ترجمات

دور التقارب السعودي الإيراني في تعزيز العلاقات الأفريقية الإيرانية مع زيارة إبراهيم رئيسي لكينيا

بقلم: هولي جونستون
المصدر: صحيفة نيشين
ترجمة: بوليتكال كيز

صحيفة “نيشين”، المتخصصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نشرت مقالًا تحليليًا يستكشف تأثير التقارب السعودي الإيراني على العلاقات بين إيران والدول الأفريقية.
اختُتِمت رحلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى أفريقيا يوم الخميس الماضي، بعد ثلاثة أيام من الزيارة، الأمر الذي يجعله أول زعيم إيراني يزور القارة خلال أكثر من عقد.
ركزت زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى كينيا وأوغندا وزيمبابوي، على تعزيز الروابط الاقتصادية مع القارة الأفريقية، ويُعتقد أن هذا الجهد يهدف لتعزيز تحالفات إقليمية أقوى تُعزز مواجهة العقوبات الغربية المستمرة.
من المتوقع أن تحفز هذه الزيارة الدول الأخرى على التعاون والتفاعل مع إيران.
بعد مرور سبع سنوات من الخلاف المستمر، أشار محللون في صحيفة نيشين إلى أن استعادة العلاقات مع الرياض وتحقيق وقف إطلاق النار في اليمن قد يخفف الصراعات المحتملة التي تواجهها الدول الأفريقية.
في هذا السياق، أعرب إريك لوب، الذي يشغل منصب أستاذ مشارك في العلاقات الدولية والسياسة في جامعة فلوريدا الدولية وهو باحث غير مقيم في معهد الشرق الأوسط، عن رأيه بأن استئناف العلاقات قد يؤدي إلى تحسين العلاقات الإيرانية الأفريقية بشكل إيجابي، وقد يساهم في تخفيف التوترات الموجودة داخل الحزام الإفريقي.
فقد تشعر هذه الدول في الوقت الحالي بتحسن وتوسع في الفرص المتاحة لها، حيث ستمتلك رأس مال سياسي أكبر لإعادة الاقتراب من إيران. وبالتالي، قد يكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي يترجم في نتائج أفضل بشكل عام.
وعليه، تم توقيع عدة مذكرات تفاهم بين إيران وكينيا في نيروبي، حيث تم تثمينهما بوصفهما “شركاء استراتيجيين”. وتعهد الرئيس بفتح مصنع لتصنيع السيارات في مومباسا.
وفيما يتعلق بذلك، أشار لوب إلى أن الرئيس سيسعى جاهدًا لـ”تنويع” العلاقات مع الدول الأفريقية قدر المستطاع.
ففي سنته الأولى، قال الرئيس الإيراني إنه في البداية هناك “ثمار متدلية”، وتوجه نحو شركاء تجاريين أصغر حجمًا ولكن لا يزال لهم أهمية جيوسياسية متنوعة. حيث أن كينيا تصدر الشاي إلى إيران، بينما تستورد البتروكيماويات والسجاد وسلعًا أخرى من إيران، وهذا جانب قد لا يتبادر إلى الذهن.
إذ أن كينا تعد الشريك التجاري الثاني الأكبر لإيران في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا،حيث تعود هذه العلاقة إلى السنوات التي سبقت الثورة. في هذا الصدد، تم التأكيد على المشاركة الاقتصادية كأساس للشراكة لضمان الاستقرار والقوة.
وفيما يتعلق بأوغندا، أعرب الرئيس رئيسي عن انتقاده للغرب وقدم دعمه لبناء خطوط أنابيب النفط التي تواجه معارضة من جانب أوروبا.
وفي هذه الزيارة أعرب الرئيس الإيراني عن استعداد إيران لتبادل خبرتها في قطاع البترول، في حين أن الغرب بشكل عام “لا يظهر اهتمامًا بالدول التي تمتلك موارد ضخمة واحتياطيات وطنية مستقلة”.
وفي يوم الخميس زار الرئيس الإيراني زيمبابوي، والتي يصفها الدكتور لوب بأنها “دولة منبوذة تواجه عقوبات وحظرًا”. وتتمتع إيران وزيمبابوي بعلاقات أيديولوجية طويلة الأمد المشتركة.
في حين، قد تستفيد طهران أيضًا من اليورانيوم في زيمبابوي وأوغندا، مما يساعد في طموحاتها النووية.
تخضع عملية تخصيب اليورانيوم المحلية لإيران لمراقبة مستمرة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، التي حذرت من أن إيران تمتلك الآن كمية كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية.
على الرغم من سياسة إيران المعادية للغرب والاستعمارية التي قد تجذب بعض المضيفين في إفريقيا، قدم الرؤساء السابقون تعهدات مماثلة للاستثمار في القارة، ولكن لم يحقق ذلك نتائج ملموسة حتى الآن.
قال لوب: “لا أعتقد بالضرورة أننا يجب ألا نكون متفائلين بشأن الإسهام الذي يمكن أن يقدمه الإيرانيون للأفارقة وما يمكن للأفارقة تقديمه للإيرانيين”. وأشار إلى أن طهران لا يمكنها أن تقتصر على النظر إلى الشرق والجنوب فقط، بل تسعى أيضًا للتعامل مع التداعيات المترتبة على اتفاقية النووي وتحديات عدم الاستقرار في روسيا.
قدم الرئيس السابق روحاني تعهدات مماثلة لتعزيز العلاقات مع إفريقيا، وذلك قبل التركيز على تعزيز العلاقات المتقطعة مع الغرب وتنفيذ الاتفاق الشامل المشترك.
وأشار لوب إلى أن قادة أفريقيا “يتعاملون مع هذا بحذر ويراقبون بعناية ما سيقومون به حقًا”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى