المفتاح الاستخباراتي

رئيس الوزراء الصومالي الجديد يسعى لترسيخ نفوذه داخل الدولة.

أفادت معلومات خاصة اطّلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” أنه في ظل النظام السياسي الموريتاني الحالي، يظهر المختار ولد أجاي، رئيس الوزراء الجديد، كشخصية بارزة تسعى لترسيخ نفوذها داخل الدولة، فبعد تعيينه في 2 آب/ أغسطس، اتخذ ولد أجاي خطوات محسوبة لتشكيل حكومة تخضع بشكل جزئي لسيطرته، حيث استطاع الحصول على قطاعات إنتاجية مهمة ووزارة الشباب التي تعتبر أولوية للرئاسة.

ولد أجاي، الذي بدأ مسيرته السياسية خلال حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز (2008-2019)، استثمر سنواته في بناء شبكة علاقات قوية داخل الحكومة، وشغل مناصب هامة مثل مدير عام مصلحة الضرائب ووزير الاقتصاد والمالية، مما مكّنه من توسيع نفوذه في القطاعات الاقتصادية.

في رئاسة محمد ولد الغزواني (منذ 2019)، تولى ولد أجاي إدارة الشركة الوطنية للصناعة والتعدين (SNIM)، مما عزز من قوته السياسية خارج إطار الاقتصاد، وقاد حملة الانتخابات البرلمانية والرئاسية لحزب الإنصاف، الذي يترأسه حاليًا، وهو الحزب الذي يضم بين أعضائه كبار موظفي الخدمة المدنية في نواكشوط.

رغم نفوذه الواسع، يظل ولد أجاي خاضعًا لتوجيهات الرئيس الغزواني الذي احتفظ بالوزارات السيادية مثل الدفاع والعدل والداخلية تحت إدارته المباشرة، ويبرز توازن السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء بوضوح في توزيع الحقائب الوزارية، حيث يتولى ولد أجاي المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية، في حين يتعامل الرئيس مع القضايا الأمنية والعلاقات التقليدية.

ولتعزيز نظامه، عيّن ولد أجاي شخصيات مقربة منه في مناصب وزارية مهمة، بما في ذلك وزارة الاقتصاد والمالية ووزارة الشباب والرياضة، كما استطاع السيطرة على القطاعات الإنتاجية الحيوية مثل الطاقة والصناعة والتعدين.

في المقابل، يعتمد الغزواني على دائرة داخلية من المسؤولين المخلصين، الذين يقدمون تقاريرهم إليه مباشرة دون تدخل رئيس الوزراء، وهذا التمييز الواضح في المسؤوليات يمثل سابقة في تاريخ موريتانيا، حيث يتحكم الرئيس عادة في جميع جوانب الحكم.

في هذا السياق، يتعين على ولد أجاي والغزواني العمل معًا لضمان استقرار الحكومة، فرئيس الوزراء، رغم قوته، لا يتمتع دائمًا بعلاقات سلسة مع الدائرة الداخلية للرئيس، ولكنه يبقى أداة فعالة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. من ناحية أخرى، يحتفظ الغزواني بالسيطرة على الأمن والاستخبارات، لضمان استقرار الدولة وعلاقاتها مع الدول المجاورة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى