سفراء فرنسيون “سابقون” يبرمون عقودًا تجارية كبرى في السعودية… و”بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن العديد من السفراء الفرنسيين السابقين لدى المملكة العربية السعودية يتجهون إلى عالم الأعمال بعد أن عملوا في القطاع العام، مستفيدين إلى أقصى حد من شبكاتهم للمساعدة في الفوز بعقود كبرى في المملكة.
ووفقًا للمعلومات، فسيقوم الدبلوماسي السابق “فرانسوا جوييت” قريبًا بإطلاق شركته Pro Oriente، المخصصة لدبلوماسية الأعمال في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويعرف “جوييت” الشرق الأوسط جيدًا، إذ كان سفيرًا لفرنسا في الجزائر حتى تموز/ يوليو 2023، وهو آخر منصب له في وزارة الخارجية، وكان من المتوقع أيضًا أن يكون أول مدير عربي لمعهد العالم العربي (IMA) في باريس، حتى إعادة تعيين الاشتراكي المخضرم “جاك لانج” في ديسمبر الماضي.
وكان سفير فرنسا في الرياض بين عامي 2016 و2020، بعد فترات عمل في أبو ظبي وطرابلس وتونس، يعتبر “جوييت” متذوقًا للموسيقى العربية الأندلسية ويسير على خطى العديد من أسلافه الذين بدأوا وظائف استشارية ناجحة بعد أن عملوا في المملكة العربية السعودية.
وقد انضم “جوييت” إلى مجلس إدارة الديوان العالمي لإعداد إستراتيجيته التجارية وقد تم اختياره من قبل المؤسس المشارك لنادي الأعمال ذو التوجه الشرق أوسطي، زميله الدبلوماسي “موريس جوردو مونتاني”، الذي نظم المنتدى السنوي الثاني للنادي في “كوت دازور” يومي 24 و25 كانون الثاني/ يناير.
وكان “جوردو مونتاني” المستشار الدبلوماسي السابق لجاك شيراك (2002-2007) والأمين العام لـ Quai d’Orsay (2017-2019) قبل أن يتجه أيضًا إلى القطاع الخاص عبر شركته MGM-MO، التي بدأها في كانون الأول/ ديسمبر 2019.
وعلى الرغم من عدم إرسالها إلى الرياض مطلقًا، إلا أن (Gourdault-Montagne- جوردو مونتاني) لديها شبكات قوية هناك وقد تم تعيينها من قبل المملكة العربية السعودية في عام 2022 عبر مكتب شركة Avisa Partners في نيويورك، قبل الانضمام إلى مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) في باريس، ولقد قاد بنجاح عرض المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030 (إكسبو 2030).
اتصالات محمد بن سلمان
وذكرت المعلومات، أنه عندما أصبح “جوردو مونتاني”، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مستشارًا أول لشركة ESL & Network، وهي شركة تابعة لشركة استخبارات الأعمال ADIT، انضم إلى “سلف جوييت” في الرياض، “برتراند بيسانسنوت” الذي كان يشغل سفير فرنسا لدى السعودية بين عامي 2007 و2016، وتحول أيضًا إلى العمل من خلال إنشاء شركة استشارية (“Palmelys” – بالميليس) في يناير 2019، مباشرة بعد أن شغل منصب مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون لمنطقة الخليج (2017-2019).
وفي ESL & Network، تم تكليف “بيسانسنوت” من قبل وزارة الخارجية السعودية للتعامل مع اتصالات محمد بن سلمان في فرنسا، وكان مقربًا من وزير الاستثمار السعودي “خالد الفالح”، وكان أيضًا أحد الضيوف القلائل الذين استقبلهم ولي العهد السعودي شخصيًا في حدث الضغط الذي نظمته منظمة “Hopscotch” في باريس في حزيران/ يونيو.
الوسام “المالطي” ودوره في العلاقات الدبلوماسية والأعمال
وتأتي شخصيات بارزة مثل “سلف بيزانسنوت” و”تشارلز هنري داراجون” في صلة وثيقة بالعالم الدبلوماسي والأعمال، حيث شغل “بيزانسنوت” منصب “سفير فرسان مالطا” في لبنان بين عامي 2004 و2007، وتابع “داراجون” خطى “بيزانسنوت”، حيث عمل كرئيس لجمعية مالطا-لبنان، التابعة لمنظمة فرسان مالطا، وكان له دور بارز في المهام الإنسانية والنشاطات الدبلوماسية السرية.
كما كان لـ”داراجون” دور ملحوظ في تشجيع محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي على رفع دعوى قضائية تستهدف الرجل الأعمال السوري اللبناني “عبد القادر صبرا”، بسبب علاقاته الاقتصادية مع نظام بشار الأسد.
وفيما يتعلق بالسياسة، فمن المتوقع أن يترك سفير فرنسا الحالي لدى الرياض منصبه قبل أيلول/ سبتمبر، حيث تم تمديد ولايته لمدة عام في الصيف الماضي، وفيما يتعلق بمنصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فإنه لا يزال شاغرًا بعد تعيين “آن كلير ليجيندر” كمستشارة لـ”ماكرون” لشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وتظهر العلاقات الفرنسية السعودية تعزيزًا ملحوظًا، حيث جذبت المملكة العربية السعودية كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين مثل الرئيس التنفيذي السابق لشركة Veolia وEDF، “هنري بروجليو”، بمجرد إنشاء شركاتهم الاستشارية.”