحالي للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب والعضو السابق في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، بحسب المصدر ذاته.
اتصالات مفيدة لمصر والعراق عبر قطاع الأمن القومي
ولفتت الصحيفة إلى أن “ما كشف عنه هولي مؤخرًا عن جماعات الضغط قدم تفاصيل قليلة حول الأهداف المحددة لعمله في القاهرة، بخلاف الإشارة إلى أنها تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر، ومع ذلك، كان واضحًا من القائمة التي قدمها للأشخاص الذين اتصل بهم أن تركيزه كان يركز بشكل كبير على العلاقة العسكرية بين البلدين، وهذا ليس مفاجئا حيث أن الولايات المتحدة تقدم لمصر أكثر من مليار دولار سنويا كمساعدات عسكرية”.
فضيحة مينيندز
ومثُل السيناتور الديمقراطي الأمريكي بوب مينينديز، أمس الإثنين، مجددا أمام محكمة في مانهاتن، حيث دفع ببراءته من تهمة العمالة للحكومة المصرية، وذلك في إطار قضية فساد أوسع نطاقا يُحاكم فيها مع زوجته وآخرين.
وقد أعلنت وزارة العدل الأمريكية أواخر الشهر الماضي توجيه لائحة اتهام إلى السيناتور الديمقراطي البارز بوب مينينديز (60 عاما) تتضمن تلقي رشاوى مقابل تقديم معلومات وخدمات لرجال أعمال على صلة بالحكومة المصرية.
وشملت قائمة المتهمين زوجته نادين و3 أشخاص آخرين، وفي نهاية سبتمبر/أيلول دفع السيناتور ببراءته من كل تلك التهم.
لكن النيابة العامة الفدرالية في مانهاتن أضافت لاحقا، تهمة جديدة إلى اللائحة الاتهامية الموجهة لمينينديز هي “التآمر للعمل كعميل لحساب حكومة أجنبية” هي الحكومة المصرية.
وبسبب هذه التهمة الجديدة، اضطر البرلماني المخضرم للمثول مجددا أمام المحكمة أمس؛ حيث دفع ببراءته.