من هو رجل العمليات السرية الخارجية للحوثيين؟… “بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
يعد عبد الله يحيى الحكيم، الملقب بـ”أبو علي” ، والذي يشغل منصب “إستراتيجي” العمليات السرية الخارجية للحوثيين، الشخص الثاني في قيادة الحوثيين، وهو المسؤول الرسمي عن المخابرات العسكرية، كما يظهر اسمه في القائمة الأولى للتحركات الأخيرة للحوثيين.
ورغم عدم ذكره صراحة، يبدو أن عبد الله يحيى الحكيم، يظل الحكيم مشغولًا في القضايا الإستراتيجية الرئيسية، وهو رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع التابعة للحركة.
ويعد الحكيم، الذي يُعرف أيضًا باسم الحركي أبو علي، من الشخصيات البارزة في الحركة، وكان مدرسًا ابتدائيًا سابقًا في ضحيان بمحافظة صعدة، وهي القاعدة الرئيسية للحوثيين. ويعرف بتشدده وعدم التنازل أمام “الأعداء”.
ورغم تفاوت آراء زعيم الحوثيين عبد الله في استمرار العمليات في البحر الأحمر، إلا أن اسم الحكيم لا يزال مدرجًا على قائمة الإرهاب العالمية للولايات المتحدة. وتشير الأدلة إلى مسؤوليته عن سلسلة من الهجمات على السفن والهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار والصواريخ على المملكة العربية السعودية.
علاقة قوية بين “الحكيم” و”حزب الله”
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أفادت المخابرات العسكرية السعودية، عبر المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، بأنها تمتلك لقطات تظهر أبو علي بجوار حسن حمية، العضو البارز في حزب الله، خلال اجتماعهما في مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، وهذا الاجتماع في بوابة الواردات الشمالية لليمن يُعتبر – وفق محللين – إشارة لتورط الحزب اللبناني الكبير في الأحداث اليمنية.
يتمتع أبو علي بشبكة واسعة من المصادر خارج أراضي الحوثيين، مع اتصالات تمتد من المملكة العربية السعودية إلى القرن الأفريقي. وفي عام 2021، زاد الضغط من قبل فريق الحركة في دمشق لتعزيز التعاون مع رئيس المخابرات النظام السوري كفاح الملحم، خاصة ضد الجماعات الجهادية مثل تنظيم “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي سياق التصاعد بين إسرائيل وحماس، تلعب القوة النارية الإيرانية دورًا رئيسيًا في دعم العمليات الخارجية للحركة، كما يقدم فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني دعمًا لوجستيًا، سواء في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل.
أين تلقى تعليمه؟
من البداية، كان عبد الله يحيى الحكيم ملتزمًا بالأيديولوجية الحوثية، حيث حصل على تعليمه من المنظمة الزيدية الثقافية والدينية “الشباب المؤمن” التي تأسست في عام 1992. باعتباره عضوًا في “السيد”، الذين يدعون أنهم من نسل الحسين، حفيد نبي الإسلام محمد، كان له دور بارز داخل الإمامة الزيدية التي حكمت اليمن لما يقرب من ألف عام. وكرئيس للحكومة، حاول بشكل دائم استعادة هذا الخط إلى السلطة.
رغم أن المسؤولية الرسمية عن العمليات الداخلية تقع على عاتق مدير جهاز الأمن والمخابرات عبد الحكيم الخيواني، يظل أبو علي مسيطرًا على بعض العمليات بفضل الوزن الكبير الذي يُعطى للشخصية أكثر من اللقب، وهذا يتيح له حتى الوقوف ضد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، ففي الفترة بين عامي 2013 و2014، عارض بشدة الإجماع السياسي داخل الحركة لاستعادة صنعاء بالتعاون مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
في عام 2014، أصبح أبو علي شخصية عامة بعد قيادته لقوات الحوثيين نحو النصر. وبتحالفهم مع صالح، استولوا على السلطة من خليفته عبد ربه منصور هادي.
بتوجيه من الحكيم، تم الاستيلاء على محافظة عمران ثم السيطرة على الطرق المؤدية إلى صنعاء. شهد كانون الثاني/ يناير 2015، سيطرة الحوثيين على الرئاسة والعاصمة بالتعاون مع عشيرة صالح.
ومع إعلان وفاة صالح في كانون الأول/ ديسمبر 2017، عاد الأخير ليكون حليفًا ثم منافسًا، وتولى أبو علي مسؤولية الاستخبارات العسكرية، وكان قاد الحملة العسكرية ضد صالح وأعلنت عن وفاته في كانون الأول/ ديسمبر 2017 بعد أيام من انضمامه إلى التحالف السعودي.