المفتاح الاستخباراتي

انتخاب باسيرو ديوماي فاي رئيسًا للسنغال يفتح أفاقًا جديدة لصناعة الأمن البحري بقيمة 150 مليون يورو

حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على معلومات خاصة تفيد أنّ شركة الإلكترونيات الفرنسية العملاقة CS Group تسعى إلى الحصول على عقد بقيمة 150 مليون يورو لتأمين المياه الإقليمية للسنغال بعد فوز باسيرو ديوماي فاي بمنصب الرئاسة، فيما يقدم الوسيط الإسرائيلي غابي بيريتس عرضًا منافسًا، مما يعكس التحديات المحتملة للشركة في السوق.

تفتح فرصة انتخاب فاي بابتكارات جديدة لمجموعة CS Group، التي كانت سعيدة للغاية بفوزه في الانتخابات، وهي تعمل على مشروع “سورفاس” لمراقبة المياه السنغالية، وتأمل بإعادة إطلاق المشروع بسرعة في ظل الإدارة الجديدة.

كما رحبت المجموعة بتعيين العقيد بابي بيران ديي كمساعد لفاي، والذي يظهر اهتمامًا متزايدًا بعرض CS Group، وقد قدمت المجموعة حزمة حلول متكاملة لمراقبة المياه السنغالية، بما في ذلك رادارات OTH 200 وطائرة مراقبة بدون طيار AR5.

بفضل هذه الجهود، يتوقع أن يكون لشركة CS Group دور بارز في تحقيق أمن بحري شامل في السنغال، مع الحفاظ على المصالح البحرية ومكافحة الأنشطة غير القانونية في المياه الإقليمية.

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تقترح مجموعة CS قبل كل شيء إنشاء مركز عمليات في داكار ومركز ثانوي في مدينة سانت لويس الساحلية الشمالية وآخر في كافونتين في الجنوب، ومن شأن هذا النظام أن يمكّن البحرية السنغالية من اكتشاف التحركات المشبوهة في مياهها وفي مياه موريتانيا، وكذلك في البحر قبالة غينيا بيساو وغامبيا، حيث تجري العديد من الأنشطة غير القانونية.

رادار مرسيليا المفقود

واعتبرت الحكومة السنغالية أن التكلفة الأولية للخدمة – 155 مليون يورو – مرتفعة للغاية، لذلك خفضت مجموعة CS Group في أيار/ مايو الماضي 5 ملايين يورو من السعر. وتمكنت الشركة أيضًا، بدعم من وزير المالية الفرنسي برونو لومير، من الحصول على وعد بتمويل الصادرات من بنك Société Générale، مدعومًا بضمان من بنك الاستثمار العام الفرنسي Bpifrance صالح حتى سبتمبر الماضي.

لكن آمال CS Group في إتمام الصفقة في منتصف عام 2023 تبددت، بعدما سافر كبار ضباط البحرية السنغالية إلى مرسيليا في حزيران/ يونيو، لمشاهدة عرض توضيحي لرادارات المراقبة الخاصة بالشركة، لكن تم إخبارهم بعد وقت قصير من وصولهم بأن الأنظمة غير متوفرة لأنها منتشرة في قاعدة تولون البحرية.

وقد أثار هذا غضب قائد البحرية السنغالية الأدميرال عبده سيني، الذي تضاءل حماسه الأولي تجاه Surfass منذ ذلك الحين. في المقابل، إن انتخاب فاي، الذي ركز برنامج حملته الانتخابية على مراقبة السواحل وحماية الثروة السمكية والنفطية، من شأنه أن يساعد في تنشيط المفاوضات.

عرض غابي بيرتس المضاد

ومع ذلك، واجه عرض الشركة الفرنسية عرضًا مضادًا في العام الماضي من شركة AD Trade Belgium (AD Con)، وهي شركة الوساطة المالية الإسرائيلية التابعة لغابي بيريتس، واقترحت طائرات بدون طيار للمراقبة من نوع هيرون التي تصنعها شركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI) الرائدة، كما اقترحت AD Trade أيضًا الرادار لكنها سحبت هذا العرض لاحقًا.

وأصبح بيريتس، الذي استقر في داكار لعدة سنوات، شخصية رئيسية في سمسرة الأسلحة في السنغال، مستفيدا من صداقته الطويلة الأمد مع ماكي سال. وعلى وجه الخصوص، أنشأ خطوط ائتمان لتمويل جزء كبير من مشتريات الجيش من المعدات.

لكن علاقة بيريتز الحميمة مع سال أصبحت أقل فائدة بالنسبة له الآن بعد أن يدير فاي ورئيس الوزراء عثمان سونكو، مؤسس حزب الوطنيين الأفارقة في السنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة (PASTEF).

بيرتس، الذي يدرك المخاطر التي يمكن أن تشكلها هزيمة المرشح الرئاسي المفضل لسال على أعماله، سعى إلى الانتهاء من أكبر عدد ممكن من العقود في الأشهر الأخيرة

AD التجارة في مرمى PASTEF

وقد فتح وصول قيادة PASTEF إلى السلطة حقبة من عدم اليقين بالنسبة للوضع المهيمن لشركة AD Trade في السنغال، وتقع الشركة في مرمى قادة الحزب، بعد أن استهدفها خوان برانكو، محامي سونكو الفرنسي الإسباني، خلال أعمال الشغب في حزيران/ يونيو الماضي التي اندلعت بعد إدانة سونكو بتهمة إفساد الشباب، وفي ذلك الوقت، أرسل برانكو إلى المحكمة الجنائية الدولية ملفًا سميكًا يتهم فيه نظام سال بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وقد تناول بالتفصيل الدور المركزي الذي لعبه بيرتس في السنوات الأخيرة في “دوائر توريد الأسلحة الموازية وغير الرسمية” بالتنسيق مع رئيس شركة AD Trade Belgium مارسيل زوكرمان، وأشارت إلى تسليم حوالي مائة طن من الذخيرة في أواخر عام 2022 للاستخدام الحصري للرئاسة، والتي ورد أنها استخدمت على نطاق واسع من قبل قوات الأمن لقمع أعمال الشغب في العام التالي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى