السودانسياسة

خاص | للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع الخبير في الشأن السوداني “أبي القاسم الزبير”

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 30 كانون الثاني/ يناير، حوارًا خاصًّا مع الباحث السياسي الخبير في الشأن السوداني، أبو القاسم الزبير، محمد عثمان علي، للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان.

ما هو الحل الأمثل لإيقاف حرب السودان؟

وحول الحل الأمثل لإيقاف الحرب في السودان، قال أبو القاسم الزبير إنه “لا سبيل لوقف الحرب إلا بهزيمة الدعم السريع المتمرد، وإنهاء أي دور له في حاضر البلاد ومستقبلها، وما سبل التفاوض لإحلال السلام إلا مُعين لتحقيق الغاية والهدف من مُقاتلة الدعم السريع التمرد ألا وهو إفناؤه وتفكيكه لينعم السودان بالأمن والاستقرار”.

مبادرة مصرية – إماراتية سرية لحل النزاع في السودان

وبشأن مبادرة مصرية-إماراتية لحل النزاع بعد اجتماعات سرية غير معلنة بين طرفي النزاع في البلاد، قال الزبير: “الإمارات العربية المتحدة ليس لها أن تلعب دور الوسيط الحريص على أمن واستقرار السودان وهي التي قدمت الدعم العسكري والمالي للتمرد، وهي التي ترعى حلفاء التمرد من القوى السياسية والمدنية، وهي التي تنشط إفريقيًّا لتسويق قائد التمرد عبر منبر إيغاد وبعض حلفائها”.

وأضاف الباحث السياسي الخبير في الشأن السوداني: “ولئن أرادت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تقدم خيرًا للشعب السوداني فعليها أن تكف دعمها للتمرد، وتجمد شركاته وحساباته، وتوقف آلتها الإعلامية المعادية لجيش البلاد بتبنيها رواية ودعاية التمرد وتسترها على جرائمه وانتهاكاته”.

وتابع: “أما مصر فهي قرينة السودان وشقيقة شعبه، أمنها من السودان واستقرارها من استقراره، ولها مواقف مشرفة منذ بداية الحرب، وقد أسهمت في فك الخناق عن السودان لما تآمرت منظمة إيغاد، حين عقدت مصر قمة جوار السودان التي أكدت على احترام سيادة السودان وبهذا أوقفت تآمر دول إيغاد وأنقذت السودان من تدخلات عسكرية لوحت بها بعض دول إيغاد وقتها”.

وأكد الزبير أن “المهم في الأمر أن ما يُثار حول تلك اللقاءات السرية لا تعدو كونها محض إشاعة ولم بصدر بشأنها نفي أو تأكيد رسمي من أي طرف سوداني أو مصري أو حتى إماراتي ولا من البحرين أو الدع السريع”.

الأوضاع الميدانية وخريطة السيطرة

وفيما يتعلق بالأوضاع الميدانية في السودان والمعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع وخريطة السيطرة في البلاد، قال الزبير إن “الدعم السريع لا يسيطر على كل وسط السودان، بل لا يسيطر حتى على ولاية الخرطوم التي مازال واليها باقيًا فيها ويمارس مهامه رغم الحرب والصعاب، ويحقق الجيش السوداني تقدمًا مطردًا كل يوم منذ شهور خاصة في محور أمدرمان التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التحرير الكامل، وتقدمًا في شمال وشرق الخرطوم بحري، وفي ولاية الجزيرة أصبح على مشارف ود مدني من جهة الغرب والجنوب”.

وأضاف: “أما مسألة تقدم قوات الدعم السريع نحو مدينة شندي فهي أحلام حالم لا أكثر، ولن يستطيع التمرد الاقتراب منها ناهيك عن إسقاطها واستباحتها بعد أن شدّ أهلها وجَّدُوا واستعدوا لهم وعزم الجيش على حمايتها”.

لماذا يصر التيار الإسلامي على استمرار الحرب في السودان؟

وأكد أبو القاسم الزبير أن “هذه الحرب حرب كل شعب السودان ضد قوات متمردة ومرتزقة مستجلبة من تشاد والنيجر ومالي وإفريقيا الوسطى، وليست حرب التيار الإسلامي حتى يصر على استمرارها أو يعمل على إيقافها، إنما هم من عامة الشعب هبوا لنصرة القوات المسلحة ككثير من أبناء الشعب السوداني الذين هبوا على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم لنصرة الجيش وقاتلوا معه، فقد استنفر شباب من لجان المقاومة يقاتلون مع الجيش، واتحدت حركات مسلحة غير موقعة على اتفاق سلام مع الجيش في جنوب كردفان كالحركة الشعبية جناح الحلو، وحركات دارفور في الفاشر وجميع الحركات الموقعة على سلام السودان بجوبا ما عدا حركتي إدريس وحجر، وأخيرًا انتفض الشعب السوداني وانتظم في المقاومة الشعبية الوطنية، فهل بعد كل هذا يستطيع أن يدعي مدعيٍ أن الحرب حرب إسلاميين أو هي ضدهم أو هم من يتحكم بها”، وفق قوله.

الدعم السريع مع المدنيين

وبشأن هجمات الدعم السريع على المدنيين وخاصة في ولاية الجزيرة وسط السودان، قال أبو القاسم الزبير إن “ما وقع على أهل الجزيرة مع مرارته فهو لا يساوي شيئًا مقارنة بما لحق أهلنا في دارفور وفي مدينة الجنينة وقومية المساليت على وجه الخصوص من قتل وبطش وتشريد وتنكيل وتمثيل بالموتى”.

وأضاف: “لكن انتهاكات التمرد والمرتزقة المستجلبة في الجزيرة أوضحت وأبانت للعالم أجمع أن هذه الحرب تستهدف السودان في بنية دولته وبيضة شعبه فلا هي لجلب ديمقراطية ولا هي لمحاربة الإسلاميين”.

شرط الجيش السوداني لإنهاء الحرب

وشدد على أن “شرط الجيش السوداني قائم لإنهاء الحرب في ظل الاقتتال الدائر، وهو يصر على تحقيق السلام بإنهاء قوات الدعم السريع في السودان، لأن من غدر بالدولة وانتهك الأعراض وخرّب البلاد واستجلب المرتزقة، لا يؤتمن على أمن وأمان الدولة والشعب”، بحسب قوله.

وأضاف: “لذلك يصر الجيش على استئصال هذا الداء لينعم السودان بالاستقرار ويتعافى، وما الإبقاء على الدعم السريع المتمرد إلا ترحيل للمعركة لزمانٍ آت لا ينفك أن يعاود هؤلاء خيانتهم، فمن خان وغدر مرة سيخون ألف مرة”، وفق قوله.

تجميد عضوية السودان في الإيغاد

وحول ما إذا كانت الحكومة السودانية في الطريق الصحيح بشأن الأزمة الدبلوماسية بعد تجميد عضوتها في الإيغاد، ومدى تمسك الجيش بالسلطة، قال أبو القاسم الزبير إن “إن السودان صحح مساره بتجميد عضويته في منظمة إيغاد التي لم تحترم سيادته ولم ترعى حرمته ولم تقدم ما يخدم قضيته، وقد تمادت في انتهاك سيادة البلاد حين صرح بعض أعضائها بما يفيد أن ليس للسودان حكومة وأنهم سيشكلون حكومة السودان”.

وأضاف: “أما كون الجيش يريد الاستمرار في السلطة، فهو اتهام في غير محله، إذ تمر البلاد بحالة حرب قامت في زمان فراغ دستوري استمر منذ سقوط نظام الإنقاذ سنة 2019، ولم تستطع قوى الحرية والتغيير أو لم ترد أن تستكمل مؤسسات الدولة، فلم تقم برلمانًا ولو على سبيل التعيين لا الانتخاب ولم تعد المحكمة الدستورية ولم تكون مجلس القضاء العالي ولا المجلس الأعلى للنيابة، واكتفت بالشراكة مع العسكر حتى انقلب بعضها على بعض ثم أشعلت الحرب لما أغْرَتْ حميدتي وغررتْ به ودفعته للانقلاب لتمكين مشروعها السياسي –الاتفاق الإطاري– فتحول الانقلاب إلى الحرب التي نشهدها الآن؛ لهذا وبكل هذه المعطيات لا يُتهم الجيش بالسعي إلى السلطة والتمسك بها دون أن يتحمل الذين تسببوا في هذا الحال ويُلامُوا قبل الجيش الذي يحارب ليحمي البلاد”.

إمدادات إيران للجيش السوداني

وفيما يتعلق بالإمدادات الإيرانية للجيش السوداني، بعد انقطاع العلاقات لأكثر من ثمانية أعوام، قال أبو القاسم الزبير إن “إيران دولة مصنعة للسلاح ومتقدمة فيه ولها في عودة علاقاتها مع السودان مصالح استراتيجية، وللسودان كذلك، لذا فإن الأمر ليس غريبًا ولا هو مستنكر فقد توافرت ظروف المراجعة والرُجعى لسابق عهد التوافق والتواثق بين البلدين”.

العلاقات السودانية – الجزائرية

وختم الباحث السياسي الخبير في الشأن السوداني، أبو القاسم الزبير، محمد عثمان علي، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys”، بالقول إن “الجزائر تشارك السودان مخاوف مواجهة ما يعانيه السودان الآن جراء غزو المليشيات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة فهي محاددة لحواضن المرتزقة كالنيجر ومالي وليست بعيدة عن تشاد، كما أن لها موقفًا داعمًا لوقف الحرب قي السودان منذ اندلاعها، يضاف الى ذلك نخوة شعبها وحكمة قيادتها وأهميتها كدولة محورية عربيًا وإفريقيًا”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى