أفاد مراسل “بوليتكال كيز | Political Keys” في السودان، اليوم الخميس 21 كانون الأول/ ديسمبر، أن مدينة الدمازين مركز ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السوادان، استقبلت -وما تزال- موجاتٍ عاليةً من النازحين من ولاية الجزيرة وسط البلاد، الذين هاجروا خوفًا من تمدد النزاع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى الولاية، بعد إعلان حظر التجوال في مركز الولاية الواقعة جنوب شرق الخرطوم”.
وقال مراسل”بوليتكال كيز | Political Keys” في مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق إن “الأوضاع الإنسانية في الولاية صعبة جدًّا، وتنذر بمجاعة كبيرة، لعدة أسباب من بينها قلة إنتاجية موسم الحصاد وندرة في السلع الضرورية بعد إغلاق عدد كبير من المتاجر، ومغادرة أعداد كبيرة من أهالي ولاية النيل الأزرق أيضًا خوفًا من تمدد النزاع المسلح للولاية، مع استقبال موجات نزوح عالية من ولاية الجزيرة في الوقت ذاته”.
وأضاف مراسلنا أن “المواطنين في ولاية النيل الأزرق يعيشون في حالة من الخوف والفزع بعد ما جرى في ولاية الجزيرة، وقد نزح كثير منهم نحو الجنوب عابرين الحدود خارج السودان خوفًا من إغلاقها إذا وقعت اشتباكات في الأيام القادمة”، مشيرًا إلى أن “الولاية تعاني حاليًّا من نقص في السلع الأساسية نتيجة الإغلاق الجزئي للأسواق”.
“موجات النزوح من ولاية الجزيرة إلى ولاية النيل الأزرق تأتي في ظل غياب المنظمات الإنسانية بسبب تعليق عملياتها وإجلاء موظفيها الدوليين وتسريح السودانيين، مع غياب الدور الحكومي بشكل واضح”. مراسل “بوليتكال كيز | Political Keys” في السودان
وأكد مراسلنا أن “موجات النزوح من ولاية الجزيرة إلى ولاية النيل الأزرق تأتي في ظل غياب المنظمات الإنسانية بسبب تعليق عملياتها وإجلاء موظفيها الدوليين وتسريح السودانيين، مع غياب الدور الحكومي بشكل واضح”.
وتابع: “الحكومة السودانية حتى الآن لم تصدر قرارًا لوضع تدابير لاستقبال النازحين، في حين أن منظمات المجتمع المدني وبعض المبادرات الشبابية تحاول التصدي لهذه الأزمة رغم شح الإمكانيات، وقد قامت هذه الجهات بالفعل بإسكان النازحين في المدارس والأندية الرياضية ووفرت لهم بعض الخدمات”.
وفي تصريح خاص لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، قال مدير منظمة الهلال الأحمر في السودان، عثمان عبد اللطيف، إن “الجيش السوداني في ولاية النيل الأزرق في حالة تأهب كامل”، لافتًا إلى أن “الوالي فرض حظر تجوال ليلي والأجهزة الأمنية في الولاية شنت حملة اعتقالات واسعة في الطرقات لمجرد الاشتباه”، مشيرًا إلى أن “هذه الاعتقالات تمت على أساس عرقي على غرار ما حدث في ولاية الجزيرة وهذا أمر غير مقبول”، مناشدًا “كل المنظمات الدولية إنقاذ المواطنين في الولاية بعد موجات النزوح”، ومناشدًا “قوات الدعم السريع عليه أن تحترم القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع المدنيين”.
ومنذ منتصف شهر نيسان/ أبريل 2023، تشهد السودان حربًا أهلية طرفاها الرئيسيان الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأودت الحرب في السودان بحياة أكثر من 12190 شخصًا، وفق تقديرات منظمة “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (أكليد)، وتسببت بنزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1.5 مليون شخص نزحوا إلى دول مجاورة.