أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 20 نيسان/ أبريل، حوارًا خاصًّا مع دكتور العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان، طارق المبيّض، للحديث عن آخر التطورات العسكرية والسياسية في لبنان.
وعند سؤاله عن هوية المسلحين الذين ظهروا في تشييع جثامين المقاتلين الذين قضوا في القصف الإسرائيلي في البقاع، قال المبيّض إنهم “يتبعون لقوات الفجر، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، التي تنتمي فكريا إلى مدرسة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا، وهي استكمال لجماعة عباد الرحمن التي ظهرت في بيروت خلال خمسينيات القرن الماضي، والثقل السياسي للجماعة الإسلامية أكبر من العسكري، حيث تعتمد على التحشيد السياسي أكثر”.
وأضاف المبيّض: “نحن سكان الشمال نشهد أن الجماعة الإسلامية لم تكن تعتمد على الحضور العسكري حتى في أحلك الظروف التي مر بها لبنان، وخصوصا من بعد اغتيال الرئيس الحريري أو خلال حرب تموز أو معارك 7 أيار أو الحرب السورية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها برأيي أن الجماعة الإسلامية تعتقد أن أي قوة سنية ستنفرد وتحمل السلاح بكثرة فإن ذلك سيسيء إلى صورة الجماعة ويضعفها سياسيًّا، ولذلك هي تعتمد العمل السياسي بنسبة 99%، ونشاطها العسكري في الجنوب هو فقط نشاط يؤكد أن الساحة السنية في الشمال مع مبدأ المقاومة ومساندة الشعب الفلسطيني”.
وأشار المبيّض إلى أن “الجماعة وأهالي القتيلين أدانوا إطلاق الرصاص خلال مراسم تأبين الشابين”، وأن “ذلك لم يصدر من قوات الفجر وإنما صدر من أفراد مستقلين حائزين على سلاح بسبب انتشار السلاح المتفلت في الشمال دون ضبط، وهذا خطر ويؤدي إلى زيادة المشاكل في البلاد”.
وتابع: “أعتقد أن حزب الله يعرف البيئة الشمالية جيدًا، ولديه تحالف مع أحزاب وهيئات وأشخاص في جميع المناطق السنية، ويشارك في كل شيء وبالتحديد في الانتخابات النيابية، ولذلك هو يعلم حقيقة ما حصل وأنه ليس هناك تنظيم عسكري سني ذو هيكلية مؤسساتية يشكل خطرًا عليه، ومعظم الإدانات الأخرى للظهور المسلح هي في محلها لكن لا يمكن أن توهم أن هناك جسمًا إرهابيًا قد ظهر مثلًا، ومن يُسأل عن هذا الأمر هي الدولة اللبنانية التي يجب أن تكون مسؤولة عن انتشار السلاح الفردي وتفلته في المجتمع الشمالي اللبناني”.
وأعرب المبيّض عن اعتقاده بأن “الظهور المسلح في الشمال اللبناني كان متعلقا بمجموعات ليس لها علاقة بالجماعة الإسلامية، والتكوين المجتمعي عندنا في المنطقة هنا هو تكوين عائلي، حيث كل عائلة يجب أن يكون لديها منعة وقوة، ولذلك يكون لديها شبه التنظيم العسكري يشارك في مناسبات المنطقة، وما حدث أن الشابين اللذين تم تشييعهما كانا من قوات الفجر وفي الوقت عينه هما ابنا إحدى العائلات الموجودة في ببنين، وقوات الفجر أعلنت أنها ستشيعهما وطلبت عدم إطلاق النار لكن بعض أفراد عائلتهما لم يلتزموا بذلك”.
وختم دكتور العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان، طارق المبيّض، حديثه الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “هناك حرصًا من حزب الله على إظهار أن الساحة السنية مع القضية الفلسطينية، من خلال إشراك قوات الفجر وبعض التنظيمات السنية الأخرى في المنطقة، وهذا أمر يتجاوز حدود لبنان، لأن هناك نقاشًا مؤخرًا حول ما إذا كانت الشعوب العربية تقبل التطبيع مع إسرائيل، وحزب الله يقول بأن هذه معركة السنة والشيعة معًا”.