شهدت العلاقات بين أذربيجان والمغرب في الأشهر الأخيرة تعاونًا ملحوظًا على الجبهتين التجارية والعسكرية، بما يتماشى مع حرص كل منهما على “سلامة أراضيهما”، وقد شهدت العلاقات تعزيزًا ملحوظًا في هذا السياق، مما يعكس التحولات الإستراتيجية في المنطقة.
وتوجهت وسائل الإعلام المغربية مثل لوبينيون وليكونوميست ولو ديسك وتيل كيل والبيان والمغرب العربي للصحافة (MAP) إلى أذربيجان بدعوة من سفير أذربيجان في الرباط، ناظم صمدوف، لزيارة بلاده في شباط/ فبراير الماضي.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن الزيارة تضمنت مشاهدة أعمال البناء والترميم في المناطق المحررة من الاحتلال الأرمني، بالإضافة إلى لقاءات مع ممثلي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ومسؤولين من صندوق تشجيع الصادرات والاستثمار الأذربيجاني (أزبرومو).
ومنذ تعيينه في عام 2022، التقى السفير صمدوف بشكل متكرر مع وسائل الإعلام المغربية، حيث استضاف رئيسة مجلة Maroc Diplomatique، سعاد المكاوي، في السفارة في أبريل.
الزيارة لم تقتصر على الصحافيين المغاربة فقط، بل شملت أيضًا رئيسة مجلس المستشارين، إنعام ميارة، التي دُعيت لحضور المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات في مايو. وقد تعتبر هذه الفعاليات فرصة لتعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين.
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، يعد قطاع السياحة محورًا مهمًا لتطوير العلاقات التجارية بين الرباط وباكو، حيث زار عدد قليل من السياح المغاربة أذربيجان في العام الماضي، ومن المتوقع أن تسهم خطط إلغاء التأشيرات للمسافرين بين البلدين في تعزيز التبادل السياحي.
على صعيد الدفاع، تقدم أذربيجان قائمة من الأسلحة والذخائر المعروضة للبيع، وتتضمن طائرات انتحارية بدون طيار من نوع أوربيتر، مما يشير إلى الاهتمام المشترك في تعزيز قدرات الدفاع والأمن.
وبعيدًا عن العبارات المعتادة حول “التفاهم الأخوي” بين الدولتين، فإن اجتماع اللجنة في تشرين الثاني/ نوفمبر، كان في المقام الأول بمثابة فرصة للبلدين لإظهار دعمهما المتبادل للدفاع عن “سلامة أراضيهما”.
وتؤكد أذربيجان بانتظام دعمها للسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهي المنطقة التي تريد جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تحويلها إلى دولة مستقلة، فالرباط، وإن كان بشكل أكثر تكتمًا، تدعم أذربيجان فيما يتعلق بمسألة منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية التي يسكنها الأرمن.
تعكس هذه الاتجاهات التعاونية الجديدة بين المغرب وأذربيجان رغبتهما المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي على جميع الجبهات، بما في ذلك الجبهات الاقتصادية والعسكرية، مما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة بأسرها.
