صانع الوزراء ومنهي مسيرتهم… من هو خالد يحيى رئيس الأمن في تونس؟
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن خالد يحيى الذي تم تعيينه مديرًا عامًا للأمن لدى رئيس الدولة بعد أيام من تولي قيس سعيد السلطة في عام 2019، يتمتع بثقة غير مسبوقة من الرئيس، وتجاوزت صلاحياته الآن مهامه الرسمية بكثير.
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن خالد يحيى، المسؤول عن أمن رئيس الدولة وكبار المسؤولين الآخرين، يواصل تعزيز نفوذه في قصر قرطاج، وقد تم ترقيته إلى رتبة جنرال في عام 2021 بناءً على طلب من قيس سعيد، ويشكل هو وضباط آخرون يتمتعون بثقة الرئيس عصبة مقربة، ومن هذا المنصب المميز، شجع يحيى الرئيس على إقالة وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي ووزير الداخلية كمال الفقي في 25 أيار/ مايو.
وكانت هذه الخطوة مفاجئة، حيث كان يُعتبر الرجلان قريبين من سعيد ورافقاه خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2019، بقراره الانفصال عنهما بعد عودته من جنازة الرئيس إبراهيم رئيسي في إيران، زاد الفجوة بينه وبين الدوائر اليسارية التي كان يتحرك فيها قبل أن يصبح رئيسًا.
ولم يتم تقديم سبب رسمي لهذا القرار، لكن عدة عوامل مختلفة اجتمعت لجعل موقف الوزيرين غير مستقر بشكل متزايد، عارض الفقي الاعتقال العنيف للمحامية سونيا الدهماني في “دار المحامي” بتونس في 11 أيار/ مايو، وتم تنفيذ الاعتقال من قبل فريق يرتدي أقنعة ودون شارات، والذي أُرسل بناءً على أوامر من يحيى بالتعاون مع مكرم الجلاصي، مستشار وزير العدل، ورئيس الشرطة القضائية حكيم الحمامي.
استُدعي الفقي إلى فرقة التحقيق في الجرائم المالية المعقدة للحرس الوطني في العوينة، وسيتعين عليه العودة هناك في 13 حزيران/ يونيو للاستجواب الرسمي، ولم يتسرب الكثير عن أسباب التحقيق، لكن يُفهم أن واحدًا أو أكثر من أعضاء فريق الوزير السابق يُشتبه في استفادتهم من مزايا غير مستحقة، بحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”.
أما بالنسبة للزاهي، فقد حافظ على الروابط بين الرئاسة واليسار، لكنه فشل في حشد الدعم الكافي للمظاهرة التي نظمت في 19 أيار/ مايو لدعم السلطات، حيث حضرها بضع مئات من الأشخاص فقط، وسيتمكن الوزيران، اللذان تربطهما صداقة خارج الحكومة، من مناقشة سقوطهما المفاجئ من الحظوة خلال اجتماعاتهما المنتظمة في مزرعة الزاهي في المرناقية أو في منزل الفقي في برج العامري، على بعد بضعة كيلومترات فقط.
قد يعود حادث الطريق الذي تورط فيه الوزير السابق للشؤون الاجتماعية في كانون الثاني/ يناير إلى الواجهة خلال الأسابيع القادمة، حيث توفي شخص في الحادث وتم اعتقال سائقه.
وتسببت إقالتهما في تعزيز موقف خالد يحيى في قرطاج، وفي أيار/ مايو 2023، كان وراء إقالة المدير العام للحرس الوطني فاضل قزقز بعد هجوم قرب الكنيس في جربة، وبالمثل، كان يحيى هو من اختار مع جنرالات آخرين نشطين في قرطاج، حسام الغربي، الرئيس السابق لوحدة الحرس الوطني الخاصة، ليكون خليفته.
كان يحيى وراء رحيل وزير النقل ربيع المجيدي من الحكومة بعد أن لفت انتباه الرئيس إلى عدد من الإخفاقات المزعومة للمجيدي، وبدأت مشاكل الوزير في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما زار الرئيس مستودع شركة النقل بتونس (Transtu) في باب سعدون، وبعد أن شاهد عدة حافلات مهملة هناك، علق سعيد بلهجة لاذعة أن الشركة يجب أن تُسمى “شركة اغتيال النقل”.
وتم حسم مصير المجيدي في آذار/ مارس بعد زيارة الرئيس إلى مستودع للسكك الحديدية في جبل الجلود، والتي أُلهِمَت أيضًا من قبل يحيى، تم إقالة الوزير في نفس اليوم، وراء الكواليس، لعب يحيى دورًا مشابهًا في إقالة ناجية الجوادي، المديرة العامة لديوان الجمارك التونسية، في شباط/ فبراير، بعد أن دعم تعيينها في أواخر عام 2021.