ما هي إستراتيجية الاتحاد الأفريقي لاستبدال مهمته “الانتقالية” في الصومال بـ”قوة جديدة”؟
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن الاتحاد الأفريقي يعمل على وضع إستراتيجية دقيقة ومحكمة لاستبدال مهمته الانتقالية في الصومال بقوة جديدة، مع الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، ويأتي هذا القرار في إطار تحول الوضع الأمني والسياسي في الصومال، والذي يتطلب استجابة سريعة وفعالة من الجهات الدولية المعنية.
ووفقًا للمعلومات، فإنه بالرغم من الإعلان عن انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) بحلول نهاية عام 2024، فإن التحضيرات لتنفيذ هذا الانسحاب تتطلب التخطيط المسبق والتنسيق الجيد، يجب على الاتحاد الأفريقي تحديد الخطوات التالية بدقة، بما في ذلك نشر قوة جديدة معاد تشكيلها بمهمة محددة ومناسبة للظروف الراهنة.
وفي هذا السياق، عُقدت مفاوضات مكثفة على هامش القمة السابعة والثلاثين لرؤساء دول الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بهدف بحث التفاصيل المتعلقة بالانسحاب الكامل لبعثة ATMIS ونشر القوة البديلة، وقد شملت هذه المفاوضات مشاركة ممثلي الحكومة الصومالية والدول الخمس التي تساهم بقوات في مهمة الاتحاد الأفريقي.
ومن المقرر أن يقدم رئيس ATMIS “محمد الأمين سويف” ومبعوثة الأمم المتحدة “كاتريونا لينغ” إحاطة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 19 فبراير، بغية استعراض الاستعدادات للمرحلة الثالثة من الانسحاب والنقاش حول شكل القوة المستقبلية.
وتهدف القوة المستقبلية إلى حماية البنية التحتية الاستراتيجية في الصومال، بما في ذلك المطارات والموانئ والطرق السريعة، دون المشاركة في القتال المباشر ضد جماعات “الشباب الإسلامية” المسلحة، ومع ذلك، لا يزال هناك تحفظات بشأن تحديد حجم القوة المستقبلية وجنسيتها، مما يستدعي مزيدًا من المفاوضات والتوافق الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، تبقى قضية تمويل القوة المستقبلية موضوعًا مهمًا يجب توضيحه، حيث يجري دراسة مزيج من الخيارات لتأمين التمويل اللازم، وفي ضوء التحديات المالية، يعتبر الاعتماد على تمويل الأمم المتحدة والجهات المالية الثنائية الداعمة بمثابة إجراء ضروري.
علاوة على ذلك، تبقى مسألة تحديد الدول المشاركة في القوة المستقبلية قيد المناقشة، خاصة بعد التصعيد الدبلوماسي الذي شهدته العلاقات بين مقديشو وأديس أبابا، ورغم التحفظات الدبلوماسية، يجب الحفاظ على التوازن بين المشاركين الحاليين لضمان استمرارية الجهود الدولية في تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال.