آسيا

قلق إسرائيلي متزايد من احتمال انضمام السعودية إلى برنامج المقاتلة “GCAP”

وفقًا لمعلومات اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن القلق يتزايد داخل طوكيو في ظل تنامي الضغوط الأمريكية والإسرائيلية بالتوازي مع التطورات المتسارعة في برنامج المقاتلة من الجيل السادس المعروف بـGCAP، وهو مشروع مشترك بين اليابان وبريطانيا وإيطاليا.

القرار الياباني بالانخراط العميق في هذا البرنامج، دون تنسيق كافٍ مع واشنطن، لم يمر مرور الكرام، ورغم أن الخطاب الرسمي الأمريكي ظل حذرًا، فإن ردود الفعل الداخلية لم تكن خفية.

في المقابل، أبدت دوائر أمنية إسرائيلية مواقف أكثر حدة تجاه المشروع، خاصة مع تداول أنباء عن إمكانية انضمام السعودية إليه.

تسعى طوكيو من جهتها إلى تخفيف التوتر مع الجانب الأمريكي، إذ يحاول مسؤولو الدفاع والدبلوماسيون اليابانيون تسويق المشروع باعتباره متوافقًا مع البنية العملياتية الأمريكية، لا سيما من حيث إمكانية تبادل البيانات مع الطائرات الأمريكية، في محاولة لإبقاء الثقة قائمة مع واشنطن.

كما تُروج طوكيو لالتزامها بتحمل جزء أكبر من عبء حماية المحيطين الهندي والهادئ، غير أن مؤشرات الفتور المتزايد بدأت تظهر بوضوح، من بينها غياب أي إشارة أمريكية إيجابية للمشروع، حتى خلال زيارة السفير الأمريكي رام إيمانويل لمصنع ميتسوبيشي في ناغويا، المخصص لصيانة طائرات F-35، المصنع ذاته يستعد للتحول إلى مرحلة التعاون مع شركة “بي إيه إي سيستمز” البريطانية ضمن GCAP.

مصادر مقربة من وزارة الدفاع اليابانية أفادت بأن طوكيو باتت تشعر بأنها فقدت بعضًا من مكانتها التقليدية لدى البنتاغون، خاصة مع عودة الإدارة الأمريكية الحالية ذات النهج التفاوضي الحاد.

كما أن تسمية GCAP داخليًا بـ”Reppu” – وهو الاسم الذي أُطلق على مقاتلة Mitsubishi A7M2 المصممة في أربعينيات القرن الماضي كبديل لـZero الشهيرة – أثار امتعاضًا داخل واشنطن لما يحمله من رمزية تاريخية تعود إلى هجوم بيرل هاربور.

التوتر بلغ ذروته حين بدأت نقاشات جدية بشأن انضمام السعودية للمشروع، وهو ما فُسّر أمريكيًا وإسرائيليًا على أنه تهديد مباشر لمعادلة “التفوق العسكري النوعي” التي تسعى واشنطن لتكريسها لصالح تل أبيب في الشرق الأوسط.

هذه الاعتبارات تداخلت مع الإعلان عن صفقة سلاح أمريكية كبرى للمملكة خلال زيارة الرئيس ترامب، شملت طائرات F-35 بقيمة إجمالية بلغت 142 مليار دولار.

رد الفعل الإسرائيلي كان أكثر مباشرة، إذ عبّر ممثلون عن مؤسسات أمنية وعسكرية عن قلقهم من نقل تقنيات الجيل السادس – بما فيها قدرات التخفي المتطورة ودمج المستشعرات – إلى الرياض.

أحد هؤلاء، وهو نائب مدير سابق لجهاز أمني معروف ومقيم بشكل متكرر في اليابان، طرح المسألة خلال لقاءات متعددة في طوكيو.

التصعيد الإسرائيلي تزايد بعد إعلان رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني دعمها لانضمام السعودية للمشروع، ما دفع مسؤولي اتصال إسرائيليين إلى إبلاغ نظرائهم في اليابان بأن هذه الخطوة قد تُحدث تحولًا جوهريًا في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، وتزيد خطر تسرب تقنيات متقدمة إلى دول مثل روسيا.

في ظل هذا المشهد المعقد، تقف طوكيو عند مفترق طرق حساس بين التزاماتها كشريك أمني تقليدي للولايات المتحدة، وطموحاتها الاستراتيجية المتزايدة لتعزيز استقلالها الدفاعي والتقني، وسط بيئة إقليمية ودولية تتسم بالتحولات المتسارعة والتنافس التكنولوجي الحاد.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى