ما هي العلاقة بين الوحدة 313 في “الحرس الثوري الإيراني” وتعطيل الكابلات البحرية؟
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن العلاقة بين الوحدة 313 في الحرس الثوري الإيراني وتعطيل الكابلات البحرية تظهر من خلال أنشطة الوحدة 313 التي تشمل رصد ومراقبة النشاطات البحرية والاتصالات في المنطقة، ويُعتقد أن الوحدة 313 قد تشارك في أنشطة تخريبية تستهدف قطع الاتصالات البحرية، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاتصالات العالمية، خاصة في حالات الحروب أو التوترات الدولية.
وفيما يتعلق بالكابلات البحرية، فهي كابلات اتصالات توضع في قاع البحر وتعتبر جزءاً حيوياً من البنية التحتية للاتصالات العالمية، وتنقل الكابلات البحرية حركة الإنترنت والبيانات بين الدول، وتُعتبر أحد الوسائل الرئيسية لتبادل المعلومات في العصر الرقمي الحالي. قد يُستخدم تعطيل الكابلات البحرية كوسيلة لقطع الاتصالات بين الدول، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على التواصل وتبادل المعلومات بين الدول.
وقد تمت مراقبة عدة حوادث تعطيل للكابلات البحرية، وقد أثيرت شكوك بشأن من يقف وراء هذه العمليات، واتهمت جماعات مسلحة مختلفة ودول معينة بتنفيذ هذه العمليات، و يُعتقد أن الوحدة 313 في الحرس الثوري الإيراني قد تكون ضمن الجهات التي تشارك في هذه الأنشطة التخريبية، ولكن لم تتوفر معلومات كافية لتحديد مدى التورط الفعلي في هذا الصدد.
أما بالنسبة للتورط الإيراني الحوثي، فقد أشارت بعض المصادر إلى احتمالية تورط جماعة الحوثي في اليمن في بعض العمليات التخريبية التي استهدفت الكابلات البحرية، و يبقى التحقيق والتحليل مستمرين لتحديد المسؤوليات والمدى الحقيقي للتورط في هذه العمليات.
متى بدأ استهداف السفن في البحر الأحمر؟
منذ انتقال الحرب الإسرائيلية إلى البحر الأحمر في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت جماعة الحوثي باستهداف السفن التجارية الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، مما جعل البحر الأحمر طريقًا تجاريًا محفوفًا بالمخاطر، وتعرضت الكابلات البحرية قبالة سواحل اليمن لأضرار، مما يزيد من تعقيد الوضع.
ويشير مصطلح “العيون الخمس” إلى تحالف استخبارات الإشارات للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، ويتهم هذا التحالف بمراقبة منطقة الشرق الأوسط من خلال البيانات التي تمر عبر الكابلات البحرية.
وفي عام 2022، وكلفت قيادة جماعة الحوثي بوضع مخطط للكابلات البحرية المارة بجوار اليمن، مما دفعهم إلى التواصل مع شركة تقنية عالمية للحصول على خريطة الكابلات بحجة التوسع فيها.
ووفقًا لوثائق وأدبيات، كان استهداف الكابلات البحرية جزءًا من خطة المعركة المسماة “الفتح الموعود” والجهاد المقدس، بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين.
وتكشف الوثائق والأدبيات أن الوحدة 313 في الحرس الثوري الإيراني ووحدة الأنصار الإلكترونية نفذتا بالفعل عمليتين استهدفتا الكابلات البحرية المارة من البحر الأحمر، وتخططان لعملية ثالثة في البحر الأبيض المتوسط.
أما بالنسبة لعمليات الحرس الثوري الإيراني لتعطيل الكابلات البحرية، فقد شملت العملية الأولى تعطيل أربعة كابلات بحرية، حيث استهدفت الهند ودول الخليج، وذلك في فبراير/ شباط 2024، وفقًا لوكالة سيمورغ نيوز.
ووفقًا للمعلومات، فإن الكابلات الأربعة وقدمت شرحًا بيانيًا وإعلاميًا لكل كابل تم تعطيله والمناطق التي ستتأثر بهذا الضرر، حيث يقع الكابل الأول بين آسيا وأوروبا ويمر عبر البحر الأحمر، ويقع الكابل الثاني بين آسيا وأفريقيا ويمر عبر البحر الأحمر.
ما هي التحديات التي تواجه الكابلات البحرية في الشرق الأوسط وتأثير ذلك على الاتصالات الدولية؟
منذ بداية العقد الأخير، شهدت الكابلات البحرية في منطقة الشرق الأوسط تحديات متزايدة تهدد استقرار الاتصالات الدولية، مع استمرار التوترات الجيوسياسية والنزاعات في المنطقة، أصبحت الكابلات البحرية هدفًا محتملًا للهجمات والتخريب، مما يؤثر على تدفق البيانات العالمية ويعرض الشبكات الدولية للخطر.
وتتضمن التحديات التي تواجه الكابلات البحرية في المنطقة الشرق الأوسط عوامل متعددة، بما في ذلك النزاعات الجيوسياسية بين الدول، والتهديدات الإرهابية، والتدخلات الخارجية، يعاني خط الكابل الذي يربط الخليج بالهند من التوترات المتزايدة بين دول المنطقة، والتي تتسبب في تعطيل الخدمات الإلكترونية وتباطؤ سرعة الإنترنت.
من جانب آخر، يتعرض الكابل الذي يربط بين مصر وأوروبا للتهديدات المستمرة من الجماعات “المتطرفة” والتنظيمات “الإرهابية” في شمال إفريقيا، مما يجعله عرضة للهجمات والتخريب، ومع تزايد الاعتماد على الاتصالات البحرية لتبادل البيانات والمعلومات الحساسة، فإن أي تعطل في هذه الكابلات يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النظم الاقتصادية والتجارية في المنطقة وخارجها.
بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الكابل البحري الذي يربط بين الهند وأوروبا ويمر عبر البحر الأحمر للتحديات الكبيرة من جراء التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وخاصة مع استمرار النزاعات في اليمن وتصاعد التوترات بين إيران والدول الخليجية، ويعكس ذلك أهمية إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لحماية الكابلات البحرية وضمان استمرارية الاتصالات الدولية في المنطقة.
وتواجه الكابلات البحرية في منطقة الشرق الأوسط تحديات متعددة تهدد استقرار الاتصالات الدولية، ويتطلب ذلك التعاون الدولي والجهود المشتركة لتعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية في المنطقة، تحققت استخبارات شيبا من بيانات البرقيات وتبيّن أن هناك عدة كوابل بحرية ترتبط بإسرائيل، ومعظمها يمتد إلى مناطق مختلفة في العالم، ويُعتبر الكابل الأول نظام الغواصات MedNautilus أحد الكوابل المرتبطة بميناء
في إسرائيل، إضافةً إلى الكابل الثاني الذي يُعرف بـ”يونس” والذي يمر أيضًا بتل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد الكابل الثالث “أندروميدا” الذي يمر عبر طيرة الكرمل في إسرائيل، وكذلك الكابل الرابع “أزرق” الذي يربط إسرائيل بمناطق مختلفة مثل تل أبيب وجنوة وباليرمو والعقبة وبنغازي، ولا تقتصر الكوابل المرتبطة بإسرائيل على ذلك فحسب، بل تشمل أيضًا كوابل أخرى مثل “تاماريس الشمالية” و”ساحل إسرائيل 1 (IC-1)”.
من هي الوحدة 313 في الحرس الثوري وما مهامها؟
وتشير البيانات أيضًا إلى أن العمليات التي تستهدف الكوابل البحرية ضمن الخطة القتالية للحرس الثوري الإيراني، ومن المعروف أن الوحدة 313 التابعة للحرس الثوري تلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ هذه العمليات.
وتُعتبر الوحدة 313 جزءًا من القيادة الإلكترونية لفيلق القدس 300، وتتخصص في تنفيذ الهجمات الإلكترونية ووضع الخطط الفنية قبل تنفيذ أي عمليات، ترتبط هذه الوحدة بوحدات عسكرية إيرانية في اليمن، ولها ارتباطات بوحدات أخرى تعمل على تنفيذ عمليات مشابهة.
وتحتفظ الكابلات البحرية بدور حيوي في تبادل المعلومات عبر العالم، وتمثل جزءاً أساسياً من البنية التحتية للاتصالات العالمية، وبما أنها تعتمد على القاع البحري، فإن قطع الكابلات أو تعطيلها يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الاتصالات بين الدول وتعطيل التواصل وتبادل المعلومات.
وتبعًا للمصادر، فإن أنشطة الوحدة 313 التابعة للحرس الثوري الإيراني تشمل رصد ومراقبة النشاطات البحرية والاتصالات في المنطقة، وتعتبر الكابلات البحرية هدفًا محتملاً في حالات الحروب أو التوترات الدولية، حيث يمكن لقطع الكابلات أو تعطيلها أن يؤدي إلى تعطيل التواصل وتبادل المعلومات بين الدول.
أما بالنسبة للتورط الإيراني، فقد أثيرت شكوك بشأن تورط جماعة الحوثي في اليمن في بعض العمليات التخريبية التي استهدفت الكابلات البحرية، لكن لم تتوفر معلومات كافية لتحديد مدى التورط الحقيقي في هذا الصدد، وإن التهديدات الإيرانية باستهداف الكابلات البحرية تظهر ضمن الخطط القتالية للحرس الثوري الإيراني، ولكن الهجمات الفعلية على الكابلات البحرية تنفذ بشكل غير مؤكد وتتعلق بمجموعات مختلفة ودول معينة.