“ديمتري سيتي” يعزز نفوذه في جمهورية إفريقيا الوسطى بعد وفاة مؤسس “فاغنر” الروسية
تولى ديميتري سيتي، البالغ من العمر 35 عامًا، دورًا قياديًا في جمهورية إفريقيا الوسطى كزعيم للأنشطة المدنية لمنظمة فاغنر شبه العسكرية الروسية، بعد مقتل الزعيم السابق يفغيني بريجوزين. ووفقًا لمعلومات حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فقد وسع سيتي نفوذه ليشمل مجالات الأعمال والأمن.
يعمل سيتي كمدير للمركز الثقافي الروسي رسميًا، ولكنه أيضًا القائد الفعلي للفرع المدني لمنظمة فاغنر في إفريقيا الوسطى، ويظهر سيتي بمظهر عسكري رغم أن مظهره يوحي بأنه طالب، وقد ظهر مؤخرًا مرتديًا زيًا عسكريًا خلال افتتاح قاعدة عسكرية جديدة في أوبو في نيسان/ أبريل، وهي منطقة استراتيجية هامة.
تقع أوبو في موقع استراتيجي بين جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وقريبة من أوغندا والسودان، وكان الموقع سابقًا قاعدة للقوات الأمريكية والأوغندية خلال مطاردتها لجوزيف كوني، أما الآن فيرفرف علم منظمة فاغنر فوق هذه القاعدة التي أُعيد تسميتها “قاعدة أوباما”.
بعد اختفاء نظيره العسكري، فيتالي بيرفيليف، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تولى سيتي مسؤولية الأنشطة العسكرية لفاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى، كما عزز سيتي مكانته خلال ظهوره في أوبو، حيث كان يعمل سابقًا كدبلوماسي ثقافي ومديرًا مشاركًا لإمبراطورية فاغنر التجارية في إفريقيا الوسطى، وقد فرضت عليه عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
شارك سيتي في حفل رسمي في أيار/ مايو حيث ظهر مرة أخرى بالزي العسكري، محاطًا بمقاتلين من جماعة “أ زاندي آني كبي غبي” المسلحة، التي أُعيد دمجها مؤخرًا في صفوف القوات المسلحة لأفريقيا الوسطى بمساعدة مدربين روس، وتبع ذلك توزيع مستلزمات إنسانية على السكان، وهو أمر نادر بالنسبة لفاغنر.
سيتي يعزز سلطته في جمهورية إفريقيا الوسطى تحت غطاء “البيت الروسي”
في نيسان/ أبريل، تولى سيتي مسؤولية 15 قاصرًا فروا من ميليشيا مرتبطة بجيش الرب للمقاومة التابع لجوزيف كوني، كما اهتم مدربون روس بالأطفال في قاعدة بيلوكو الحدودية قبل إعادتهم إلى بانغي.
يستخدم سيتي المركز الثقافي الروسي في بانغي، المعروف باسم “البيت الروسي”، كأداة لتعزيز سلطته، ففي آذار/ مارس، وقع اتفاقية تعاون مع رئيس الوزراء فيليكس مولوا لجذب المستثمرين الروس إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، لتعزيز نفوذه في المجال الاقتصادي.
وصل سيتي إلى جمهورية إفريقيا الوسطى كمترجم فوري في عام 2017، وبدأ ببناء شبكة علاقات على أعلى المستويات في الحكومة، فقد عمل مترجمًا لفاليري زاخاروف، أحد مؤسسي نفوذ فاغنر في البلاد، وأسس نفسه تدريجيًا كخبير استراتيجي، ويتمتع الآن بعلاقات وثيقة مع الرئيس فوستين آركانج تواديرا، رئيس الوزراء الحالي والسابق، وعدد من القادة الأمنيين.
أثبت سيتي قدرته على الاحتفاظ بالاستقلالية عن الكرملين، مما جعله شخصية لا غنى عنها في جمهورية إفريقيا الوسطى بعد وفاة بريجوزين، في حين تحاول وزارة الدفاع الروسية تعزيز نفوذها في مناطق أخرى من إفريقيا، امتنعت حتى الآن عن التدخل المباشر في جمهورية إفريقيا الوسطى، مما سمح لسيتي بالحفاظ على سيطرته.