خاص | للحديث عن فرص النجاح والفشل للكونفدرالية الأفريقية… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًا مع الدكتور محفوظ أغ عدنان رئيس منتدى أزواد السياسي في مالي
أجرت ”بوليتكال كيز | Political Keys” حوارًا خاصًا مع الدكتور محفوظ أغ عدنان رئيس منتدي ازواد السياسي في مالي وذلك للحديث عن فرص نجاح والفشل للكونفدرالية الأفريقية
برأيكم دكتور محفوظ ماهي فرص نجاح والفشل للكونفدرالية الأفريقية بعد الإعلان عنه في نيامي العاصمة النيجرية؟
فقال الدكتور: “نحن مبدئيًا نحن لا نعترف أساسًا بهذه الكونفيدرالية، لأنها تفقد أدنى أسس الشرعية، ونقول إن فشلها أقرب من نجاحها لأسباب كثيرة منها: أن الدول الثلاثة مالي وبوركينا والنيجر، دول قارية لا تطل على البحر وكانت تجارتها الخارجية تعتمد كليا على موانئ كل من ساحل العاج وغينيا كوناكري والسنغال، إضافًة إلى دول أخرى مثل موريتانيا وتوغة وبنين إلخ”.
“وحكومات الدول الثلاثة بدأت تخلق مشاكل بينها وبين دول المجموعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا، وبالتالي كما رأينا منذ أسبوع إما تستجيب لمطالب المجموعة أو تطبق عليها الأخيرة حصارًا، وبحصارها ستنهار في أقل من ثلاث سنوات، أضف إلى ذلك المشاكل التي افتعلتها مع الجزائر بشكل أساسي وأيضًا مع موريتانيا”.
وتابع الدكتور و”مشاكلها مع المجتمع الدولي، مثل دول الاتحاد الأوروبي والأفريقي والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الأسرة الدولية” و “اعتماد حكومات الدول الثلاث على روسيا بشكل كبير في اقتصادها خطأ فادح سيجعلها تنهار اقتصاديًا بلا شك”.
“ونحن رأينا في التاريخ كيف أن ألمانيا لم تقاوم كثيرا مع كون الطائرات الروسية تأتيها بالأغذية لكن هذا لم يمكنها من الاستمرار طويلاً وهذا سيحصل لدول ما يعرف بتحال الساحل، و خروج الدول الثلاثة من المنومة الإقليمية سيفقدها الكثير من المشاريع التنموية الممولة من قبل تلك المنظمة”.
وعن رأيه بمدى تأثير اتحاد الكونفدرالية الأفريقية لدول الجوار؟
قال الدكتور: “إن دول الجوار ستتأثر هي كذلك بكل تأكيد، لكن بدرجة أقل، لأنها ستفقد تجارتها المتجهة إلى تلك الدول ما بين الإيرادات و الإصدار تجارة تقدر بمليارات فرنك سيفا، ولكن الدول الثلاثة ستضرر أكثر لأنها تعتمد أساسًا على هذه الدول، ولا يمكن للماليين العيش بدون ساحل العاج وأيضًا النيجر بدون نيجيريا وتوغو وبنين، ونفس الشيء غانا وساحل العاج بالنسبة لبوركينا فاسو”.
وعن رأيه عن المجالس العسكرية في البلدان الأفريقية، هل هي قادرة على سن التشريعات السياسية في بلدنهم؟
تابع الدكتور بأن “فاقد الشيء لا يعطيه، وكل القوانين التي يقومون بها غير شرعية على الإطلاق، وكيف يجوز للانقلابيين سن التشريعات؟ لكنهم يسنونها ولكنها غير شرعية، ورأينا الدستور الجديد في مالي قام بالاستفتاء عليه أقل من 13% من الشعب المالي، فهل هذا الدستور شرعي؟ بطبيعة الحال لا، ولكنهم سيحاولون قدر استطاعتهم إلا أن الشعوب قريبًا ستثور عليهم”.
برأيكم دكتور، هل مالي قادرة، في رئاستها للسنة الأولى من الكونفدرالية الأفريقية، على التغلب على الأوضاع الأمنية والاجتماعية الداخلية في ظل وجود تحركات عسكرية في عدد من الأقاليم داخل مالي؟
تابع الدكتور قائلاً، “هناك مثل أفريقي يقول (من عجز عن أبنائه فدعا أحفاده)،وشعوب هذه الدول 90% ضد هذه الأنظمة الديكتاتورية السلطوية ولكنها مغلوبة على أمرها، مالي قامت بحظر الأحزاب السياسية قبل أن ترفع الحظر منذ أسبوع تقريبًا، وعندها مشكلة أمنية واسعة النطاق، والجماعات الإرهابية قامت بمهاجمة قاعدة كاتي القريبة من القصر الرئاسي”.
“وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الوسط وداعش في المثلث الحدودي بين مالي – النيجر – بوركينا، أضف إلى هذا، الصراع الأزوادي المالي، الصراع التقليدي بين الحركات الأزوادية والحكومة، ولا يمكن لحكومة غويتا أن تصمد سنة، والحركات الأزوادية المنضوية في الإطار الاستراتيجي الدائم بدأت بالفعل المرحلة الثانية في حربها ضد نظام غويتا وأنا متأكد أن غويتا سيسقط قبل إتمام السنة وستسقط كل من النيجر وبوركينا بعده”.
“وهذه الرئاسة رمزية بالنسبة لغويتا لكي يستمر في الكذب على الماليين، ولم تتمكن ولا واحدة من حكومات الانقلابيين من خفض مشكلتها الأمنية لا النيجر ولا مالي ولا بوركينا مع أن شعارها هو استتباب الأمن، والمسألة الأمنية تدهورت بشكل غير مسبوق في كل من الدول الثلاث بعد استيلاء هؤلاء الانقلابيين على السلطة، ما يدل على فشلهم”.
“وفيما يخص مالي، أنا أؤكد أن الحركات الأزوادية ستسقط نظام غويتا قريبًا، ورأينا انتصار الأزواديين على الجيش المالي وفاغنر في تينظواتن، فقد قُتل أكثر من خمسين من عناصر فاغنر وتم أسر آخرين، وهذا كله بدايات سقوط نظام غويتا، حتى في بماكو لا يوجد كهرباء ولا مواد غذائية”.
وعن فكرة الكونفدرالية الأفريقية وأنها ليست جديدة في القارة الأفريقية، وثلاثة نماذج سرعان ما انهارت، برأيكم، هل لديها الدعم الكامل خاصًة من دول إيكواس أو المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا؟ وهل هذا نموذج سيصمد؟
قال الدكتور: “نعم، كل المحاولات فشلت، مالي نفسها وبوركينا وغينيا قامت بالمحاولة لكن دومبيا تراجع، كانت هناك محاولات أيضًا من قبل كل من مالي وغانا وغينيا كوناكري وبوركينا في الستينات (أيام كوامي نكروما وموديبو كيتا وسيكو توري) لكنها لم تصمد، كل دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا ضد فكرة هذه الكونفدرالية لأنها لو نجحت ستقلل من دور بعض الدول الإقليمية مثل نيجيريا وغانا وساحل العاج”.
وعن موقف أزواد من ناحية الدعم الروسي لدول الكونفدرالية مالي والنيجر وبوركينافاسو؟ وهل لديكم في مالي حق الرد تجاه أي تطورات سياسية أو اقتصادية؟
بيّن الدكتور قائلًا “نحن كشعب أزواد نستنكر ما تقوم به بعض الدول من دعم حكومات انقلابية وغير شرعية تقوم بإبادة جماعية ضد بعض مكونات شعوبها، ففي مالي، على سبيل المثال، تقوم حكومة غويتا غير الشرعية بارتكاب مجازر ضد العرب والسونغاي والفولان والطوارق، وبخصوص روسيا، ليست لدي معلومات مؤكدة عن دعمها لحكومة غويتا، ولكن يمكنني تأكيد وجود آلاف من مرتزقة فاغنر الروسية في مالي، والذين يقومون بقتل وإبادة جماعية ضد الأزواديين وسكان الوسط، وخاصة الفولان”.
“والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أصبحت فاغنر جزءًا من الفيلق الأفريقي؟ الماليون يدعون أن حكومتهم تتعامل مع الجنود الروس، ولكن ما نراه على أرض الواقع هو أن فاغنر هي التي تعمل على الأرض، ولديهم قنوات تواصل على تيلغرام، وإذا كانت الحكومة الروسية تدعم فعلاً هذه الأفعال، فإنها تتحمل مسؤولية كبيرة، المهم، نحن نعرف أن فاغنر تقتل شعبنا وتنتهك حقوقنا، وندعو الحكومة الروسية لتحمل مسؤوليتها تجاه ما يقوم به عناصر فاغنر في أزواد”.
برأيكم، هل الاتحاد الأفريقي وعدد من الهيئات السياسية يستطيعون فرض الحل الأنسب لمنع قيام هذه المجموعة أم أننا سنشهد تطورات أخرى؟
“يمكن للاتحاد الأفريقي بالتعاون مع المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا منع أو على الأقل الضغط على حكومات مالي والنيجر وبوركينا ضد مشروع الكونفيدرالية، هذا ممكن إذا اتفق رؤساء دول الاتحاد الأفريقي وقاموا بنفس الخطوات التي تقوم بها سيدياو، مثل وقف التجارة مع دول التحالف ووقف كل المشاريع الممولة من قبل الاتحاد الأفريقي، وعلى سبيل المثال، رأينا مبادرة المغرب الأطلسية لهذه الدول، ويجب التوقف عن مثل هذه المبادرات، يجب أن تلعب الأمم المتحدة أيضًا دورًا في هذا الأمر”.
برأيكم، هل تؤثر الكونفيدرالية الأفريقية على اتفاق الجزائر بين أزواد والحكومة المالية؟
“بدأت الكونفيدرالية وقبلها تحالف الساحل (الأمني) بعد إنهاء اتفاقية الجزائر فعليًا منذ منتصف العام الماضي، عندما قررت الطغمة العسكرية الحاكمة في باماكو الهجوم على الأزواديين، ثم التخلي عنها رسميًا في خطاب غويتا بمناسبة العام الجديد، وبالتالي، اتفاقية الجزائر وكونفيدرالية دول الساحل هما حدثان مختلفان لكل منهما تاريخه ووقته، والهدف من كل هذا هو البقاء في السلطة”.
دكتور محفوظ أغ، هل تحمل الكونفيدرالية عناوين سياسية واقتصادية، وهل يمكن لها لاحقًا التأثير على المشروع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي؟
أشار الدكتور “أنه في الأصل، بدأت قصة الكونفيدرالية بما عرف بـ”ميثاق ليبتاكو غورما” الذي بموجبه تم إنشاء “تحالف دول الساحل” بهدف إنشاء هيكلية للدفاع المشترك، التي تلزم الدول الأعضاء بمساعدة بعضها البعض، خاصة في الجانب العسكري، في حالة حدوث هجوم على إحدى الدول، بما في ذلك استخدام القوات المسلحة”.
“والهدف الأساسي هو محاربة الثورات في مالي والنيجر، لا سيما الثورة الأزوادية، وقد حدث ذلك بالفعل، حيث شاركت قوات من النيجر وبوركينا فاسو في الحرب على كيدال، وأكد رؤساء تلك الدول عند إنشاء ما يسمى بكونفيدرالية دول الساحل، وأيضًا عند تهديد إيكواس بالتدخل العسكري بعد انقلاب النيجر في 26 تموز/ يوليو 2023، إذن، الهدف من الكونفيدرالية هو تقوية الدفاع المشترك وبالتالي هو مشروع عسكري بالدرجة الأولى”.