نيجيريا تسعى لتنظيم فعالية دورية لشركات السلاح المحلية

تكثّفت التحركات داخل الدوائر الدفاعية في نيجيريا في الأشهر الماضية، مع تركيز خاص من وزير الدولة للدفاع، بيلو ماتاوالي، على إطلاق مشروع استراتيجي يتمثل في تنظيم معرض تجاري دفاعي على المستوى الوطني.
الفكرة الأساسية تدور حول إقامة فعالية دورية –سنوية أو نصف سنوية– تُسهم في تجميع اللاعبين المحليين في قطاع الصناعات الدفاعية، وعرض قدراتهم أمام الشركاء الدوليين المحتملين.
في قلب هذه الجهود تقف شركة “برو فورس” للدفاع، التي تتخذ من لاغوس مقرًا لها، ويقودها رجل الأعمال أديتوكومبو أوجونديين، وهي شركة مملوكة جزئيًا للجيش النيجيري، وقد سبق لها أن زودت القوات المسلحة بعدد من المركبات المدرعة.
التحركات تنبع من رغبة واضحة لدى الأجهزة الأمنية النيجيرية في تعزيز الاكتفاء الذاتي الدفاعي، وتسويق القدرات المحلية أمام الأسواق الإقليمية والدولية.
التوجه الجديد يلقى صدى إيجابيًا لدى المتخصصين في إدارة الفعاليات، ممن أبدوا استعدادًا للمساهمة في إنجاح المشروع، عبر تقديم الدعم اللوجستي والتنظيمي، وقد طُرحت عدة أسماء في هذا السياق، من بينها مزود الفعاليات العربي “أرابيان وورلد إيفنتس”، القائم على تنظيم معرض الدفاع المصري في القاهرة، إلا أن الشركة، بحسب اتصالات جرت معها، أنكرت نيتها الانخراط في المشروع النيجيري، مشيرة إلى أن تواصلها مع شركة “برو فورس” يندرج فقط ضمن إطار التنسيق الخاص بمعرض القاهرة، حيث سبق للشركة النيجيرية أن عرضت منتجاتها.
رغم هذا النفي، إلا أن التحضيرات داخل نيجيريا لا تبدو معزولة عن تجارب إقليمية مشابهة، خاصة في ظل الفعاليات التي تم تنظيمها بالفعل، كمنتدى القوات الجوية الإفريقية الذي أُقيم مؤخرًا في لاغوس تحت رعاية القوات الجوية النيجيرية، ونظمته شركة “جي إم إيفنتس” الإماراتية.
كما يتوقع أن يشهد شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم انطلاق فعالية “نيجيريا للأمن والدفاع”، المقررة في العاصمة أبوجا.
كل هذه المؤشرات تكشف عن سعي استخباري منسق من قبل الحكومة النيجيرية لإعادة تعريف تموضعها في السوق الدفاعية الإفريقية، عبر تسويق صناعاتها المحلية، وخلق قنوات تواصل غير تقليدية مع شركاء جدد، في وقت باتت فيه تجارة السلاح عنصرًا فاعلًا في إعادة رسم ميزان القوى الإقليمي في غرب إفريقيا.