سياسة

كيف احتفظت تونس بمنصب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي؟

وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تمكن الرئيس التونسي قيس سعيد من إقناع نظيريه الجزائري والليبي، على التوالي، عبد المجيد تبون ومحمد المنفي، بقبول طلب الدبلوماسي التونسي طارق بن سالم لمنصب الأمين العام لاتحاد المغرب العربي خلال القمة الثلاثية التي انعقدت في تونس يوم 22 نيسان/ أبريل، وقدم سعيد ترشيحه رسميًا في اليوم التالي.

وللمنظمة الإقليمية التي تأسست قبل 35 عاما أمين عام خامس، وفي الأول من حزيران/ يونيو، تولى طارق بن سالم، سفير تونس السابق لدى موسكو، مهامه خلفًا للطيب البكوش، الذي شغل هذا المنصب لمدة ثماني سنوات تقريبًا.

وتوترت العلاقات بين تونس والرباط منذ استضاف سعيد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إبراهيم غالي في مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية الإفريقية في عام 2022، وبعد فترة وجيزة من المؤتمر، استدعى البلدان سفيريهما، ولم يستدع أي منهما منذ ذلك الحين.

ونظرًا لمخاوفهم من معارضة المغرب لترشحه، شكك الدبلوماسيون التونسيون في فرص بن سالم عندما تسرب اسمه في أيار/ مايو، لكن المغاربة لم يوافقوا على المرشح التونسي فحسب، بل سارعوا أيضًا إلى الرد بشكل غير عادي، بحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”.

وتستغرق الرباط عادة أسابيع للرد على مقترحات تونس بشأن المنصب، ومنذ تأسيس اتحاد المغرب العربي في عام 1989، وافقت الدول الأعضاء الخمس على قاعدة غير مكتوبة تقضي بأن يكون جميع الأمناء العامين تونسيين، وتولى بن سالم مهامه في 1 حزيران/ يونيو، وهذه هي المرة الأولى التي يتولى فيها دبلوماسي وليس سياسي هذا الدور.

وتدرك الرباط أن الجزائر يمكنها الاستمرار في الضغط من أجل إنشاء اتحاد المغرب العربي المكون من ثلاثة أعضاء والذي يستبعد المغرب وموريتانيا، وترغب في الحفاظ على النظام الحالي في مكانه، حتى لو كان يفتقر إلى بعض الديناميكية السابقة.

ويقع المقر الرئيسي للمنظمة في المغرب، الذي يدفع تكاليف المكاتب بالإضافة إلى مقر إقامة الأمين العام، وفي عام 2023، اتهم سلف بن سالم، الطيب البكوش، الجزائر بالسماح للدول الأعضاء الأخرى بدفع رواتب الموظفين الجزائريين في اتحاد المغرب العربي، الذي توقفت الجزائر عن دفع مساهماتها فيه، وبقبولها مرشح تونس الجديد، تحافظ الرباط على قناة مفتوحة مع تونس، التي لم تنقطع العلاقات معها بشكل كامل.

وكان البكوش الذي تولى هذا المنصب منذ 1 آب/ أغسطس 2016، قد طلب تعيين خلف له عدة مرات، حتى أنه هدد بالاستقالة، لكن المغرب وتونس طلبتا منه البقاء، وكان من الممكن بسهولة أن يستمر البكوش في شغل المنصب لبعض الوقت، لولا أن موريتانيا بدأت تعرب عن اهتمامها باقتراح أحد مستشاري الرئيس محمد ولد الغزواني كمنافس لها في نهاية ولايته الثانية في عام 2021

ولرغبته في إبقاء المنصب حرا بالنسبة لمرشح تونسي، سارع سعيد إلى ترشيح وزير خارجيته آنذاك، عثمان الجرندي، وقد رفض المغرب هذا الاقتراح، وهكذا مع بن سالم، تمكنت تونس من الحفاظ على المقعد.

انطلقت مسيرة بن سالم الدبلوماسية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما كان حزب النهضة ثم حزب نداء تونس في السلطة، وكان دوره الأول كسفير في مالي والنيجر وبوركينا فاسو في عام 2011 قبل أن يصبح رئيسًا للتعاون التونسي مع أوروبا والاتحاد الأوروبي في عام 2015، يليه تعيينه كمستشار دبلوماسي لرئيس الوزراء في عام 2016، وترك هذا المنصب في عام 2019، ليترأس السفارة التونسية في روسيا حيث يقيم حتى الآن.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى