خاص | للحديث عن واقع القطاع الصحي واللاجئين السوريين في لبنان… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع رئيس بلدية “ببنين” الدكتور كفاح الكسار
أجرت «بوليتكال كيز | Political Keys»، اليوم الخميس 25 كانون الثاني/ يناير، حوارًا خاصًّا مع رئيس بلدية “ببنين” اللبنانية، أكبر بلديات عكار وأكثرها وجودًا للنازحين، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، طبيب القلبية، الدكتور كفاح الكسار، للحديث عن واقع القطاع الصحي واللاجئين السوريين في لبنان.
حال القطاع الصحي في لبنان
وقال الدكتور كفاح الكسار، إنه “لا شك أن الثورة التي قامت في لبنان عام 2019 ومن ثم وباء كورونا الذي اجتاح العالم عرضا الاقتصاد اللبناني للكثير من الانهيارات، ومن بين القطاعات التي شهدت جزءًا من هذه الانهيارات القطاع الصحي، ورزحت الكثير من المؤسسات الصحية في لبنان تحت ديون كثيرة وكبيرة، جعلتها تعجز في كثير من الأحيان عن القيام بواجباتها الطبية على أكمل وجه”.
وأضاف الكسار أن “المواطنين شعروا بهذا الانهيار الاقتصادي والصحي، والذي أدى إلى سلسلة انهيارات ما زالت تتوالى حتى اليوم، وإن كانت بعض عوامل النهضة الخجولة بدأت تظهر الآن في لبنان، حيث بدأت بعض العوائل اللبنانية تعيد ترتيباتها الاقتصادية من خلال التواصل مع الخارج لتأمين البدائل التي تعينهم على مواجهة الأزمات الاقتصادية المحلية”.
وأشار رئيس بلدية ببنين إلى “عدم تمكن المؤسسات السياسية في البلاد وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية من الوقوف على قدميها، وبالتالي فالبلاد محكومة حاليا بحكومة تصريف أعمال، وهذا بالمعنى القانوني يجردها من امتلاك صلاحيات تسمح لها بسن قوانين تعين البلاد على التخلص من الفساد الذي رزحت تحته لعقود طويلة”، وخلص الكسار إلى نتيجة أن “كل مؤسسة في القطاع الصحي تلملم جراحها لوحدها على طريقتها نتيجة الانهيار الاقتصادي في لبنان”.
هل زاد السوريون من الضغط على القطاع الصحي في لبنان؟
وأكد عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، الدكتور كفاح الكسار، رفضه أي ادعاء يقول بأن السوريين زادوا من الضغط على القطاع الصحي في لبنان، وقال: “الكثير من المراكز الطبية التي باتت الملاذ الأول والأخير للبنانيين الذين يريدون الحصول على الخدمات الطبية هي مراكز تحظى بدعم من منظمات خيرية أجنبية تحت عنوان أن هذه المراكز تقدم الخدمات الطبية للإخوة النازحين السوريين وتستقبلهم”.
وأضاف الكسار أن “العديد من المنظمات الدولية كاليونيسيف وغيرها تشترط وجود السوريين لكي تقدم الدعم للمراكز الطبية ويستفيد منها السوريون واللبنانيون على حد سواء، وبقية الجنسيات أيضا”.
وتابع رئيس بلدية ببنين: “أنا بدوري كرئيس بلدية أقول إن الكثير من المساعدات التي كانت تأتينا، سواء آليات أو غذاء أو فرص عمل، كانت تأتي بحجة وجود السوريين، فيستفيد منها اللبنانيون أيضًا، وبالتالي فإن وجود السوريين في لبنان أثر بالإيجاب على القطاع الصحي في لبنان وليس بالسلب”، ولفت الكسار إلى أنه لا يجب أن يفهم من كلامه أنه يدعو أو يشجع على النزوح.
وتابع: “لا شيء يعوض الإنسان عن أرضه، وكل نازح سيظل يشعر أنه غريب، على الرغم من أن هذا الشعور خاطئ وأنا أسعى بدوري في تعاملي مع الإخوة النازحين إلى عدم إشعارهم بهذا، لكن أرجو أن ينال النازحون عودة مظفرة إلى ديارهم”، وشدد الكسار على أن “هذه الأرض لله، لا فضل لمقيم على نازح ولا لنازح على مقيم”.
المساعدات الدولية الصحية للسوريين في لبنان
وبشأن ما إذا غطّت المساعدات الدولية المتمثّلة بالمنظمات والجمعيات احتياجات السوريين الطبية كاملة أم أن الدولة اللبنانية تحمّلت جزءًا من تلك الأعباء، قال كفاح الكسار إنه “لا يشكك بأداء المنظمات والجمعيات الدولية، لكن حجم الكارثة كبير، وحجم النزوح مؤلم، خصوصا عندما يأتي الشتاء وترى السيول كيف تنهمر على رؤوس قاطني الخيم التي لا تصلح لعيش الإنسان، وإن الإنسان يخجل من نفسه عندما يدخل بيته ويرى الرفاهية التي يعيش بها في حين يأكل البرد عظام النازحين في الخيم ويعيشون في ظروف غير إنسانية”.
وأكد الكسار أن “المساعدات الدولية المتمثّلة بالمنظمات والجمعيات لم تغطِّ احتياجات السوريين الطبية كاملة، وأن بعض هذه المنظمات ظهر عليها الفساد الذي جعلها تقصر بعملها تجاه السوريين واللبنانيين، حيث هُدرت أموال في غير موضعها”.
وتابع: “فساد هذه المنظمات، مع علو بعض الأصوات السياسية النشاز في لبنان أدت إلى عجز صحي في مجتمع النزوح السوري في لبنان، وأنا أعرف بعض المستوصفات في بعض القرى اللبنانية ذات البعد الطائفي أو السياسي المعين كتبت على أبوابها أنه يُمنع دخول السوريين، وهذا الكلام أنا على يقين أن وزارة الصحة ترفضه، لكن هناك بعض الجهات السياسية تدعم هذا التوجه”.
الأطباء والممرضون السوريون في لبنان
ونوه طبيب القلبية كفاح الكسار أنه “مما لا شك فيه، أن الأطباء والممرضين خريجي المعاهد السورية ذوو كفاءات علمية ومهارات طبية عالية جدًّا لا يشكك فيها أحد على الإطلاق، إلا أن القوانين اللبنانية تحجر على غير اللبناني أن يمارس الطب إلا ضمن شروط قاسية جدًّا حددتها وزارة الصحة ونقابات الأطباء في لبنان، وهذا لا ينطبق فقط على الإخوة السوريين وإنما على كل الجنسيات حتى لو كانوا أوروبيين”.
وذكر الكسار قصة أحد أقربائه، وهو “طبيب لبناني يحمل جنسية بلد أجنبية، لم يتمكن من علاج والده عندما زار المستشفى الذي يرقد فيه في لبنان، ومُنع من أن يستلم ملف والده وأن يمارس المهنة على الأراضي اللبنانية لأنه غير مسجل في نقابة الأطباء، وقالوا له إن بإمكانه أن يتشاور مع طبيبه الرسمي ويقدم له المشورة دون أن يكون له اسم في الملف”.
هل هناك أحزاب سياسية في لبنان تحرك ملف اللاجئين للتغطية على فشلها؟
وردًّا على هذا السؤال، قال رئيس بلدية “ببنين” اللبنانية، أكبر بلديات عكار وأكثرها وجودًا للنازحين، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، طبيب القلبية، الدكتور كفاح الكسار، في ختام حواره الخاص مع «بوليتكال كيز | Political Keys»، إنه “يوجد من يضغط بشأن النازحين لأن هناك خشية من التغيير الديمغرافي في لبنان، ولتسمية الأمور بمسمياتها، فإن الطائفة المسيحية في لبنان عندها شعور بالنقص، والتفوق العددي لصالح الطوائف الأخرى، ولذلك يخافون أن يجبرهم هذا مستقبلًا أن يتخلوا عن المراكز المتقدمة في الدولة مثل رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان، وسواها من المراكز الذي يشغلها اليوم فقط ابن الطائفة المارونية”.