سياسة

أمريكا تقود مبادرات “إصلاح الدفاع” في الدول الراغبة في التحرر من نفوذ موسكو

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن الولايات المتحدة الأمريكية ترسل مستشارين إلى وزارات الدفاع في أوكرانيا، مولدوفا، أرمينيا، ودول البلقان بناءً على طلب هذه الوزارات، بهدف جعلها أكثر توافقًا مع القوات الأمريكية وإبعادها عن النموذج الروسي.

ومن المتوقع وصول مستشار إلى وزارة الدفاع الأوكرانية قريبًا بشكل غير معلن، حيث تملك الوزارة بالفعل عددًا من المساهمين الخارجيين، خاصة من وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA)، وسيكلف المستشار الجديد بتسريع الإصلاحات الجارية ومساعدة وزير الدفاع رستم أميروف في تحسين عمليات صنع القرار الداخلي، خاصة في مجال شراء الأسلحة، في ظل مكافحة الفساد المستمر، والهدف هو جعل الوزارة أكثر توافقًا مع شركاء الناتو، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

وكييف ليست الوحيدة التي تتلقى مثل هؤلاء المستشارين مؤخرًا، وزارة الدفاع المولدوفية، التي طلبت المساعدة من الدول الغربية في مواجهة العدوان الهجين الروسي، تلقت دعمًا من مستشار متخصص في إصلاح الدفاع السيبراني. الرئيسة مايا ساندو ملتزمة بشدة بربط البلاد بالناتو، وسيعمل المستشارون الأمريكيون مع وزارة الدفاع المولدوفية، ووحدة الأمن السيبراني، والجهات الحكومية الأخرى لتعزيز قدرات الدفاع السيبراني للبلاد، وفي مجالات أخرى إذا لزم الأمر.

إطار عمل سري

في كلتا الحالتين، تدير شركة “Sincerus Global Services” هذا العقد مع وزارة الخارجية، وتأسست الشركة على يد مقاولين سابقين من شركتي “Engility” و”SAIC”، وهي المستفيد الرئيسي من برنامج إصلاح الدفاع العالمي (GDRP) التابع لوزارة الخارجية، والذي يعمل بالتعاون الوثيق مع البنتاغون والمجتمع الاستخباراتي، و يهدف البرنامج إلى مساعدة الدول التي ترغب في التوافق مع واشنطن من حيث التنظيم العسكري وعملية صنع القرار المتعلقة بقضايا الدفاع، خاصة الشراء.

ويتم اختيار المستشارين من خلفيات مشابهة، معظمهم من المسؤولين السابقين في البنتاغون ووزارة الخارجية، ويتم اختيار الخبراء السياسيين والتقنيين مع التركيز على قضايا الدفاع، و هؤلاء المستشارون على اتصال وثيق بصانعي القرار العسكريين في كل بلد، مما يمنح الولايات المتحدة ميزة في منح عقود شراء الأسلحة في هذه الوزارات، التي تم تعديلها لتتوافق مع واشنطن، ويتم تقديم البرنامج كمسألة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي لتوجيه هذه الدول بما يتماشى مع السياسة الخارجية الأمريكية.

تكلفة متواضعة

والتكلفة بالنسبة لواشنطن متواضعة نسبيًا، في ميزانية وزارة الخارجية لعام 2023، خطط الكونجرس لتخصيص 18 مليون دولار لهذا البرنامج، الذي يمول أيضًا العديد من المستشارين في وزارات الدفاع في دول المحيط الهادئ الهندية التي تعارض الصين.

بعثات في البلقان

وقبل العمل مباشرة مع جيران روسيا، نفذت شركة “Sincerus” عقود GDRP في بلدان أخرى مضطربة في منطقة البلقان، وأكملت الشركة مؤخرًا إصلاحًا تنظيميًا للقوات المسلحة الألبانية، وطرحت نموذجًا جديدًا للجيش ضمن بيئة ميزانية محلية محدودة.

وقد عينت الشركة مستشارًا يركز على الدفاع الإلكتروني مع رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، ومجلس الأمن القومي التابع له، ولديها مستشارون في مقدونيا الشمالية وبلغاريا أيضًا، وتعمل الشركة أيضًا نيابةً عن وزارة الخارجية في البلدان المتاخمة لصربيا، التي تستجيب لنداءات الكرملين وبكين.

إن شركة “Sincerus” ليست الوحيدة التي تدير برامج الدعم لوزارات الدفاع في المنطقة، و أرمينيا، على سبيل المثال، تنشر مستشارين لإصلاح الهياكل الدفاعية في يريفان بما يتماشى مع معايير

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى