أعلنت أوكرانيا وروسيا عن أكبر تبادل للأسرى منذ بداية الحرب، يتضمن عودة أكثر من 200 جندي من كل جانب في اتفاق توسطت فيه الإمارات العربية المتحدة.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم أمس الأربعاء، في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقة بصور بعض أسرى الحرب المفرج عنهم: “230 من شعبنا… اليوم عاد إلى منازلهم 213 جنديًا ورقيبًا و11 ضابطًا وستة مدنيين”.
وأضاف زيلينسكي أن بعض الجنود العائدين “قاتلوا في ماريوبول وأزوفستال”، في إشارة إلى حصار مصنع أزوفستال للصلب أثناء الدفاع الأوكراني عن ماريوبول، وهي مدينة ساحلية في جنوب أوكرانيا تحتلها روسيا الآن.
روسيا تبين عدد الأسرى الروس المفرج عنهم
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن 248 أسير حرب روسيًا أعيدوا من أوكرانيا نتيجة مفاوضات “معقدة” تنطوي على “وساطة إنسانية” من قبل الإمارات.
وشاركت أبوظبي، العام الماضي بالمثل في المساعدة في التوسط في عملية تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت عشرات من أسرى الحرب من كل جانب.
الصفقة الأخيرة لم تكن الأولى بين الطرفين
وتبادلت روسيا وأوكرانيا بشكل دوري مجموعات من الأسرى خلال الحرب التي دخلت الآن شهرها الثاني والعشرين، لكن عمليات التبادل أصبحت أقل تواترًا وحدث آخرها في أوائل آب/ أغسطس.
وفي ذلك الوقت، قال دميترو لوبينيتس، أمين المظالم في مجال حقوق الإنسان في أوكرانيا، إنه تم إطلاق سراح 2576 أوكرانيًا في تبادل للسجناء منذ بداية الغزو الروسي واسع النطاق.
يُعتقد أن أكثر من 4000 من أفراد الجيس الأوكراني ما زالوا في الأسر في روسيا كأسرى حرب، لكن الأعداد الدقيقة لأسرى الحرب على الجانبين الأوكراني والروسي لا تزال غير معروفة حيث لا يكشف الجيش في أي من البلدين عن مثل هذه البيانات.
وغالبًا ما تُحرم العائلات الأوكرانية حتى من المعلومات الأولية حول موقعها ورفاهيتها… وقد قدم السجناء الذين عادوا في عمليات التبادل روايات مستفيضة عن سوء المعاملة والإذلال والتعذيب في الأسر الروسية.
كما أصدرت محاكم روسية في شرق أوكرانيا أحكامًا بالسجن لفترات طويلة على جنود أوكرانيين، فيما وصفته جماعات حقوق الإنسان بـ “المحاكمات الصورية”.
تبادل الأسرى سبقه هجمات روسية مكثفة على مدن أوكرانية
ويأتي تبادل الأسرى يوم الأربعاء بعد أيام من الغارات الجوية الروسية واسعة النطاق على المدن الأوكرانية والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.. وفي حديثه للتلفزيون الأوكراني، قال يوري إجنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن روسيا بحاجة إلى أربعة أيام للتحضير لضربات جماعية جديدة على البلاد.
وفي آخر تحديث استخباراتي لها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية “استخدمت نسبة كبيرة من مخزون صواريخ كروز والصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو” والتي تراكمت لدى موسكو خلال الأشهر الأخيرة.
وتابعت: “من المرجح أن الضربات الأخيرة استهدفت في المقام الأول صناعة الدفاع في أوكرانيا”. وأضافت الوزارة أن هذا يتناقض مع الهجمات الكبرى التي نفذها في الشتاء الماضي والتي أعطت الأولوية لضرب البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
من جانبها، قالت موسكو، اليوم الأربعاء، إنها أسقطت 12 صاروخًا أوكرانيًا فوق منطقة بيلغورود بجنوب روسيا، فيما يبدو أن كييف تكثف هجماتها على عاصمة المنطقة، وهي أكبر مدينة روسية قريبة من الحدود الأوكرانية.
وقال حاكم منطقة بيلغورود، فياتشيسلاف جلادكوف، إن الوضع في العاصمة الإقليمية، التي تسمى أيضًا بيلغورود، “لا يزال متوترًا”.
وقالت روسيا الأسبوع الماضي إن القصف الأوكراني لبيلغورود أدى إلى مقتل 25 شخصًا، بينهم خمسة أطفال، مما يجعله أحد أكثر الهجمات دموية على الأراضي الروسية منذ غزو موسكو واسع النطاق.