بالتزامن مع توترات في مقديشو.. استدعاء مفاجئ للقائد “سنبلوشي” الناقد لتوجهات الحكومة

أفادت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، باستدعاء عاجل للقائد عبد الله محمد سنبلوشي، النائب البرلماني والقائد السابق لوكالة المخابرات والأمن الوطني، من منطقة موقوكوري في إقليم هيران إلى العاصمة الصومالية مقديشو، ورغم عدم الكشف عن الأسباب الرسمية لهذا الاستدعاء، إلا أنه يأتي في سياق تطورات سياسية وأمنية متسارعة تشهدها البلاد.
المعارضة تجتمع في مقديشو
تزامن هذا الاستدعاء مع انعقاد مؤتمر موسع لقوى المعارضة في مقديشو، حيث اجتمع قادة المعارضة لتشكيل جبهة موحدة في مواجهة الحكومة الفيدرالية، وذلك في ظل التوترات المتزايدة بشأن العملية الانتخابية وشكل الحكم في المستقبل القريب.
الرئيس الصومالي يعين محافظًا جديدًا لإقليم بنادر وعمدةً للعاصمة
وفي خطوة أخرى تعكس التوترات السياسية، أصدر الرئيس الصومالي “حسن شيخ محمود” مرسومًا رئاسيًا بتعيين “حسن محمد حسين مونغاب” محافظًا جديدًا لإقليم بنادر وعمدةً للعاصمة مقديشو، بناءً على توصية من وزارة الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة.
تعزيزات أمنية حكومية في مقديشو
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العاصمة تعزيزًا للإجراءات الأمنية، حيث تستعد القوات العسكرية الموالية للرئاسة للسيطرة على تقاطعات رئيسية في مقديشو، مما يعيق حركة قادة المعارضة الذين يواجهون صعوبات في نقل مركباتهم عبر المدينة، وذلك بحسب مصادر محلية ودون مزيد من التفاصيل.
يُذكر أن القائد سنبلوشي قد سبق له أن كشف عن خطة جديدة للحكومة الفيدرالية حول استبعاد دور الشعب الصومالي في المرحلة الثانية من الحرب على حركة الشباب، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية.
أبعاد استدعاء سنبلوشي
ويحمل هذا الاستدعاء في طياته عدة أبعاد، فتوقيت استدعاء القائد سنبلوشي، المعروف بمواقفه الناقدة لتوجهات الحكومة، وخاصة تصريحاته المثيرة بشأن تهميش الشعب في الحرب ضد حركة الشباب، يشير إلى محاولة واضحة من الحكومة لاحتواء شخصيات نافذة قد تكون ذات تأثير داخل المؤسسة الأمنية أو على الرأي العام، كما إن الاستدعاء قد يكون رسالة تحذيرية لقيادات أمنية سابقة بعدم تجاوز “الخطوط الحمراء” في التصريحات أو الاصطفاف.
انعقاد مؤتمر موسع لقوى المعارضة في مقديشو في ذات التوقيت لا يمكن فصله عن الاستدعاء، فالحكومة تدرك أن شخصيات مثل سنبلوشي قد تتحول إلى رموز دعم لحراك المعارضة، خاصة إذا ما شعروا بالتهميش أو الإقصاء.
تعيين “حسن محمد حسين مونغاب” – المعروف بولائه الشديد للرئيس – محافظًا لإقليم بنادر وعمدةً لمقديشو يعكس مسعى رئاسيًا لضبط العاصمة وإحكام السيطرة السياسية والأمنية عليها قبيل أي مواجهة محتملة مع المعارضة.
وبالتزامن، تشير الأنباء إلى تحركات عسكرية في مفاصل المدينة، ما يوحي بتحضيرات لاحتمال تصعيد ميداني.
وبالتالي يمكن توصيف المشهد الصومالي حاليًا بأن البلاد تدخل في مرحلة استقطاب حاد بين معسكر حكومي يسعى للسيطرة المركزية، ومعارضة تحاول فرض معادلة جديدة قد تشمل المطالبة بانتخابات شفافة أو مراجعة هيكل السلطة.
في الوقت نفسه، فإن القيود المفروضة على حركة المعارضة داخل مقديشو تشير إلى تحول المدينة إلى ساحة صراع رمزي وميداني، ما قد يؤدي إلى فقدان الحكومة لهامش المناورة السياسية في حال تفجّر الوضع داخليًا.
هذه التطورات توحي بأن الاستقرار الهش في الصومال على المحك، الحكومة تسعى لفرض قبضة صارمة على مفاصل السلطة، بينما تتحرك المعارضة لتوحيد جهودها في وقت حرج، وأي تصعيد أمني في العاصمة قد يؤدي إلى فوضى متعددة المستويات، سياسية، عسكرية، وحتى اجتماعية، وهو ما يُحتّم على الجهات الإقليمية والدولية مراقبة الوضع عن كثب خشية انفجار داخلي يهدد بجرّ البلاد إلى أزمة جديدة.