عقب اندلاع الاحتجاجات ومقتل متظاهرين… نائب الرئيس الكيني يلقي باللوم على رئيس المخابرات
شهدت كينيا احتجاجات مميتة هذا الأسبوع بسبب مشروع قانون زيادة الضرائب “سيء السمعة”، في خضم هذه الفوضى، ألقى نائب الرئيس ريغاتي غاتشاجوا باللوم على رئيس وكالة التجسس، نور الدين حاجي، متهمًا إياه بالإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى الاحتجاجات وخسارة الأرواح.
في خطابه المتلفز من مومباسا، اتهم غاتشاجوا المدير العام لجهاز المخابرات الوطني، حاجي، بالفشل في تقديم المشورة الكافية للرئيس بشأن مشروع قانون المالية 2024 الذي أدى إلى الفوضى الواسعة النطاق وفقدان الأرواح في نيروبي وغيرها من المدن الكبرى.
ودعا غاتشاجوا حاجي إلى الاستقالة، قائلاً: “يجب أن يتحمل المسؤولية عن فشل الأمة الكينية بعدم القيام بوظيفته وتقديم المشورة بشكل صحيح… يجب أن يفعل الشيء المشرف ويستقيل من هذا المنصب”.
كما شهدت الأحداث تزايد التوترات بين غاتشاجوا والرئيس روتو، حيث غاب نائب الرئيس عن الأحداث الحاسمة في قصر الرئاسة، مما زاد من التكهنات حول تزايد الخلافات بينهما. وقد وصف غاتشاجوا حاجي بأنه غير كفء ومليء بعقدة النقص، واتهمه بمحاولة تحويل اللوم عن الفوضى من خلال تجميع فريق لصياغة الأكاذيب والدعاية.
أثارت تصريحات غاتشاجوا ردود فعل متباينة من السياسيين، فقد وصف حاكم مومباسا السابق حسن جوهو تصريحات نائب الرئيس بأنها مزعجة، مشيرًا إلى أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي وتعتبر أساسًا قانونيًا لعزل غاتشاجوا.
كما انتقد الخبير الأمني دومينيك وابالا غاتشاجوا لمعالجته مسائل الاستخبارات علنًا، واصفًا تصرفه بأنه خرق أمني خطير. بالمقابل، أيد جون كارانجا، الناشط السياسي من حزب التحالف الديمقراطي الحاكم، تصريحات غاتشاجوا، معتبرًا أن هناك بعض الحقيقة في اتهاماته.
ورأى محللون، أن خطاب غاتشاجوا يظهر بوضوح خلافه مع الرئيس روتو، محذرًا من أن هذا الخلاف سيؤدي إلى استقطاب كينيا سياسيًا قبل انتخابات عام 2027. كما يؤكد أن الخلاف المستمر بين الزعيمين يجعل الكينيين يعتقدون أن منصب نائب الرئيس أصبح الآن مصدر إزعاج.
يشار إلى أنّ هذه الخلافات تعكس تصاعد التوترات السياسية في كينيا، حيث يتبادل القادة الاتهامات وسط أزمة اقتصادية واحتجاجات شعبية، وهذه التطورات قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد واستقرارها السياسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة.