المفتاح الاستخباراتي

بعد فشلها في أوروبا … شركات الأمن السيبراني الروسية تستهدف جنوب إفريقيا

حصلت «بوليتكال كيز | Political Keys»، على معلومات خاصة تفيد أنّ
شركات الأمن السيبرانية الروسية وأبرزها كاسبيرسكي، تتطلع إلى حشد أعمال جديدة في جنوب أفريقيا، بعدما اعتبرت غير مرغوب بها في أوروبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين

فقد نظمت شركة Kaspersky ومقرها موسكو الشهر الماضي مؤتمرًا في لواندا مع شريكها المحلي لمدة عشر سنوات، CHK، لمناقشة قضايا الأمن السيبراني في القطاع الخاص ولعرض مجموعة منتجاتها، ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، أصبح الجنوب الإفريقي أولوية بالنسبة للشركة التي أسسها عالم الكمبيوتر يوجين كاسبرسكي في عام 1997.

وقد أدرجت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) شركة Kaspersky في القائمة السوداء في عام 2017 بسبب صلاتها المزعومة بالسلطات الروسية، ولا سيما جهاز الأمن الفيدرالي FSB – وهو ما تنفيه الشركة. بعدها تم إدراج الشركة على القائمة السوداء من قبل العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وإيطاليا، بعد غزو أوكرانيا، وفي فرنسا، نصحت الوكالة الوطنية لأمن أنظمة المعلومات (ANSSI) بعدم استخدام خدماتها.

تعزيز المكانة في القارة السمراء

وتسعى شركة كاسبرسكي، مثل غيرها من شركات أمن تكنولوجيا المعلومات الروسية، إلى تعزيز مكانتها في القارة من خلال استهداف الشركات المحلية. وبعد أن افتتحت مكتبًا في جنوب أفريقيا في عام 2009، فإنها حريصة على توسيع وجودها في بقية دول الجنوب الإفريقي ومنطقة البحيرات العظمى، ولديها الآن أيضًا مكتب في العاصمة الرواندية كيجالي وكذلك في كينيا.

وفي كانون الثاني/ يناير 2023، وقّعت الشركة اتفاقية مع شركة Vox Telecom الرائدة في مجال توفير الإنترنت في جنوب إفريقيا، مما يسمح لهذه الأخيرة ببيع منتجاتها تحت علامتها التجارية الخاصة، وافتتحت “مركز الشفافية” الأول لها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في كيجالي لإطلاع الجمهور على ممارساتها، وتخطط لافتتاح مركز آخر.

ولرفع مكانتها في القارة الإفريقية، تنشر شركات مثل شركة Positive Technologies (التي أسسها يوري ماكسيموف في عام 2007 – والذي أصبح منذ ذلك الحين مستشارًا لوزير التنمية الرقمية الروسي ماكسوت شادييف) تقارير سنوية حول مدى تعرض البلدان الإفريقية للهجمات الإلكترونية.

كما قدّم المدير التجاري لشركة Positive Technologies، بوريس سيميس، تقريره حول تهديدات الأمن السيبراني في البلدان الأفريقية 2022-2023 في قمة روسيا-إفريقيا في سانت بطرسبرغ في يوليو الماضي، موضحًا مدى تعرض المنظمات الإقليمية لهجمات DDoS.

من جانبها، تمتلك كاسبرسكي مركز أبحاث وتحليل خاص بها متخصص في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ويرأسها أمين حسبيني. ويعمل بها 40 خبيرًا.

وتخطط الشركات الروسية أيضًا للاستفادة من الرقمنة التدريجية للخدمات العامة في العديد من البلدان الأفريقية، مثل أنغولا وزيمبابوي وجزر القمر، وقد عقدت مؤسسة مساعدة البحث العلمي الحكومية الروسية “إينوبراكتيكا”، التي ترأسها إيكاترينا تيخونوفا، الابنة الصغرى لفلاديمير بوتين، والمدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية في موسكو، مؤتمرًا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي حول هذا الموضوع لموظفي الخدمة المدنية الأفارقة الذين يتلقون تدريبًا في روسيا، وكان من بين المتحدثين وزير الاتصالات في جزر القمر، كمالديني سويف، ورئيس لجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تنزانيا، نكوندوي مواساغا، وتافادزوا موغوتي، سكرتير الشؤون الرئاسية في مكتب الرئيس.

توسع في شمال إفريقيا

وبحسب المعلومات، فإنّ جنوب إفريقيا ليست المنطقة الوحيدة التي تستهدفها شركات الأمن السيبراني الروسية، فقد شكلت شركة InfoWatch، التي تديرها ناتاليا كاسبرسكايا زوجة يوجين كاسبيرسكي السابقة، شراكة مع الشركة المصرية Global Solutions، وكان المنتج الذي صنعته الشركة الروسية StormWall، التي أسسها راميل خانتيميروف، يحمي شبكات مشغل الهاتف المحمول اللبناني الأمريكي Africell من هجمات DDoS عبر بروتوكول BGP في سيراليون وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغامبيا.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى