بهدف التأثير وكسب الدعم… جهود “دعوية” متواصلة لتنظيم “داعش” في إفريقيا
بذل الجهاز الإعلامي المركزي لتنظيم “داعش” منذ بداية العام جهودًا متضافرة لتسليط الضوء على رجاله المنخرطين في الدعوة في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وقد شوهدت هذه الإجراءات حتى الآن في كل من مالي وموزمبيق، على الرغم من احتمال ظهور المزيد من المناطق في المستقبل القريب.
وحصلت «بوليتكال كيز | Political Keys»، على معلومات خاصة تفيد أنّ أنشطة دعوة التنظيم تتراوح بين محاضرات دينية وحتى فعاليات مجتمعية أو مهرجانات تتمحور حول المبادئ الإسلامية، وهذا الشكل الأخير هو أداة شائعة تستخدمها حركة الشباب، فرع تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، كجزء من أنشطتها الدعوية في الصومال.
والأهم من ذلك، أن مثل هذه الأنشطة تشكل جزءًا لا يتجزأ من مشروع بناء الدولة الجهادية، كما أن إطلاق مثل هذه الدعاية يساعد في تقديم دليل على شكل من أشكال الحكم في منطقة محددة، ويؤكد كل من تنظيمي الدولة داعش والقاعدة، والشركات التابعة لها وفروعها، على أهمية الدعوة لهذا السبب بالتحديد.
تاريخيًا، كانت جهود الدعوة التي يبذلها التنظيم في إفريقيا تتولى في المقام الأول ولاية غرب أفريقيا التابعة له في منطقة بحيرة تشاد، والتي انبثقت من ما كان يسمى بوكو حرام سابقًا.
ومع ذلك، يُترك هذا التركيز حاليًا لولاية الساحل التابعة لتنظيم داعش (الدولة الإسلامية في الساحل، IS-S) وولاية موزمبيق التابعة لها (أو ببساطة تنظيم الدولة الإسلامية في موزمبيق، IS-M). وكانت كلتا المقاطعتين في صعود، وهما تحكمان حاليًا، أو على الأقل تحتلان أجزاء كبيرة من بلديهما.
الدعوة في شمال مالي
كانت الغالبية العظمى من منطقة ميناكا الشمالية في شمال مالي، وأجزاء من منطقة غاو، تحت السيطرة المباشرة لتنظيم داعش منذ أوائل عام 2023. جزء من هذا الحكم يشمل استخدام الدعوة للمساعدة في تعزيز العلاقات الطيبة بشكل أفضل بين الجهاديين والمدنيين الخاضعين لسيطرتهم.
وفي العدد الأخير من نشرة النبأ الإخبارية الأسبوعية التي يصدرها التنظيم، لاحظ دعاة التنظيم مرة أخرى أنشطة الدعوة الأخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. بالإضافة إلى ذلك، تسلط النشرة الإخبارية الضوء على حالة ثالثة نادرة نسبيًا لاستخدام الدعوة، حيث استخدم تنظيم داعش أيضًا هذه الحملة الأخيرة لتقليص الدعم المحلي عن جماعات جهادية أخرى.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها «بوليتكال كيز | Political Keys»، فإنّ هناك تنافسًا كبيرًا بين تنظيم داعش وجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” على السلطة، فكلا الطرفين يستخدم الدعوة كطريقة استراتيجية لتعزيز الآراء ضد المنافسين والبقاء في السلطة وتوسيع نفوذهم.
الدعوة في موزمبيق
في موزمبيق، مع تقدم تنظيم داعش في منطقة ماكوميا بكابو ديلجادو، بدأ تسليط على الضوء على الحملة الدعوية الجديدة في كانون الثاني/ يناير 2024، وتضمنت الحملة صورًا لأعضاء داعش وهم يصلون في القرى ويقومون بالوعظ للسكان المحليين.
من خلال النشرة الإخبارية الأسبوعية، دعا التنظيم السكان لفهم الدين وأهمية التوحيد، مع تحذيرهم من خطورة التعاون مع الكفار والانضمام إلى صفوفهم.
وفيما يتعلق بمناطق أخرى، رصد المراقبون مقاتلي تنظيم داعش وهم يشاركون في الدعوة مع السكان المحليين في مناطق مختلفة، وهذه التحركات تشير إلى استراتيجية أوسع تهدف لتحسين العلاقات مع السكان المحليين.
بالنسبة للجهاديين، تُعتبر الدعوة استراتيجية فعالة للتأثير وكسب الدعم، وتُظهر هذه الحملات مدى السيطرة والقدرة الإقناعية لتنظيم داعش في أفريقيا، ومع استمرار توسعه، يُظهر ذلك القوة النسبية للتنظيم وقدرته على التأثير في المنطقة.