الحرس القديم للبشير يقف في صف “حميدتي” رغم ادعائه محاربتهم
منذ بداية الحرب الأخيرة في السودان في نيسان/ أبريل 2023، تركزت الأنظار على محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع. ورغم ادعاءاته بمحاربة الجيش النظامي لتحرير السودان من أنصار الرئيس السابق عمر البشير، نجد أن العديد من أعضاء الحرس القديم للبشير قد انضموا إلى صفوفه.
أُنشئت قوات الدعم السريع في عام 2013 بواسطة آلة استخبارات البشير كقوة موازية للقوات المسلحة السودانية، وكانت هذه القوات تضم العديد من عناصر الجنجويد المتورطة في حروب دارفور، وفي عام 2017، تم منح هذه القوات استقلالية مالية من خلال قانون جديد، إلا أن هذا التقسيم في السلطة أدى إلى تحالف هش بين القوات شبه العسكرية والجيش النظامي الذي أطاح بالبشير في 2019، وظهرت هشاشة هذا التحالف بشكل أوضح في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية الحالية.
الشخصيات الرئيسية من الحرس القديم
على الرغم من أن الجيش النظامي يضم العديد من أنصار البشير، فإن العديد من أعضاء الحرس القديم انضموا إلى صفوف حميدتي، منهم يوسف عزت المهري، مستشار سياسي بارز لحميدتي، وهو العضو الوحيد المنشق عن الحزب الشيوعي السوداني في حاشيته، وكذلك شقيقه محمد عزت، الذي كان لاعبًا مهمًا في عهد البشير، أصبح مستشارًا لحميدتي.
دور المجتمع
يلعب النسب والانتماء المجتمعي دورًا حاسمًا في انضمام الأفراد إلى قوات الدعم السريع، فالأخوان عزت ينتميان إلى نفس مجتمع الرزيقات مثل حميدتي، كما أن هناك أفراد آخرين من مجتمعات عربية قريبة من حميدتي مثل عبد المنعم الربيعي، عضو سابق في حزب المؤتمر الوطني وزعيم شباب الحركة الإسلامية السودانية، والفاتح قرشي، زعيم شبابي إسلامي سابق في عهد البشير.
كما ينطبق الأمر على أحمد حسبو محمد عبد الرحمن، الذي شغل منصب نائب رئيس السودان في عهد البشير، وعلي داخرو، الشخصية السودانية المؤثرة، اللذان كانا جزءًا من كتائب قوات الدفاع الشعبي التي كانت تدعم النظام البشيري. واليوم، يشغل عبد الرحمن منصبًا في العلاقات العامة لقوات الدعم السريع، بينما أصبح داخرو قائدًا للميليشيات في الخرطوم.
الانضمامات الجديدة والتحالفات
حميدتي جذب أيضًا كبار ضباط القوات المسلحة السودانية وجنرالات الكيزان المتقاعدين مثل النور حامد مرشد ومهدي كبة، اللذين ينتميان إلى قبيلة الحوزما، مما أسهم في تقوية صفوفه لكن أيضًا في تشتيت سيطرته.
في حين انضم العديد من “الكيزان” إلى حميدتي لأسباب شخصية ولمقاومة اتفاقية جوبا للسلام، مما أثار توترات إقليمية وزعزعة في الوضع الأمني، وتورطت هذه التحالفات في أعمال عنف وصراعات قبلية في مناطق مختلفة من السودان.
رغم أن حميدتي نجح في جذب تعدد التحالفات إلى صفوفه، إلا أن ذلك أدى أيضًا إلى تفتيت وحدته الداخلية وتعقيد السيطرة على قوات الدعم السريع، فيما يترقب السودانيون والمجتمع الدولي تطورات هذه الديناميكيات وتأثيرها على السلام والاستقرار في البلاد.