ينتخب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الثلاثاء 12 أيلول/ سبتمبر، رئيسًا جديدًا، ونائبين له، وأمينًا عامّاً، وهيئة سياسية.
ومن المقرر عقد انتخابات رئاسة الائتلاف، بعد منتصف اليوم الثلاثاء، داخل مقره الرسمي في ولاية إسطنبول التركية، وذلك بعد تأجيلها مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي تصريح خاص لـ”بوليتكال كيز | Political keys”، أكدت مصادر من داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض أن “الانتخابات الداخلية التي سيعقدها الائتلاف اليوم محسومة لصالح هادي البحرة رئيسًا وعبد المجيد بركات أمينًا عامًا”.
ويشغل البحرة حاليا منصب رئيس وفد المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، بينما يتولى بركات منصب أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف وهو عضو في اللجنة الدستورية، فيما يعتبر حتى لحظة إجراء الانتخابات سالم المسلط رئيسا للائتلاف وهيثم رحمة أمينا عاما له.
وانتقد الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب، سياسات الائتلاف الحالية، حيث قال في منشور له على منصة X: “أنعي إلى جميع السوريين وفاة الائتلاف الذي كان معارضًا، ولا جنازة له فالمرتد عن وطنه تحرم الصلاة عليه”.
وأضاف الخطيب: “هناك تهديد مُشين لإجبار أعضاء الائتلاف على التصويت لقيادة مفروضة عليه،حزب البعث الستاليني لم يستطع إركاع السوريين ولن تستطيع عقلية فتافيته الوصاية عليه بالإجبار اليوم”.
وتابع: “عندما يقول أي شخص إن دولة ما تريدني رئيسًا للائتلاف مثلًا أو أي مؤسسة للمعارضة فذلك يقتضي عمالته لتلك الدولة بالدليل القطعي الذي أقامه على نفسه ووجوب كفه عن كل الفعاليات ومقاطعة أي نشاط معه”.
وأشار الخطيب إلى البدائل قائلًا: “لمن يسأل ما البديل، قيادات شابة واعية موجودة في الداخل حصرًا وتشكل مجلس قيادة تقود الوضع ومجلس شورى، وتختار من تشاء من الخارج والداخل مكلفين ومستشارين وداعمين لها”.
ونشر الخطيب على حسابه ضمن سلسلة منشورات رسالة كتبها الرئيس السابق لهيئة التفاوض السورية نصر الحريري، تكشف حجم الخلافات بين الأعضاء، وتدخل رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى في فرض موعد الانتخابات، واختيار الشخصية التي ستتولى رئاسة الائتلاف.
وانتقد الحريري ما أسماه “تدخل تركيا في شؤون الائتلاف الداخلية، وفرض رؤيتها على الأعضاء بطريقة غير لائقة”، على حد قوله.
وزعم الحريري أن “أفعال رئيس الحكومة المؤقتة شبيهة بممارسات عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا وابن خالة بشار الأسد، والذي تسبب في الشرارة الأولى للثورة السورية”.
وجاء ذلك ردًّا على كلام لرئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى يقول فيه إنه سيتم انتخاب هادي البحرة رئيسًا جديدًا للائتلاف بالإجبار، في الانتخابات المزمع عقدها اليوم الثلاثاء، بحسب رسالة الحريري.
من جهة أخرى، نفى مجلس القبائل والعشائر السورية “ما ورد على لسان عضو الهيئة العامة نصر الحريري من اتهامات بحق رئيس الحكومة السورية المؤقتة، حول حديث غير لائق تفوه به بخصوص موعد عقد اجتماع الهيئة العامة”.
وطالب مجلس القبائل والعشائر “بفتح تحقيق علني وشفاف حول هذا الأمر، ومحاسبة المسؤول عن نشر تلك الشائعة، وفق ما ينص عليه البند الرابع من المادة 16 من النظام الأساسي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
وكتبت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري، ربا حبوش، في رسالة للائتلاف، إن “الفئة المتحكمة بالائتلاف يجمعون كل الرئاسات والسلطات والمناصب في الأجسام السياسية الرسمية، يعني مبادئ فصل السلطات وتحديد الصلاحيات لا قيمة لها عندهم وهي مجرد سفسطة يصدعون رؤوس الأخرين بها”.
وأضافت حبوش: “كنت أتمنى أن يتوقف الموضوع عند التفويض، بل أصبح الأمر تهديدات وكتابة تقارير كيدية لا صحة لها بهدف تصفية سياسية لمن يخالفونهم بالرأي ويعارضون ممارساتهم، وبصراحة لا أستغرب يومًا ما أن نشهد البعض يورث موقعه لابنه”.
وزعمت حبوش أنها تلقت “تهديدًا بالسجن من أحد الرؤساء في الائتلاف الذي هو في موقعه على ما يبدو للأبد إذا انتقدته أو حسب تعبيره إذا جبت سيرته”، حسب تعبيرها.
وتواصلت “بوليتكال كيز | Political keys”مع حبوش للتأكد من صحة الرسالة التي تم تداولها وحصلت “بوليتكال كيز | Political keys” على نسخة منها.
وأكدت حبوش صحة ما ورد في الرسالة التي جرى تداولها، مشيرة بأنها قامت بإرسالها للهيئة العامة للائتلاف.
كما تواصلت “بوليتكال كيز | Political كيز مع رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، للتعليق على ما تم تداوله حول الخلافات الحاصلة داخل الائتلاف الوطني السوري.
وأكد جاموس خلال حديثه مع “بوليتكال كيز | Political” أنه يشغل حاليًا منصب رئيس هيئة التفاوض وليس له أي منصب رسمي في الائتلاف، مشيرًا إلى أنه ليس مرشحًا للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها اليوم.
وأشار جاموس إلى أن “أي انتخابات من الطبيعي أن يكون فيها منافسة بين المرشحين”.
