د. عبد الله الأسعد يكتب لـ “بوليتكال كيز | Political keysİ”: في الذكرى الثامنة لدخول المحتل الروسي لسوريا
في كل عام من شهر أيلول وفي الثلاثين منه تصادف ذكرى مريرة وثقيلة على صدور السوريين، تذكرهم بقتل الأطفال والنساء والشيوخ وقصف المخيمات وتهجير المدنيين وإستخدام الكيماوي، يوم السبت المنصرم صادفت الذكرى المشؤومة الثامنة للتدخل الروسي المباشر في حرب بشار أسد وشبيحته على الشعب السوري الذي طالب بإسقاطه.
حيث قامت روسيا بالترويج إعلاميًا دينيًا وسياسيًا واجتماعيًا لمشاركتها مجرم العصر بشار الأسد بقتل الشعب السوري من خلال تسخير قوتها العسكرية المفرطة من الأسطول الحربي الجوي والبحري، من أجل منع انهيار منظومته الاستبدادية، وتفعيل دور روسيا الجيوسياسي الاستراتيجي ضد مصالح الإستراتيجيات الغربية وتوجيه دعاية مضادة نحوهم وتركيزها من أجل تفعيل وتحصين ماتقوم به من أعمال حربية في سوريا.
روسيا ذات الإرث السوفياتي المنبوذ غربيا وعربيا وعالمياً وإنسانياً ، نتيجة السياسات الخشنة التي تنتهجها والتي لا تبالي بأحاسيس ومشاعر الشعوب سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، والروحي في إفريقيا و العراق وليبيا، وسوريا خاصة عندما صرح لافروف وزير خارجيتها بأن حربهم على السوريين تهدف لمنع السنة من الوصول الى سدة الحكم وتمكين ال الأسد من الحكم في سوريا، وقال أحد جنرالاتها بكل لسان فج، بأنهم يتعاملون مع سوريا من خلال منظومة أل الأسد ليس على اساس أنهم سوريون وإنما لانتمائهم للطائفة العلوية، ولا يتعاملون مع سوريا كمؤسسات الدولة من مجلس الشعب و ومجلس الوزراء و مؤسسات حكومية، بل من خلال المجلس العلوي الأعلى.
لم يجلب التدخل الروسي المتقصد قهر السوريين منذ 2015 وحتى اليوم سوى الخراب والدمار وهذه سمة الاحتلالات بشهادة بشار نفسه في لقائه مع التلفزيون الصيني. د. عبد الله الأسعد – رئيس مركز رصد للدراسات الإستراتيجية
و كما يقال في الأمثال (من أفواههم ندينهم) وهذا ينطبق على كل الإحتلالين الإيراني والروسي اللذين خربا البنية التحتية لسوريا الحضارة الذين جلبهم بشار الأسد لدعمه سياسيا وعسكريا لقمع السوريين، من أجل قتل الشعب السوري حيث بلغ عدد القتلى على يد المحتل الروسي منذ تدخلها في سوريا ( 7000 ) مدنياً بينهم (2046) طفلًا، وارتكبت روسيا (360) مجزرة وأكثر من ( 1246 ) حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، و وقفت ضد إرادة التغيير الديمقراطي في سوريا واستخدمت الفيتو (18) مرة في مجلس الأمن ضد قرارات تدين سلطة الأسد، كما قتلت قتل القوات الروسية ( 70 ) من الكوادر الطبية، و (120) سيدة، إضافةً إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في محافظة إدلب.
وقامت بـــ ( 237 ) هجوماً بالذخائر العنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن ( 125) هجوماً بأسلحة حارقة وأعتبر الجنرالات الروس العسكريين أن سوريا عبارة عن حقل تجارب لأسلحتها فهي قامت في إختبار كل الأسلحة الجوية والبرية والبحرية ومن هذه الاسلحة طائرات مقاتلة اعتراضية من نوع سوخوي 24- وطائرات مقاتلة متعددة المهام ميغ 31، وطائرات قاذفة هجوم أرضي نوع سوخوي 25- قاذفات تو-162 بلاكجاك. – قاذفات تو 22 أم3.- قاذفات تو-95.
وطائرات سوخوي – 30 وطائرات قاذفة متوسطة نوع سوخوي 34- وطائرة متعددة المهام نوع سوخوي – 35 مروحيات من طراز إم إي 24 هايند المقاتلة – ومروحيات متعددة الأغراض إم إي 35 – والمروحيات الهجومية إن إي 28 “صياد الليل – والمروحيات الهجومية التمساح KAMOF- 52- طائرات سوخوي57 Felon.
أما عن القنابل والصواريخ حدث ولاحرج منها القنابل الذكية كابي 250و دبابات تي92 – قاذفات بي إم-30 سيمرش، مخزون كبير من الأسلحة المضادة للدروع من أنواع: (ماليو تكا، كونكورس 113م9، كورنيت 113م9، كرزنتما) ومخزون كبير من القنابل الصواريخ الجوية، ومخزون كبير من الأسلحة والذخيرة الفردية الخفيفة والمتوسطة.
كما نصبت منظومة من الدفاع الجوي لتحمي قواتها من منظومة واحدة دفاع جوي من نوع إس 400، ومنظومات نوع بانتسير إس إم، ومنظومة صواريخ إس300 في قاعدة طرطوس البحرية واحتلال قاعدة حميميم، والسيطرة على باقي القواعد على مساحة القطر لأغراض لوجستية وتكتيكية قتالية، بهدف إحكام السيطرة على المناطق المحيطة بهذه القواعد مثل إسطامو واستخدامها للحوامات- وقاعدة مطار بجنديرس – وقاعدة مطار المزة العسكري وكويرس العسكري وقاعدة مطار الشعيرات – قاعدة جبل زين العابدين – قاعدة مطار حماة العسكري- قاعدة في مدينة تدمر- قاعدة مطار التيفور العسكري- قاعدة مطار القامشلي المدني.
أما اليوم وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا نرى أن دوافع بوتين أصبحت جيوبولتيكية بحتة من أجل أن يكون الموقع الجيوسياسي لسوريا يلعب دور هام على الصعيد العسكري والسياسي في وجه امريكا من أجل الحفاظ على المصالح الجيوسياسية وتحقيق الحلم الروسي للقيصر الروسي من مكاسب اقتصادية وجغرافية واستراتيجية معا ً. د. عبد الله الأسعد – رئيس مركز رصد للدراسات الإستراتيجية
انطلاقًا من المياه السورية الدافئة كمدخل للجغرافيا السورية. والسيطرة على كامل التراب السوري بكل موارده وطاقاته وثرواته وحقول الغاز التي تشتهر بها سوريا لتحقيق أهدافًا إستراتيجية شكّلت المحرك الأساسي لقرار تدخلها الذي لم يختلف كثيراً عن رؤية الإتحاد السوفياتي السابق التي كانت ترتكز استراتيجية خشنة تشمل الأدوات والأهداف وطبيعة علاقاتها مع غيرها من القوى المتواجدة على الأراضي السورية.
في الواقع إن الدور الروسي في سوريا يعتمد على إستخدام القوة العسكرية المفرطة لن يفيد المستقبل الروسي في سوريا لذا هي تستخدم الوحشية في التعامل مع الشعب السوري وتعتمد إسلوب العمل المنفرد مع (المنظومة السياسية الحاكمة المقربة من بشار الأسد فقط .واعتماد إسلوب عقود الإستئجار للأرض حيث وضعت روسيا منذ دخولها خطة عسكرية محكمة من أجل إنقاذ مدينة دمشق في نهاية أيلول 2015 التي كانت آنذاك مهددة بالسقوط بعد أن كانت فصائل الثوار وصلت على تخوم مدينة دمشق فقامت روسيا بالمساندة والتمهيد الجوي لقوات نظام الأسد والشبيحة والميليشيات المتحالفة له من أجل القيام بالهجوم المعاكس وإعادة الوضع الى ماكان عليه سابقا وركزت جهد الهجوم الرئيسي باتجاه الغوطة شرقي دمشق من أجل تأمين طريق دمشق حمص الدولي وإبعاد فصائل الثوار عن الطريق الرئيسي الدولي (حمص – دمشق) من خلال إبعاد الثوار إلى مابعد مطار مرج السلطان في الغوطة الشرقية، ثم نفذت ضربات مستعجلة باتجاه الساحل السوري على قطاع جبل الأكراد والتركمان من أجل حماية قرى القرداحة من ضربات الثوار بشكل مباشر، ومن أجل فرض تثبيت النظام السوري ضمن ما يُعرَف بمنطقة سوريا المفيدة واختبار القدرات العسكرية والأسلحة الروسية.وفرض وقائع ميدانية وسياسية لا يمكن تجاهلها في الأزمة السورية والعمل بالتوازي بين العملية العسكرية والسياسية وإعتبار المرحلة العسكرية من الأهداف الاستراتيجية التي تخدم المحطات السياسية والتي ستنفذ على مراحل لتحقيق الهدف الإستراتيجي الأكبر الذي يرسي دعائمها في الوطن العربي والشرق الأوسط والضغط على الغرب انطلاقًا من الملف السوري كقوةً كبرى، لها اليد العليا في الملف السوري.