أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن القوات المسلحة السودانية أسقطت طائرة عسكرية بدون طيار VTOL مسلحة بقذيفتي هاون عيار 120 ملم، وقد شوهد هذا النوع في العديد من الصراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا على مر السنين.
وتم تشغيل الطائرة بدون طيار “الفريدة” من قبل قوات الدعم السريع السودانية في معركتها في السودان قبل إسقاطها من قبل الجيش السوداني في العام الماضي.
ووفقًا للمصادر، فإن الإمارات العربية المتحدة تقدم دعمًا لقوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ عام 2014 بالأسلحة والذخائر والطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة، بالإضافة إلى تدريب أفراد القوات على استخدام هذه الأسلحة.
ما هي الأسلحة التي تقدمها الإمارات لقوات الدعم السريع؟
وتبعًا للمصادر، فإن الأسلحة المقدمة تشمل بنادق M05 من إنتاج شركة زاستافا ومركبات نمر عجبان المدرعة لقوات الدعم السريع ومركبة كاليدوس MCAV للجيش السوداني.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، ظهرت لقطات لقذائف حرارية زودت بها الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع واستولى عليها الجيش، وتحمل علامات إماراتية وتم إنتاجها عام 2020 من قبل شركة “يوغويمبورت” الصربية.
ويذكر أن Yugoimport SDPR هي شركة دفاع صربية مملوكة للدولة وتمثل الحكومة والمجمع الصناعي العسكري في صربيا في مجال استيراد وتصدير التعاون في المعدات الدفاعية والخدمات ذات الصلة.
وفقًا لتقارير، حصلت الإمارات على أسلحة وذخائر من خلال عقد بقيمة 200 مليون دولار مع شركة يوغويمبورت وشركة الإمارات العربية المتحدة للأبحاث المتقدمة والتكنولوجيا القابضة (إيرث).
كما تم استخدام نفس الطائرة بدون طيار في أكتوبر 2021 خلال النزاع في تيغراي وعثر عليها في اليمن بعد زعم ميليشيا الحوثي أنها أسقطتها في عام 2021، وتم تعديل الطائرة بدون طيار التي قدمتها الإمارات بإضافة أنبوبين لتمكينها من حمل القذائف وإسقاطها بطريقة تشبه القنابل الغبية.
هذه التقنية تتطلب أن تطير الطائرة بدون طيار على ارتفاع منخفض، مما يجعلها عرضة للنيران الأرضية، وبناءً على هذه الحقائق، استخدمت قوات الدعم السريع طائرات مسيرة إماراتية لاستهداف أفراد سودانيين.
في عام 2013، وقعت شركة Yugoimport SDPR وشركة الإمارات للأبحاث المتقدمة والتكنولوجيا القابضة (EARTH) صفقة بقيمة 267.8 مليون دولار لتطوير نظام الهجوم الخفيف المتقدم (ALAS)، وهو نظام دفاع صاروخي مضاد للدبابات.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم أعمال عنف منذ 15 أبريل/نيسان، عندما اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بعد انقطاع العلاقات بين القائد العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وفي العام الماضي، بدأ الجيش السوداني هجومًا ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية بهدف استعادة المناطق الرئيسية التي كانت تحت سيطرتها، ومع الضربات المدفعية والغارات الجوية التي تستهدف منشآت قوات الدعم السريع ومجموعات القوات، تمثل تصرفات الجيش نقطة تحول حاسمة في المشهد السياسي المستمر في السودان.
ونظرًا لأن قوات الدعم السريع عادةً ما تصادر المعدات التي استولت عليها القوات المسلحة السودانية، فإن السودان غير معروف بتشغيل هذا النوع من الطائرات بدون طيار، وتتطابق الطائرات بدون طيار الصربية من طراز Yugoimport في تصميمها مع طائرتين بدون طيار أسقطتهما قوات الحوثي في اليمن في عام 2020.
وبحسب مراقبين، فإن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تدعمان قوات الدعم السريع، وسعى حميدتي إلى إقامة علاقات وثيقة مع البلدين، حيث شاركت قوات الدعم السريع في الحرب “الأهلية” اليمنية وكذلك في المعارك في ليبيا واليمن.
وبالمثل، تم رصد الطائرة الصربية بدون طيار Yugoimport وهي قيد الاستخدام من قبل قوات الدفاع الوطني الإثيوبية أثناء الحرب الأهلية مع قوة دفاع Tygray، وتمثل دعمًا قويًا من الإمارات العربية المتحدة للحكومة الإثيوبية خلال هذه الحرب.
وقد تم تسليم الطائرة بدون طيار إلى القوات الإثيوبية، حيث يظهر من الصور التي التقطت في يونيو 2021 في منطقة تيغراي أن الجنود الإثيوبيين يتعاملون مع الطائرات بدون طيار المقدمة من الإمارات.
متى زودت الإمارات قوات الدعم السريع بالطائرات؟
وتبعًا للمصادر، فقد سجلت مواقع تتبع الطائرات مفتوحة المصدر أكثر من 50 رحلة شحن إلى إثيوبيا في 53 يومًا بين أغسطس وسبتمبر 2021، وتم تنفيذ الرحلات بواسطة طائرة شحن من طراز Il-76 مسجلة في أوكرانيا وقيرغيزستان ولكنها مملوكة لشركة مقرها الإمارات العربية المتحدة، شركة طيران فلاي سكاي. 45 من هذه الرحلات انطلقت من دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أظهرت صور الطائرات بدون طيار المسلحة التي قيل إنها التقطت في منطقة مايتشو بإقليم تيغراي، الطائرة بدون طيار VTOL في المخزون الإثيوبي، وقد تم تعديل الطائرة بدون طيار لتحمل قذيفتين ثقيلتين عيار 120 ملم، وتم تركيب أنبوبين كبيرين على جانبي الطائرة حيث يتم احتواء قذائف الهاون أثناء الطيران، ويتم إطلاق القذائف عن بعد وتهبط إلى هدفها بشكل أساسي مثل القنابل الغبية.
وبحسب المراقبين، فإن توفير طائرات بدون طيار متقدمة لقوات الدعم السريع يوفر لها ميزة تكنولوجية كبيرة على القوات المسلحة السودانية، مما يسمح لها بتنفيذ ضربات مستهدفة على جماعات المعارضة والحفاظ على موقع مهيمن في الصراع المستمر.
ولكن يجب ملاحظة أن هذه الطائرات بدون طيار تستخدم استراتيجية استهداف غير دقيقة إلى حد كبير، مما يعرضها للنيران الأرضية ويحد من فعاليتها في مهاجمة الأهداف الثابتة أو مجموعات كبيرة من المشاة.
وتحتمل هذه الخطوة من قوات الدعم السريع دراسة الطائرة بدون طيار VTOL المسلحة وتحديد المورد، مما قد يؤدي إلى مواجهة دبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة.
وقال المراقبون، إن تورط الإمارات في تزويد قوات الدعم السريع في السودان بطائرات مسيرة قد أثار مخاوف وجدلاً، حيث يمكن أن يؤدي توفير هذه الطائرات إلى تصعيد الصراع بين الحكومة السودانية والمعارضة المسلحة، وتورط قوات الدعم السريع في العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال العنف واسعة النطاق ضد المدنيين، واستخدام الطائرات بدون طيار المتقدمة قد يؤدي إلى تفاقم هذه الانتهاكات بسبب طبيعتها النائية وقدرتها على التخلص من المساءلة.
ومشاركة جهات فاعلة خارجية، مثل الإمارات العربية المتحدة، في توفير طائرات بدون طيار لقوة شبه عسكرية في السودان تضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى منطقة مضطربة بالفعل وتساهم في انتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المسلحة وربما تثير سباق تسلح إقليمي، وتوفير الإمارات العربية المتحدة للطائرات بدون طيار لقوات الدعم السريع في السودان يعكس التقاطع بين تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصراعات وحقوق الإنسان.
وفي نمط مماثل، اتُهمت مجموعة “المرتزقة” الخاصة المرتبطة بروسيا، فاغنر، بتوفير معدات عسكرية لقوات الدعم السريع، وعلى الرغم من النفي القاطع من قبل زعيم المجموعة، فإن هذا الحادث يسلط الضوء على القدرات العسكرية لقوات الدعم السريع والمشاركة الدولية المتزايدة في الشؤون الداخلية للسودان.
ومن جهتها، فإن قوات الدعم السريع السودانية نفت التقارير التي تتحدث عن تورط مجموعة فاغنر في البلاد وأعربت عن التزامها بالحفاظ على السلام والاستقرار ودعت إلى إجراء تحقيق في هذه التقارير.